سعادت و شقاوت در اختیار انسان
ذاتی نبودن سعادت و شقاوت انسان
اذا عرفت ما تلوناه علیک اتضح لک ان السعادة والشقاوة لیستا ذاتیتین غیر معللتین لعدم کونهما جزء ذات الانسان ولا لازم ماهیته بل هما من الامور الوجودیة التی تکون معللة بل مکسوبة باختیار العبد و ارادته فمبدء السعادة هو العقاید الحقة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة و مبدء الشقاوة مقابلاتها مما یکون لها فی النفس آثار و صور و یری جزائها و صورها الغیبیة فی عالم الاخرة علی هوالمقرر فی لسان الشرع والکتب العقلیة المعدة لتفاصیل ذلک.
فتحصل مما ذکرنا ان السعادة والشقاوة لما کانتا منتزعتین من الحیثیات الوجودیة و هی کما عرفت معللة کلها لا سبیل الی القول بأنها من الذاتیات الغیر معللة.(50)
* * *
عقل مبنای تکلیف و ثواب و عقاب
وجوب افاضۀ فیض از واجب به قابل
ربما یتوهم ان اختلاف خلق طینة السعید والشقی موجب لاختیار
کتابعدل الهی از دیدگاه امام خمینی (س)صفحه 80
السعید السعادة والشقی الشقاوة کما دلت علیه الاخبار الکثیرة فعادت شبهة الجبر فلا بأس لدفعه بصرف عنان القلم الی توضیح ذلک بعد بیان مقدمة و هی:
انه لا اشکال فی ان موضوع حکم العقلاء کافة من أیّة ملة و نحلة فی صحة العقوبة هو المخالفة الاختیاریة للقوانین شرعیة کانت او سیاسیة مدنیّة من ارباب السیاسات بعد صحة التکلیف بحصول مقدماته و شرائطه من العقل والتمییز بین الحسن والقبیح و وصول التکلیف الی المکلف.
فالعقل الممیز بین الانسان والحیوان شرفه بالتکلیف و به یعاقب و یثاب لانه بالعقل یحکم بوجوب طاعة مولی الموالی و قبح مخالفته و به یعرف المولی و حقه و دارالثواب والعقاب فاذا خالفه باختیاره و ارادته من غیر اضطرار والجاء یحکم عقله و عقل کافة العقلاء بصحة عقوبته کما ان الامر کذلک فی مخالفة القوانین الجاریة فی الممالک المتمدنة. فما هو الملاک فی صحة العقوبة فیها هو الملاک فی صحة العقوبة علی مخالفة مولی الموالی فلا بد للناظر فی کیفیة اختلاف طینة افراد الانسان والاخبار الواردة فیه من کون ما ذکر من ملاک صحة العقوبة فی کل ملة و نحلة نصب عینه فان اختل بواسطة خلق الانسان من طینة علیین و سجین احد ارکان موضوع حکم العقلاء بصحة العقوبة حکم بعدم صحتها و الا فحکم العقل والعقلاء بحاله.
اذا عرفت ذلک فاعلم ان واجب الوجود بالذات لما کان واجباً من جمیع الجهات والحیثیات یمتنع علیه قبض الفیض عن الموضوع القابل فان قبضه بعد تمامیة الاستعداد و عدم نقص فی جانب القابل مستلزم لنقص فی الفاعل او جهة امکان فیه تعالی عنه.
و هذا اللزوم والوجوب کلزوم عدم صدور القبیح و امتناع صدور
کتابعدل الهی از دیدگاه امام خمینی (س)صفحه 81
الظلم عنه اختیاری ارادی لا یضر بکونه مریداً مختاراً قادراً فاذا تمت الاستعدادات فی القوابل افیضت الفیوضات والوجودات من المبادی العالیة.
