حول ما نسب إ‏لی صاحب ا‏لمعا‏لم

حول ما نسب إلی صاحب المعالم

‏ ‏

‏فنقول : ربّما یورد علیٰ صاحب المعالم :‏

أوّلاً‏ : بأنّ وجوب المقدّمـة تبع لوجوب ذیها من حیث الإطلاق أو‏

کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 77
‏الاشتراط ، فکیف یمکن أن یکون وجوب ذی المقدّمـة مطلقاً غیر مشروط‏‎ ‎‏بإرادتـه ووجوب المقدّمـة مشروطاً بإرادتـه .‏

وثانیاً‏ : باستحالـة أن یکون البعث المتعلّق بشیء مشروطاً بإرادة ذلک‏‎ ‎‏الشیء ؛ إذ مع تحقّق الإرادة یکون الإتیان بالفعل مسبّباً عنها لا عن البعث ، ومع‏‎ ‎‏عدم تحقّقها یکون المفروض عدم ثبوتـه بعد کونـه مشروطاً بالإرادة .‏

ودعوی‏ : أنّ البعث هنا مشروط بإرادة ذی المقدّمـة لابإرادة متعلّقـه الذی‏‎ ‎‏عبارة عنها .‏

مدفوعـة‏ : باستحالـة انفکاک إرادة ذی المقدّمـة عن الإرادة المتعلّقـة بها‏‎ ‎‏فمع کونـه مشروطاً بها یلزم اللغویـة أیضاً بعد عدم انفکاکها عنها ، کما لایخفیٰ‏‎[1]‎‏ .‏

‏هذا ، ولکن لایخفیٰ أنّ عبارة المعالم‏‎[2]‎‏ لا تفید شرطیـة الإرادة أصلاً ، بل‏‎ ‎‏مفادها هو ثبوت الوجوب فی حال کون المکلّف مریداً للفعل المتوقّف علیها ،‏‎ ‎‏فلایکون الوجوب مشروطاً بإرادتـه ، بل إنّما هو ثابت فی حالها علیٰ نحو القضیّـة‏‎ ‎‏الحینیـة لا المشروطـة ، فلایرد علیـه الإشکالان المذکوران .‏

‏هذا ، مضافاً إلی أنّ الإیراد الثانی فاسد ولو قلنا بذلک ؛ لأنّ کون البعث‏‎ ‎‏مشروطاً بإرادة ما یترشّح منـه الإرادة المتعلّقـة بالمقدّمـة بحیث تکون فی مرتبـة‏‎ ‎‏متأخّرة عنها استحالتـه غیر واضح ؛ لأنّ البعث إنّما یقع فی المرتبـة المتقدّمـة علیٰ‏‎ ‎‏إرادة متعلّقـه ، وهذا غیر معلوم الاستحالـة .‏

‏مضافاً إلیٰ أنّ هذا الإیراد لایختصّ بخصوص هذا القول ، بل یرد علیٰ جمیع‏‎ ‎‏القائلین بثبوت الملازمـة ، کما لایخفیٰ .‏

‎ ‎

کتابمعتمد الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 78

  • )) مطارح الأنظار : 72 / السطر 5 .
  • )) معالم الدین : 74 / السطر 3 .