المقبوض بالعقد الفاسد

الکلام حول عکس القاعدة

الکلام حول عکس القاعدة

‏وهی «کلّ ما لا یضمن بصحیحه لا یضمن بفاسده» وقبل البحث عن مدرکها‏‎ ‎‏ونقضها وطردها، ینبغی البحث فی أ نّها سلب لقضیة الأصل، أو قضیة شرعیة فی‏‎ ‎‏مقابل قضیة الأصل.‏

‏وبعبارة اُخری: عدم الضمان فی صحیح بعض العقود وفاسدها، هل یکون‏‎ ‎‏بنحو الاقتضاء فی مقابل اقتضاء الضمان، کما هو مفاد الأصل، فکما أنّ صحیح‏‎ ‎‏بعض العقود وفاسدها یقتضی الضمان، فکذلک صحیح بعض آخر وفاسده‏‎ ‎‏یقتضی عدم الضمان، فمثل الأمانة والعاریة یقتضی عدم الضمان؟‏

‏أو یکون بنحو اللااقتضاء؛ بحیث لا یقتضی الضمان، ولا عدمه، لا أ نّه یقتضی‏‎ ‎‏العدم، کما فی الفرض الأوّل، نظیر الإباحة، فإنّه قد لا یکون فی الشیء اقتضاء‏‎ ‎‏الوجوب، ولا الحرمة، ولا الکراهة، ولا الاستحباب، ولا الإباحة، فیکون مباحاً‏‎ ‎‏إباحةً لا اقتضائیة، وقد یکون فیه اقتضاء الإباحة مقابل اقتضاء الحرمة وغیرها؟‏

‏وعلی الجملة: هل المراد بـ «ما لا یضمن بصحیحه لا یضمن بفاسده» ما فیه‏‎ ‎‏اقتضاء عدم الضمان، أو ما لیس فیه اقتضاء بالنسبة إلی الضمان وعدمه؟ ‏

‏وإن شئت قلت: هل هو لاقتضاء السلب، أو لسلب الاقتضاء؟‏

ولا یخفی:‏ أنّ سلب الاقتضاء أعمّ ـ من حیث الانطباق ـ من الإیجاب‏‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 408
‏الجزئی؛ و هو اقتضاء السلب، کما أنّ عدم القیام أعمّ من القعود وغیره. لکنّه غیر‏‎ ‎‏مراد فی مقام الإطلاق، بل المراد نفس عدم القیام وسلبه، وفیما نحن فیه نفس‏‎ ‎‏اللااقتضائیة؛ و أن ینطبق علی اقتضاء العدم أیضاً.‏

توضیح ذلک:‏ أنّ العقد ـ بحسب مقام التصوّر ـ قد یکون سبباً للضمان، وقد‏‎ ‎‏یکون سبباً لعدم الضمان، وثالثةً لا یکون سبباً لا للضمان، ولا لعدمه.‏

‏ثمّ إنّ هذه القضیة ـ أصلاً وعکساً ـ هل سیقت لاستقصاء جمیع العقود؛‏‎ ‎‏بحیث کان جمیعها بحسب هذه الاحتمالات الثلاثة، داخلاً تحتها، فمفاد‏‎ ‎‏القضیتین أنّ کلّ عقد یقتضی الضمان صحیحه، ففاسده کذلک، وکلّ عقد لا‏‎ ‎‏یقتضی الضمان ـ سواء کان یقتضی عدمه، أو لا یقتضی شیئاً ـ ففاسده أیضاً لا‏‎ ‎‏یقتضی الضمان، فتکون القاعدة بیاناً لجمیع التصوّرات الثلاثة؟‏

‏أو لیس المراد بها فی العکس إلاّ حیثیة السلب؛ من دون نظر إلی عمومیته‏‎ ‎‏لحیثیة ثبوته؛ أی سببیة العقد لعدم الضمان، فکلّ عقد لایقتضی الضمان صحیحه،‏‎ ‎‏فلا یقتضیه فاسده، فالملازمة تکون بین حیثیتین سلبیتین؟‏

‏أو أن یراد بها الملازمة بین الحیثیة الثبوتیة فی الصحیح والفاسد؛ فکلّ عقد‏‎ ‎‏یقتضی صحیحه عدم الضمان، یقتضیه فاسده أیضاً؟ ‏

‏ویختلف الوجوه الثلاثة فی موارد نقض القاعدة.‏

‏لا إشکال فی أنّ هذه القضیة، لم ترد فی روایة ولا معقد إجماع حتّی یأتی‏‎ ‎‏فیها باب الاستظهار من لفظها، وإلاّ فیمکن استظهار الثانی من الاحتمالات‏‎ ‎‏الثلاثة؛ وهو اللااقتضائیة بالنسبة إلی الضمان وعدمه، من دون عمومیة فیه‏‎ ‎‏بالنسبة إلی جهة الثبوت؛ أعنی اقتضاء العدم. فالحریّ فی المقام هو البحث عن‏‎ ‎‏مدرک هذه القضیة ودلیلها حتّی یظهر مفادها.‏

‎ ‎

کتابالبیع (ج. ۱): تقریر لما افاده الاستاذ الاکبر آیة الله العظمی الامام الخمینی (س)صفحه 409