فیما بقی من الاُمور المترتّبة علی المقبوض بالعقد الفاسد

اعتبار قیمة یوم الأداء بناءً استقرار المثل والقیمة

اعتبار قیمة یوم الأداء بناءً استقرار المثل والقیمة

‏وأمّا مقتضی قوله تعالی: ‏(فَمَنِ اعْتَدی عَلَیْکُمْ...)‏ ـ بناءً علی تسلیم دلالتها ‏‎ ‎‏علی ما نحن فیه ـ فإن قلنا بأنّها غیر ناظرة إلی کیفیة العهدة وإثبات ما فی ‏‎ ‎‏الذمّة، وإنّما هی متعرّضة لمقام الأداء فقط؛ وأنّه یجوز التعدّی بالمثل فی قبال ‏‎ ‎‏تعدّیه، نظیر ما یتعرّض لوجوب أداء المثل فی المثلی، والقیمة فی القیمی من غیر ‏‎ ‎‏نظر إلی کیفیة ما فی الذمّة، ففیه ما قلناه فی حدیث ‏‏«‏علی الید...‏»‏ ‏علی فرض ‏‎ ‎‏عهدة العین، لما عرفت من أنّ أداء المثل والقیمة إنّما هو أداء لنفسها، وتدارک ‏‎ ‎‏لها، ویلزمه دفع ما هو مصداق لأدائها.‏

‏وکذا إن قلنا بأنّ مقتضی جواز التعدّی بالمثل، هو إثبات الحقّ له، واشتغال ‏‎ ‎‏ذمّة الضامن بشی ء؛ علی ما قرّرناه سابقاً‏‎[1]‎‏ فی بیان الآیة، ولکن لا یثبت بذلک ‏‎ ‎‏إلا جعل واحد؛ وهو عهدة نفس العین، وأنّ المثل والقیمة من مراتب أدائها.‏

‏وبالجملة: یکون مساقها ومقتضاها مساق حدیث ‏‏«‏علی الید...‏»‏ ‏ومقتضاه، ‏‎ ‎‏فالکلام فیها الکلام فیه.‏

‏وأمّا إن قلنا بأنّها فی مقام إثبات عهدة المثل فی المثلی، والقیمة فی القیمی، ‏‎ ‎‏فلا إشکال فی أنّ المراد بالمثل، ما یماثلها فی جمیع الأوصاف الکمالیة التی ‏‎ ‎‏کانت متّصفة بها حین وجودها تحت یده، لا ما یماثلها عند الغصب أو التلف ‏‎ ‎‏فقط؛ لما تقرّر من ضمانها بجمیع ما له دخل فی القیمة، وإذا استقرّ هذا المثل فی ‏‎ ‎‏العهدة واشتغلت الذمّة به، فلا تفرغ منه ولا تبرأ إلا بدفع ما هو أداء لها فعلاً؛ ‏‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۲): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 121
‏وهو قیمة المثل عند الأداء، لا قیمة العین؛ لأنّ المفروض اشتغال الذمّة بالمثل، ‏‎ ‎‏والبراءة منه تکون بما هو أداء له بعد تعذّر نفسه، فلا فرق بین القول بعهدة المثل ‏‎ ‎‏وعهدة العین من هذه الجهة؛ أعنی اعتبار یوم الدفع والأداء.‏

‏ولا نقول بأعلی القیم؛ لما قرّرناه من عدم تضمینه ـ بارتفاع القیمة السوقیة ـ ‏‎ ‎‏ما لا یرجع إلی جهة فی العین وأوصافها. ‏

نعم‏، إن قیل: إنّ القیمة السوقیة أیضاً من الأوصاف التی یستقرّ ضمانها، فلا ‏‎ ‎‏مناص من القول بأعلی القیم من زمان الغصب إلی زمان الأداء. هذا کلّه علی ‏‎ ‎‏القول بعهدة العین أو المثل؛ وعدم الانقلاب إلی القیمة عند تعذّر المثل، وقد ‏‎ ‎‏عرفت أنّ المیزان فیها هو قیمة یوم الدفع. ‏

‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۲): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 122

  • ـ تقدّم فی الصفحة 50 و109.