التحقیق فی المقام

التحقیق فی المقام

‏ ‏

إذا عرفت ذلک :‏ تقدر علی حلّ العویصة ؛ إذ المأمور به وإن کان هو المقیّد‏‎ ‎‏بقصـد الأمر ، وهو قد تعلّق بنعت التقیّـد ، إلاّ أنّ نفس الصلاة المأتی بها تکون‏‎ ‎‏مدعوّة بنفس دعوة الأمر المتعلّق بالمقیّد ، لا بأمـرها الخاصّ ، وهـذا یکفی فی‏‎ ‎‏مقام الإطاعة .‏

وبعبارة اُخری :‏ أنّ المکلّف إذا أدرک أنّ الأمر متعلّق بالمقیّد بقصد الأمر ،‏‎ ‎‏ورأی أنّ إتیان الصلاة ـ أعنی ذات المقیّد بالأمر المتعلّق بالمرکّب ـ محصّل لتمام‏‎ ‎‏قیود الواجب فلا محالة یأتی بها کذلک ، ویعدّ ممتثلاً لدی العقلاء .‏

علی أنّ هنا جواباً آخر‏ مبنیاً علی ما أخذه القوم قولاً مسلّماً : وهو کون الأمر‏‎ ‎‏بذاته باعثاً ومحرّکاً مع قطع النظر عن المبادئ والملکات ؛ إذ غایة ما یلزم من هذا‏‎ ‎‏الوجه أن تکون محرّکیته بالنسبة إلی نفس الصلاة جائزة وبالنسبة إلی القید الآخر‏‎ ‎‏ـ أعنی قصد أمره ـ ممتنعة .‏


کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 218
‏لکن لا معنی لمحرّکیته بالنسبة إلیه بعد التحریک إلی نفس الطبیعة ؛ لأنّ‏‎ ‎‏التحریک إلیه لغو ؛ لکونه حاصلاً ، وتحصیله بعد حصوله محال ؛ لأنّ التحریک إلی‏‎ ‎‏نفس الصلاة بداعی امتثال الأمر المتعلّق بالمرکّب یکفی فی تحقّق المتعلّق مع قیده ،‏‎ ‎‏ویقال : إنّه أتی بالصلاة بقصد أمرها .‏

‏وعن بعض محقّقی العصر ‏‏قدس سره‏‏ هنا جواب مبنی علی انحلال الأمر إلی أوامر‏‎ ‎‏بعضها موضوع لبعض‏‎[1]‎‏ . وأنت بعد الوقوف بما أشرنا إلیه إجمالاً تجد النظر فی‏‎ ‎‏نقضه وإبرامه .‏

‏هذا کلّه إذا کان الأخذ فی المتعلّق بأمر واحد ، وقد عرفت إمکانه وجوازه .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 219

  • )) مقالات الاُصول 1 : 236 ، نهایة الأفکار 1 : 190 .