مقتضی ا‏لروایات ا‏لواردة فی ا‏لزیادة

‏ ‏

مقتضی الروایات الواردة فی الزیادة

‏ ‏

‏فنقول : إنّ الروایات الواردة فی الزیادة کثیرة ، وأشملها من حیث الدلالـة‏‎ ‎‏روایـة أبی بصیر قال : قال أبو عبداللّٰه ‏‏علیه السلام‏‏ : « ‏من زاد فی صلاتـه فعلیـه‎ ‎الإعادة‏ »‏‎[1]‎‏ .‏


کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 253
‏ولا یخفی أنّ عنوان الزیادة لا یتحقّق إلاّ مع قصد کون الزائد من الصلاة ،‏‎ ‎‏وإلاّ ‏‏فبدون ذلک القصد یکون الزائـد کالأجنبی ، فاللعب بالأصابع فـی أثناء‏‎ ‎‏الصلاة لا یکون زیادة فیها ، ولا یشترط أن یکون الزائد رکعـة لا أقلِّ، کما أنّـه‏‎ ‎‏لا یعتبر أن یکون من سنخ الصلاة ، بل کلّ ما یؤتی بـه بعنوان الصلاة ممّا یکون‏‎ ‎‏خارجاً عنها یکون زیادة فیها ، سواء کان رکعـة أو جزءً أو أمراً خارجاً کالتأمین‏‎ ‎‏والتکفیر ونحوهما .‏

‏وما أفاده بعض الأعاظم من المعاصرین فی کتاب صلاتـه‏‎[2]‎‏ فی وجـه عدم‏‎ ‎‏دلالـة الحدیث علی زیادة غیر الرکعـة من أنّ الظاهر کون الزیادة فی الصلاة من‏‎ ‎‏قبیل الزیادة فی العمر فی قولک : « زاد اللّٰه فی عمرک » فیکون المقدّر الذی جعلت‏‎ ‎‏الصلاة ظرفاً لـه هو الصلاة ، فینحصر المورد بما کان الزائد مقداراً یطلق علیـه‏‎ ‎‏الصلاة مستقلاًّ .‏

‏لا یخلو عن نظر ، بل منع ؛ لأنّ العمر أمر بسیط لا یکون لـه أجـزاء ،‏‎ ‎‏ولا یعقل أن یکون الزائد من غیره کالزمان وبعض الزمانیات وکالماء ونحوه ،‏‎ ‎‏وهـذا بخلاف المرکّب ، فإنّ الزیادة فیـه إنّما تـتحقّق بإضافـة أمـر إلی أجزائـه‏‎ ‎‏وإن لم یکن من سنخها .‏

‏ألا تـری أنّـه لـو أمـر المولی بمعجونٍ مرکّب مـن عدّة أجـزاء معیّنـة ،‏‎ ‎‏فـزاد علیه العبد شیئاً آخر مـن سنخها أو مـن غیرها یطلق علیه الزیادة بنظر‏‎ ‎‏العرف قطعاً .‏


کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 254
‏وبـالجملـة : فلا ینبغـی الارتیـاب فـی أنّ النظـر العـرفی لا یسـاعـد علی‏‎ ‎‏مـا أ فـاده ‏‏قدس سره‏‏ وأنّ عنوان الزیـادة عـامّ شامل فـی المقـام لـزیادة الرکعـة‏‎ ‎‏وغیرهـا .‏

‏نعم یبقی علی ما ذکرنا من اعتبار القصد فی تحقّق عنوان الزیادة فی‏‎ ‎‏الصلاة ، أنّ ذلک مخالف لظاهر صحیحـة زرارة‏‎[3]‎‏ الناهیـة عن قراءة شیء من سور‏‎ ‎‏العزائم فی الصلاة ، المعلّلـة بأنّ السجود ـ أی السجود الواجب بسبب قراءة آیـة‏‎ ‎‏السجدة ـ زیادة فی المکتوبـة ؛ لأنّها تدلّ علی أنّ السجود زیادة ، مع أنّـه لم یؤت‏‎ ‎‏بـه بعنوان الصلاة وأنّـه منها ، کما هو واضح ، هذا .‏

‏ولکن لابدّ من توجیـه الروایـة إمّا بکون المراد هو الإلحاق بالزیادة فی الحکم‏‎ ‎‏المترتّب علیها ، وإمّا بوجـه آخر . وقد تخلّص عن هذا الإشکال المحقّق المتقدّم‏‎ ‎‏بأنّ الزیادة عبارة عمّا منع الشارع إیجاده فی الصلاة ، فالمرجع فی تشخیص‏‎ ‎‏موضوعها هو الشرع لا العرف‏‎[4]‎‏ .‏

‏ولکن یرد علیـه بأنّ ذلک یستلزم جواز إطلاق الزیادة علی جمیع موانع‏‎ ‎‏الصلاة کالحدث والاستدبار والتکلّم والقهقهـة ونحوها ، مع أنّـه لا یعهد من أحد‏‎ ‎‏هذا الإطلاق ، کما هو غیر خفی .‏

‏هذا فیما یتعلّق بأخبار الزیادة .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 255

  • )) تهذیب الأحکام 2 : 194 / 764 ، وسائل الشیعـة 8 : 231 ، کتاب الصلاة ، أبواب الخلل الواقع فی الصلاة ، الباب 19 ، الحدیث 2 .
  • )) الصلاة ، المحقّق الحائری : 312 .
  • )) تهذیب الأحکام 2 : 96 / 361 ، وسائل الشیعـة 6 : 105 ، کتاب الصلاة ، أبواب القراءة فی الصلاة ، الباب 40 ، الحدیث 1 .
  • )) الصلاة ، المحقّق الحائری : 314 .