تنبیه‏: فیما وضعت له هیئة البعث

تنبیه : فیما وضعت له هیئة البعث

‏ ‏

‏لا شکّ فی أنّ الغرض من البعث إلی الطبیعة هو إیجادها وجعلها من الأعیان‏‎ ‎‏الخارجیة ؛ ضرورة أنّ الطبیعة لا تسمن ولا تغنی ، بل لا تکون طبیعة حقیقة مالم‏‎ ‎‏تتلبّس بالوجود .‏


کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 492
‏ولکن الکلام إنّما هو فی أنّ هیئة البعث هل وضعت لطلب الإیجاد والوجود ،‏‎ ‎‏أو أنّها وضعت لنفس البعث إلی الطبیعة ؟ إلاّ أنّ البعث إلیها لمّا کان ممّا لا محصّل له‏‎ ‎‏قدّر فیه الوجود أو الإیجاد ، أو أنّ البعث إلیها یلزمه عرفاً تحصیلها وإیجادها ، من‏‎ ‎‏دون تشبّث بإدخال الوجود فیه بنحو الوضع له ، أو تقدیره فی المستعمل فیه ،‏‎ ‎‏وجوه : أقواها الأخیر .‏

والسرّ فیه :‏ هو أنّ العرف لمّا أدرک أنّ الطبیعة لا یمکن نیلها وتحصیلها‏‎ ‎‏بنفسها ؛ عاریة عن لباس الوجود یتوجّه من ذلک إلی أنّ البعث إلیها بعث إلی‏‎ ‎‏إیجادها حقیقة .‏

‏وإن شئت قلت : إنّ الطبیعة لا تکون طبیعة حقیقة بالحمل الشائع إلاّ‏‎ ‎‏بإیجادها خارجاً ؛ لأنّ الطبیعة بما هی هی لیست بشیء وفی الوجود الذهنی لیست‏‎ ‎‏نفس الطبیعی بما هی هی . وحینئذٍ ینتقل بارتکازه إلی أنّ إطاعة التحریک والبعث‏‎ ‎‏نحوها لا تحصل إلاّ بإیجادها خارجاً ، هذا کلّه ثبوتاً .‏

‏وأمّا فی مقام الإثبات : فلما قدّمنا من تعیین مفاد الأمر هیئة ومادّة ، وأنّ‏‎ ‎‏الثانیة موضوعة لنفس الطبیعة والاُولی موضوعة للبعث إلیها بحکم التبادر .‏

‏ویشهد بذلک : أنّه لا یفهم من مثل «أوجد الصلاة» إیجاد وجود الصلاة ، بل‏‎ ‎‏یفهم منه البعث إلی الإیجاد ، فتدبّر .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 493