ا‏لفصل ا‏لرابع : کلام الشیخ فی الفرق بین النصّ والظاهر والأظهر والظاهر

الفصل الرابع کلام الشیخ فی الفرق بین النصّ والظاهر والأظهر والظاهر

‏ ‏

‏ثمّ إنّـه یستفاد من الشیخ ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏ فی المقام الرابع المعقود لبیان المرجّحات‏‎ ‎‏من کتاب التعادل والترجیح ثبوت الفرق بین النصّ والظاهر والأظهر والظاهر من‏‎ ‎‏جهتین :‏

‏إحداهما : کون النصّ والظاهر خارجاً عن موضوع الأخبار العلاجیّـة التی‏‎ ‎‏موضوعها الخبران المتعارضان أو المختلفان ، بمعنی عدم شمولها لـه موضوعاً ،‏‎ ‎‏وأ مّا الأظهر والظاهر فهو خارج عنها حکماً ، بمعنی شمول تلک الأخبار لـه ،‏‎ ‎‏ولکن لا ینظر فیـه إلی المرجّحات السندیّـة ، بل یقدّم الأظهر علی الظاهر الذی‏‎ ‎‏مرجعـه إلی الجمع الدلالی .‏

‏ثانیتهما : أنّ تقدیم النصّ علی الظاهر ثابت مطلقاً ولا یکون مشروطاً‏‎ ‎‏بشرط ، وهذا بخلاف تقدیم الأظهر علی الظاهر ، فإنّـه مشروط بکونـه مقبولاً عند‏‎ ‎‏العقلاء مطبوعاً لدیهم ، هذا .‏

‏وفی کلیهما نظر :‏

‏أ مّا الأوّل : فلأنّ المراد بالتعارض الموجب لشمول أخبار العلاج للدلیلین‏‎ ‎‏إن کان هو التعارض الابتدائی فمن الواضح تحقّقـه فی النصّ والظاهر أیضاً ، کما‏‎ ‎‏فی الأظهر والظاهر ، فلا وجـه لدعوی خروجـه عنها موضوعاً .‏


کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 341
‏وإن کان هو التعارض المستقرّ الغیر الزائل بالتأ مّل والتوجّـه فمن المعلوم‏‎ ‎‏عدم تحقّقـه فی الأظهر والظاهر أیضاً ، فلا وجـه لدعوی دخولـه فیها موضوعاً ،‏‎ ‎‏مع أنّـه علی تقدیر دخولـه فیها لا وجـه لدعوی الخروج الحکمی ، فإنّـه لیس فی‏‎ ‎‏شیء من الأخبار العلاجیّـة الإشعار بالجمع الدلالی وکونـه متقدّماً علی إعمال‏‎ ‎‏المرجّحات السندیّـة ، کما هو واضح .‏

‏وأ مّا الثانی : فلأنّ تقدیم النصّ علی الظاهر أیضاً مشروط بکونـه مـورداً‏‎ ‎‏لقبول العقلاء ، ألا تـری أنّهم لا یقدّمـون قولـه : صلِّ فـی الحمام ـ مثلاً ـ علی‏‎ ‎‏قولـه : لا تصلِّ فی الحمام کـذلک .‏

‏مـع أنّ الأوّل نصّ فی الجـواز ، والثانی ظاهـر فی عدمـه ، بل یعاملون‏‎ ‎‏معهما معاملـة المتعارضین ، کما یظهر بالمراجعـة إلیهم .‏

‏فانقدح من ذلک : عدم الفرق بین النصّ والظاهر والأظهر والظاهر ، وأنّـه‏‎ ‎‏لابـدّ فـی الحکم بتقدیم النصّ أو الأظهـر مـن مساعـدة العقلاء ، ثـمّ الحکـم‏‎ ‎‏بالخروج من أخبار العلاج موضوعاً ، ولیس فی البین خروج حکمی ، بل الأمر‏‎ ‎‏یدور بین الدخول فی الموضوع وترتّب الآثار المترتّبـة علیـه وخروجـه عنـه ،‏‎ ‎‏کما عرفت .‏

‎ ‎

کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 342

  • )) فرائد الاُصول 2 : 788 .