السابع خیار العیب

ثبوت الخیار مع خروج العین بالتلف

ثبوت الخیار مع خروج العین بالتلف

‏ ‏

فقد یستشکل‏ فی ا لتلف ا لحقیقی : بامتناع ثبوت ا لخیار عقلاً ؛ لأ نّـه حقّ‏‎ ‎‏متعلّق با لعین أو با لعقد .‏

‏فعلی ا لأوّل : امتناع ثبوتـه واضح ؛ لأنّ ا لمعدوم لایعقل أن یکون موضوعاً‏‎ ‎‏لشیء .‏

‏وعلی ا لثانی : لازمـه ا لتعلّق با لمعدوم ؛ فإنّ ا لعقد إضافـة بین ا لعوضین ،‏‎ ‎‏ومع معدومیّتهما أو معدومیّـة أحدهما ینعدم ،فلا یعقل تعلّق ا لحقّ بـه حا ل ا لعدم ،‏‎ ‎‏ولأنّ ا لفسخ استرجاع ا لعین ، أو حلّ ا لعقد وإرجاع کلّ عوض إ لیٰ صاحبـه ا لأوّل ،‏‎ ‎‏ولایعقل تحقّق ذلک فی ا لمعدوم ، هذا فی ا لتلف ا لحقیقی .‏

‏وأ مّا فی ا لتلف ا لعرفی ا لموجب لسقوط اعتبار ا لملکیّـة مطلقاً ، فلا یصحّ‏‎ ‎‏ثبوت ا لخیار معـه أیضاً ؛ لعدم إمکان استرجاع ا لعین فی ا لملکیّـة ، ولا ا لفسخ‏‎ ‎‏ا لذی حقیقتـه حلّ ا لعقد وإرجاع ا لعوضین إ لیٰ ملک صاحبهما‏‎[1]‎‏ .‏

وهذا إشکا ل‏ ثبوتی عامّ لمطلق ا لخیارات ، وقد تخلّصوا عنـه بما لیس‏‎ ‎‏بمرضی ؛ وهو أنّ ا لعقد إذا تعلّق بعین شخصیّـة ، فقد تعلّق بشخصیّتها وما لیّتها ،‏‎ ‎‏وا لخیار متعلّق با لعقد ، وعند فسخـه ترجع ا لعین بشخصیّتها وما لیّتها إن کانت‏

کتاب البیعج. 5صفحه 338
‏موجودة ، وإ لاّ فبما لیّتها ؛ إذ ا لعین ا لتا لفـة وإن کانت معدومـة بشخصیّتها ، لکن‏‎ ‎‏ما لیّتها موجودة ، وا لفسخ یتعلّق بها ، ویرجعها بما لیّتها‏‎[2]‎‏ .‏

‏وهذا نظیر ما قیل فی قاعدة ا لید : من أنّ ا لید إذا وقعت علیٰ عین ، وقعت‏‎ ‎‏علیٰ شخصیّتها ، ونوعیّتها ، وما لیّتها ، فتکون مضمونـة بتمام ا لمراتب وا لجهات ،‏‎ ‎‏ومع تلفها شخصاً یبقیٰ ضمان ا لنوعیّـة وا لما لیّـة‏‎[3]‎‏ .‏

‏وقد تقدّم فی خیار ا لغبن وفی بعض ا لمباحث ا لاُخر ، ما یرد علیـه فی‏‎ ‎‏ا لمقیس‏‎[4]‎‏ وا لمقیس علیـه‏‎[5]‎‏ .‏

وحاصلـه :‏ منع وقوع ا لعقد علی ا لشیء بجهاتـه ا لمتحقّقـة فیـه ؛ بحیث‏‎ ‎‏تکون عقوداً متعدّدة ، أو منحلاًّ إ لیها ، بل لیس إ لاّ عقد واحد ومتعلّق واحد غیر‏‎ ‎‏منحلّ ، ولاسیّما با لنسبـة إ لی ا لصفات وا لإضافات ، حقیقیّـة کانت أو اعتباریّـة .‏

‏بل قد تقدّم فیما سلف : عدم ا لانحلال با لنسبـة إ لی ا لأجزاء أیضاً‏‎[6]‎‏ ، وعلیٰ‏‎ ‎‏فرض صحّتـه فیها ، فلا یصحّ فی غیرها با لضرورة .‏

