القسم الثانی: البیع بالصیغة

الثانی: فی عدم اعتبار سبب خاصّ عند العقلاء

الثانی: فی عدم اعتبار سبب خاصّ عند العقلاء

‏هل یعتبر فی تحقّق المعاملة عند العرف والعقلاء سبب خاصّ؛ بحیث لو‏‎ ‎‏تحقّق بغیر ما اعتبر عندهم فلا یعتبرونه، أو لیس کذلک، بل بکلِّ ما تحقّق؛ فما‏‎ ‎‏یکون بالحمل الشائع معاملةً فهو معاملة عقلائیة؟‏


کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 291
‏لا شکّ فی أنّ الغرض العقلائی نفس تحقّق المعاملة ولو بالإشارة، أو الفعل،‏‎ ‎‏أو اللفظ بأیّ نحو کان، فالمناط عندهم تحقّقها. ‏

‏لا نقول: بأ نّها تتحقّق بأیّ سبب کان، بل مرادنا أ نّه علی فرض التحقّق لا‏‎ ‎‏یعتبر عندهم فیها سبب خاصّ. وأمّا بیان الأسباب المحقّقة لها وما هو معتبر‏‎ ‎‏فیها، فلسنا بصدده الآن.‏

الثالث: فی أنّ المدار فی ترتّب الأثر علی تحقّق المصداق الخارجی للمعاملة

‏لا إشکال فی أ نّه لو اُنشئ ما هو بالحمل الشائع عقد بلفظ «بعتُ» دون‏‎ ‎‏«عاقدتُ» فهو عقد عقلائی، وکذا ما هو بالحمل الشائع تجارة إن وقع بلفظ‏‎ ‎‏«العقد» أو «البیع» وکذا مایکون بیعاً بلفظ «ملّکت» فهو تجارة وعقد وبیع، ولا‏‎ ‎‏یتأمّل العقلاء فی أنّ الواقع لم ینشأ بما هو عنوان المعاملة بالحمل الأوّلی.‏

‏بل الفقهاء بما هم عقلاء، لا یختلج ببالهم اعتبار وقوع ما یکون بالحمل‏‎ ‎‏الشائع عقداً فی الخارج بلفظ «عاقدتُ» أو تجارة بلفظ «اتّجرت» وغیر ذلک؛‏‎ ‎‏بحیث کان المعتبر إنشاء المعاملة بما هی عقد وتجارة بالحمل الأوّلی، أعنی لفظ‏‎ ‎‏«عاقدت» و«اتّجرت» وأمّا لو وقع بغیره ـ مثل «البیع» أو «التملیک» ـ فلم یقع‏‎ ‎‏تجارةً، وهکذا. ولذا تراهم یتمسّکون بعموم ‏‏«‏أوْفُوا بِالْعُقُودِ‏»‏‏ فی کلّ ما یکون‏‎ ‎‏عقداً عندهم وإن لم یقع بما هو عقد بالحمل الأوّلی؛ وذلک لأنّ الإطلاقات‏‎ ‎‏والعمومات، منزّلة علی المصادیق الخارجیة من البیع والعقد ممّا هو متعارف‏‎ ‎‏ومعهود عند العقلاء، ولیس موضوعها ما یقع بنفس هذه العناوین.‏

‏وعلی هذا فکلّ ما یتحقّق عند العرف والعقلاء من عناوین المعاملات ـ أعنی‏‎ ‎‏ما یکون بالحمل الشائع عنواناً فی عالم الاعتبار والخارج؛ وبأیّ سبب تحقّق ـ‏‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 292
‏یکون مشمولاً للعمومات والإطلاقات، فالملاک تحقّق المصداق الخارجی من‏‎ ‎‏عنوان «البیع» و«العقد» و«التجارة» مثلاً؛ وأ نّه بأیّ سبب یتحقّق، ولا یعتبر فی‏‎ ‎‏السبب اشتماله علی عنوان «المعاملة» أی ما بالحمل الأوّلی معاملة. ‏

‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 293