و اما افاضة الفیض الوجودی بمقدار الاستعداد و قابلیة المواد للتناسب بین المادة والصورة للترکیب الطبیعی الاتحادی بینهما لا یمکن قبولها صورة الطف و اکمل من مقتضی استعدادها کما لا یمکن منعها عما استعدت له کما عرفت.(51)
کتابعدل الهی از دیدگاه امام خمینی (س)صفحه 82
برگشت کمالات به وجود
اقسام شقاوت
تأثیر شقاوت در نفس و باطن
ذاتی نبودن سعادت و شقاوت
أنّ المقرّر فی محلّه و المبرهن علیه فی العلوم العالیة ـ کما عرفت ـ أنّ کلّ الکمالات ترجع إلی الوجود. فاعلم الآن أنّ السعادة ـ سواء کانت سعادة عقلیّة حقیقیّة، أو حسّیة ظنّیة ـ من سنخ الوجود و الکمال الوجودیّ، بل الوجود ـ أینما کان ـ هو خیر و سعادة، و الشعور بالوجود و بکمال الوجود خیر و سعادة، و کلّما تتفاضل الوجودات تتفاضل الخیرات و السعادات.
بل التحقیق: أنّ الخیر و السعادة مساوقان للوجود، و لا خیریّة للماهیّات الاعتباریّة و الذاتیّات الاختراعیّة، فأتمّ الوجودات و أکملها یکون خیراً مطلقاً مبدأ کلّ الخیرات، و سعیداً مطلقاً مصدر کلّ السعادات، و کلّما بعد الموجود عن مبدأ الوجود و صار متعانقاً بالأعدام و التعیّنات بعد عن الخیر و السعادة.
هذا حال السعادة.
و أمّا الشقاوة مطلقاً فعلی قسمین:
أحدهما: ما هو مقابل الوجود و کماله، فهو یرجع إلی العدم و النقصان.
و ثانیهما: الشقاوة الکسبیّة التی تحصل من الجهالات المرکّبة و العقائد الفاسدة و الأوهام الخرافیّة فی الاعتقادیّات، و الملکات الرذیلة و الأخلاق الذمیمة کالکبر و الحسد و النفاق و الحقد و العداوة و البخل و الجبن فی الأخلاقیّات، و ارتکاب القبائح و المحرّمات الشرعیّة کالظلم و القتل و السرقة و شرب الخمر و أکل الباطل فی التشریعیّات.
و هذا القسم من الشقاوة له صورة فی النفس و ملکوت الباطن، و بحسبها حظّ من الوجود مخالف لجوهر ذات النفس و الفطرة
کتابعدل الهی از دیدگاه امام خمینی (س)صفحه 83
الأصلیّة لها، و ستظهر لأهلها فی الدار الآخرة ـ عند ظهور ملکوت النفس، و الخروج عن خدر الطبیعة ـ موحشة مظلمة مؤلمة معذّبة إیّاها، و یبقی أهلها فی غصّة دائمة و عذاب خالد، مقیّدین بسلاسل علی حسب صور أعمالهم و أخلاقهم و ملکاتهم و ظلمات عقائدهم و جهالاتهم، حسبما هو المقرّر عند علماء الآخرة و کشفت عن ساقها الکتب السماویّة، و لا سیّما الکتاب الجامع الإلهیّ و القرآن التامّ لصاحب النبوّة الختمیّة و المتکفّل لتفصیلها الأخبار الصادرة عن أهل بیت الوحی و الطهارة علیهم أفضل الصلاة و التحیّة.
إذا عرفت ما تقدّم من المقدّمات فاعلم: أنّ السعادة مطلقاً و الشقاوة بمعناها الثانی لایکونان من الذاتیّات الغیر المعلّلة؛ فإنّها ـ کما عرفت ـ هی الماهیّات و لوازمها، و الوجود ـ أیّ وجودکان ـ فهو لیس بذاتیّ لشئ من الأشیاء الممکنة، و قد عرفت أنّ السعادة مطلقاً و الشقاوة بهذا المعنی من سنخ الوجود، و هو مجعول معلّل لیس ذاتیّاً لشئ من الموجودات الممکنة.
نعم لمّا کانت الوجودات مختلفة المراتب ذات المدارج بذاتها، تکون کلّ مرتبة تالیة معلول مرتبة عالیة متلوّة لایمکن التخلّف عنها، فالوجود الدانی معلول الوجود العالی السابق له بذاته و هویّته، و لایمکن تخلّفه عن المعلولیّة؛ فإنّها ذاتیّة له، و هذا الذاتیّ غیر الذاتیّ الذی لایعلّل، بل الذاتیّ الذی هو عین المعلولیّة کما
عرفت.(52)
کتابعدل الهی از دیدگاه امام خمینی (س)صفحه 84