فی تصویر وقوع الزیادة فی الأجزاء
إنّ معنی نقیصـة الجزء عبارة عن عدم کون المرکّب الواقع فی الخارج واجداً لـه ، وأمّا معنی زیادتـه فلا یتحقّق إلاّ بکون الزائد أیضاً جزءً للمأمور بـه ، ومع کونـه جزءً لـه أیضاً ، کما هو المفروض لا یتحقّق الزیادة ، بل المأتی بـه هو عین المأمور بـه .
وبالجملـة : فلا یجتمع عنوان الزیادة مع کون الزائد أیضاً جزءً للمأمور بـه ، لأنّـه علی تقدیر کونـه جزءً لـه لا یکون زائداً . وعلی تقدیر کونـه زائداً لا یکون جـزءً فزیادة الجـزء بما هـو جـزء فی المأمـور بـه ممّا لا یتصوّره العقل .
نعم یتحقّق عنوان الزیادة بنظر العرف فیما إذا کان الجزء مأخوذاً لا بشرط
کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 243
من الزیادة ، وأمّا علی تقدیر کونـه بشرط لا من جهـة الزیادة فقد یقال ـ کما قیل ـ بأنّ مرجع الزیادة حینئذٍ إلی النقیصـة ، لأنّ الجزء المتّصف بالجزئیّـة هی الطبیعـة المتقیّدة بقید الوحدة ، فهی بدونها لا تکون جزءً للمرکّب ، فهو حینئذٍ یصیر فاقداً للجزء ولا یکون مشتملاً علی الزیادة .
ولکن لا یخفی : أنّ الجزء فی هذا الحال أیضاً هی ذات الطبیعـة ، وقید الوحدة شرط للجزء ، فإیجاد الطبیعـة مرّتین مرجعـه إلی إیجاد ذات الجزء کذلک ، فذات الجزء قد زید وإن کان هذه الزیادة راجعـة إلی النقیصـة أیضاً من جهـة فقدان شرط الجزء ، فالإتیان بالحمد ـ مثلاً ـ ثانیاً زیادة لذات الجزء وموجباً لنقصان شرطـه ، فتحقّق بـه الزیادة والنقیصـة معاً . وحینئذٍ فلا وجـه لما ذکروه من رجوع الزیادة حینئذٍ إلی النقیصـة ، کما عرفت .
کتابمعتمد الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 244