تقریر محلّ النزاع
ثمّ إنّـه لابدّ قبل الخوض فی تحقیق المقام من بیان ما یمکن أن یکون محلاًّ للبحث بین الأعلام ، فنقول : ذکر فی الکفایـة أ نّـه یمکن أن یکون النزاع فی صحّـة تعلّق التکلیف بالمعدومین أو فی صحّـة المخاطبـة معهم أو فی صیرورة
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 312
عموم المتعلّق قرینـة علی التصرّف فی أدوات الخطاب والعکس ، فالنزاع علی الأوّلین عقلی ، وعلی الأخیر لغوی .
أقول : أمّا النزاع علی الوجهین الأوّلین : فلایعقل وقوعـه بین الأعلام بعد وضوح استحالـة بعث المعدوم أو زجره ، وکذا توجیـه الخطاب إلیـه .
وأمّا النزاع علی الوجـه الأخیر الذی یرجع إلی أمر لغوی ، فهو مستبعد جدّاً ؛ لأنّ الظاهر کون النزاع بینهم إنّما هو فی أمر عقلی .
والحقّ أن یقال : إنّ النزاع إنّما هو فی أنّ شمول الخطابات القرآنیّـة والأحکام المتعلّقـة بالعناوین الکلّیـة الواردة فیها للمعدومین هل یستلزم تعلّق التکلیف بهم والمخاطبـة معهم الممتنع عقلاً بداهةً ، أو لایستلزم ذلک الأمر المستحیل ؟ فالنزاع إنّما هو فی الملازمـة بین الأمرین التی هی أمر عقلی .
والتحقیق عدم الاستلزام ؛ لأنّ تلک الأحکام موضوعـة علی المکلّفین بنحو
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 313
القضایا الحقیقیّـة لا الخارجیـة ، وتوضیح ذلک یتوقّف علیٰ بیان المراد منهما .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 314