تنبیهات: المعاطاة

الرابع: أقسام المعاطاة بحسب قصد المتعاطیین

الرابع

أقسام المعاطاة بحسب قصد المتعاطیین

‏تتصوّر المعاطاة بحسب قصد المتعاملین علی أنحاء، ذکر الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ أربعة‏‎ ‎‏منها:‏

القسم الأوّل ‏وهو أن یقصد تملیک المال بالإعطاء عوضاً عن مال الآخر،‏‎ ‎‏ویکون الأخذ قبولاً له وتملّکاً بإزاء ما یملّکه ویدفعه إلیه، فیکون دفعه وفاءً لما‏‎ ‎‏التزمه علی نفسه، لا أ نّه تتمیم للمعاملة.‏

‏ویترتّب علیه: أ نّه لو مات الآخذ قبل الدفع مات بعد تمام المعاطاة وإطلاق‏‎ ‎‏«المعاطاة» علیه باعتبار حصول المعاملة فیه بالإعطاء؛ وهو الإنشاء الفعلی،‏‎ ‎‏دون القول، لا من حیث کونها متقوّمة بالتعاطی، نظیر إطلاق «المصالحة»‏‎ ‎‏و«المساقاة» و«المزارعة» و«المؤاجرة» باعتبار حصول هذه العناوین؛ أعنی‏‎ ‎‏«الصلح» و«الإجارة» وهکذا، لا من جهة توقّفه علی التصالح من الطرفین،‏‎ ‎‏وهکذا المزارعة وغیرها‏‎[1]‎‏، انتهی بتلخیص منّا.‏


کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 279
‏وغرضه لیس الانحصار حتّی یقال: إنّه ینافی سابقه من الکلام‏‎[2]‎‏، بل غرضه‏‎ ‎‏ذکر قسم واحد من هذا الوجه؛ وهو ما قصد فیه تملیک المال بإزاء مال آخر.‏

القسم الثانی ‏وهو أن یقصد المبادلة بین التملیکین لا المالین، فیجعل تملیک‏‎ ‎‏ماله بإزاء تملیک الآخر ماله، فالمعاملة بین التملیکین، بخلاف الصورة الاُولی،‏‎ ‎‏وبعبارة اُخری العوضان فی هذه الصورة هو التملیکان، وفی الاُولی المملوکان،‏‎ ‎‏وهذه متقوّمة بالعطاء من الطرفین، فلو مات الثانی قبل الدفع لم تتحقّق‏‎ ‎‏المعاطاة‏‎[3]‎‏، وظاهر الشیخ تقوّمها بالإعطاء من الطرفین.‏

وأورد‏ علیه السیّد ‏‏رحمه الله‏‏: بأ نّه کما یمکن بذلک، یمکن أن یکون القبول هو ‏‎ ‎‏أخذه، ویکون التملیک واجباً علیه من باب الوفاء. بل یمکن أن یقال: إنّ هذا هو‏‎ ‎‏المتعیّن؛ إذ هو مثل جعل التملیک فی مقابل خیاطة ثوب، فإنّه یملک علیه‏‎ ‎‏الخیاطة، لا أن یکون القبول فیها موقوفاً بإیجادها، ولا فرق بین جعل الفعل‏‎ ‎‏بإزاء الفعل أو المال، کما أ نّه لو وقعت المعاملة کذلک باللفظ فقال: «ملّکتک الدار‏‎ ‎‏بعوض تملیکک إیّای کذا» فإذا قال: «قبلت» تمّت المعاملة، ووجب علیه‏‎ ‎‏التملیک‏‎[4]‎‏.‏

وأجاب‏ عن ذلک المحقّق الأصفهانی: بأنّ التعاوض والتبادل بین شیئین، لابدّ‏‎ ‎‏من أن یکون بلحاظ أمر، فإذا کانت عین عوضاً عن عین فلابدّ من أن تکون فی‏‎ ‎‏الملکیة، وإذا کان عمل عوضاً عن عمل فلابدّ من أن یکون فی الاستحقاق،‏‎ ‎‏وربّما یکون التعاوض بین شیئین بلحاظ ذاتهما، لقبولهما للإضافة، کالملکیة،‏‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 280
‏فإنّها مضافة بذاتها، لا بإضافة اُخری، فمرجع التملیک بإزاء التملیک إلی جعل‏‎ ‎‏إضافة الملکیة بإزاء إضافة الملکیة، ومقتضی التضایف بین المعوّضیة والعوضیة‏‎ ‎‏حصولهما معاً؛ وعدم انفکاک أحد المتضایفین عن الآخر‏‎[5]‎‏.‏

وفیه:‏ أنّ العوضین والطرفین للمعاملة لیسا إضافة الملکیة، بل نفس التملیک؛‏‎ ‎‏أعنی الفعلین منهما، فیجعل بالعطاء إنشاءه بإزاء إنشائه، فالعوضان إنشاؤهما‏‎ ‎‏وفعلهما.‏

‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 281

  • ـ المکاسب، ضمن تراث الشیخ الأعظم 16: 80.
  • ـ المکاسب، ضمن تراث الشیخ الأعظم 16: 74 .
  • ـ نفس المصدر: 81 .
  • ـ حاشیة المکاسب، المحقق الیزدی 1: 378 ـ 379.
  • ـ حاشیة المکاسب، المحقّق الأصفهانی 1: 163 .