خاتمة و وصیة

خاتمة و وصیّة

‏ ‏

إیّاک، أیّها الصدّیق الروحانی، ثمّ إیّاک، و الله معینک فی أولیٰک و أخریک، أن تکشف هذه الأسرار لغیر أهلها؛ أو لا تضنّنّ علی غیر فحلها. فإنّ علم باطن الشریعة من النوامیس الإلهیّة و الأسرار الربوبیّة؛ مطلوب ستره عن أیدی الأجانب و أنظارهم، لکونه بعید الغور عن جلیّ افکارهم و دقیقها. 

و إیّاک و أن تنظر نظر الفهم فی هذه الأوراق إلّا بعد الفحص الکامل عن کلمات المتألّهین من أهل الرواق و تعلّم المعارف  عند أهلها من المشایخ العظام و العرفاء الکرام؛ و إلّا فمجرّد الرجوع إلی مثل هذه المعارف لا یزید إلّا خسراناً، و لا ینتج إلّا حرماناً. 

و لنختم الکلام بالحمدلله الملک العلّام. و الصلاة و السلام علی أنبیائه و أولیائه العظام؛ خصوصاً سیّدهم و أشرفهم، محمّد و آله، صلوات الله علیهم أجمیعن. 

و قد اتّفق الفراغ عن هذه الرسالة بید مؤلّفه الفقیر المستکین، الّذی لا یملک لنفسه نفعاً و لا ضرّاً و لا موتاً و لا حیوٰة و لا نشوراً، فی صبیحة یوم الأحد، لخمسة و عشرین خلّون من شهر شوّال المکرّم، سنة تسع و أربعین و ثلاثمائة، بعد الألف من الهجرة النبویة، و علی هاجرها و آله الصلاة و السلام و التحیّة الأزلیّة الأبدیّة. و الحمدلله أوّلاً و آخراً و ظاهراً و باطناً. 

 

کتابمصباح الهدایة الی الخلافة والولایةصفحه 90