وا لحاصل :‏ أنّ ا لعقد متعلّق بواحد شخصی لـه صفات ، وإضافات ، وما لیّـة ،‏‎ ‎‏وا لکثرة لـه ، لا للعقد ، ولا لمتعلّقـه بما هو متعلّقـه ، وانتقا ل ا لأوصاف وغیرها‏‎ ‎‏تبعی ، لا أ نّـه مفاد ا لقرار وا لعقد ، فبقاء ا لعقد باعتبار ا لما لیّـة ، وتصحیح ا لفسخ‏

کتاب البیعج. 5صفحه 339
‏باعتبار إرجاع ا لعین بما لیّتها ، ممّا لایرجع إ لیٰ محصّل .‏

‏مع أ نّـه علیٰ فرض ا لتسلیم لاینتج ؛ لأنّ ماهیّـة ا لشیء وسائر أوصافـه‏‎ ‎‏وإضافاتـه ، قائمـة بـه ، وتنعدم بانعدامـه .‏

إ لاّ أن یقا ل :‏ إنّ ا لعقد تعلّق با لما لیّـة ا لمطلقـة ولو فی غیر ا لمعقود علیـه ،‏‎ ‎‏وهو ممّا لایصحّ ا لتفوّه بـه .‏

وا لتحقیق أن یقا ل :‏ إنّ ا لبیع عبارة عن ا لمبادلـة ا لإنشائیّـة ، وهی ا لتی تقع‏‎ ‎‏تحت ا لإنشاء ، وتکون مقدورة للمنشئ ، ومتحقّقـة فی ا لفضولی وعقد ا لمکره وأ مّا‏‎ ‎‏ا لنقل ا لواقعی فهو من ا لاعتبارات ا لعقلائیّـة ، ولایعقل تعلّق ا لإنشاء بـه ، وکذا‏‎ ‎‏ا لحا ل فی جمیع ا لعقود وا لإیقاعات ، ومنها ا لفسخ ، وهو متعلّق با لعقد ا لناقل‏‎ ‎‏إنشاء ، ویحلّ ا لعقد ا لإنشائی .‏

‏وهذا ا لعقد ا لإنشائی بما أ نّـه متعلّق با لعوضین حا ل وجودهما ، یکون باقیاً‏‎ ‎‏اعتباراً ، ولیس تابعاً فی بقائـه لبقاء ا لعوضین ؛ فإنّـه لیس من ا لصفات ا لخارجیّـة‏‎ ‎‏ا لتابعـة وجوداً وبقاء للأعیان ، بل لـه بقاء اعتباری تابع لاعتباره .‏

‏وهذا ا لوجود ا لاعتباری باقٍ عرفاً حتّیٰ مع تلف ا لعوضین ؛ إذ لایکون‏‎ ‎‏ا لقرار امتداده بامتداد ا لعین زماناً ، ولا تابعاً فی ا لبقاء للعوضین ، بل هو نحو اعتبار‏‎ ‎‏من ا لإنشاء وا لجعل حا ل وجود ا لعوضین ، وباقٍ فی الاعتبار إ لیٰ ما شاء الله ، من‏‎ ‎‏غیر دخا لـة للحا لات ا لطارئـة ا لمتأخّرة فیـه .‏

‏وا لفسخ حلّ للعقد ا لإنشائی ، وبعد ا لفسخ إن کان ا لعوض موجوداً ، یحکم‏‎ ‎‏ا لعقلاء بردّه إ لیٰ صاحبـه ، ومع عدمـه بردّ ا لمثل أو ا لقیمـة عوضاً عنـه وغرامـة ،‏‎ ‎‏من غیر أن یؤثّر ا لفسخ فی ردّهما ابتداء ، وقد تقدّم ا لکلام مستقصًی فی خیار ا لغبن‏‎ ‎‏فراجع‏‎[7]‎‏ ، هذا فی ا لتلف حقیقةً أو عرفاً .‏

‎ ‎

کتاب البیعج. 5صفحه 340

  • )) اُنظر حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 42 / ا لسطر11 ، و : 160 / ا لسطر16 .
  • )) منیـة ا لطا لب 2 : 184 / ا لسطر21 ، اُنظر حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 160 / ا لسطر18 ، و : 178 / ا لسطر19 ، هدایـة ا لطا لب : 597 / ا لسطر21 .
  • )) منیـة ا لطا لب 1 : 135 / ا لسطر18 ، حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 1 : 196 / ا لسطر13 .
  • )) تقدّم فی ا لجزء ا لرابع : 480 ـ 481 .
  • )) تقدّم فی ا لجزء ا لأوّل : 542 ـ 543 ، وا لثا لث : 180 ـ 181 .
  • )) تقدّم فی ا لجزء ا لرابع : 366 .
  • )) تقدّم فی ا لجزء ا لرابع : 481 .