منها‏: التبادر

منها : التبادر

‏ ‏

‏ومـن علائـم ذلک الربط المعهود التبادر ، والمراد منـه ظهور المعنی مـن‏‎ ‎‏اللفظ بنفسه مـن غیر قرینة ، لا سرعـة حصول المعنی فی الذهـن بالنسبـة إلی‏‎ ‎‏معنی آخر ، أو سبقه علیه .‏

واُورد علیه :‏ الدور المعروف ؛ من أنّ التبادر موقوف علی العلم بالوضع ،‏‎ ‎‏فلو توقّف ذلک علیه لدار‏‎[1]‎‏ .‏

وأجاب عنـه بعض المحقّقین :‏ بأنّـه یکفی فی ارتفاع الـدور تغایر العلمین‏‎ ‎‏شخصاً ، والتغایـر بین العلم الشخصی الحاصـل مـن التبادر وبین العلـم الشخصی‏‎ ‎‏الـذی یتوقّف التبادر علیه واضح ؛ وإن قلنا بأنّ ما یتوقّف علیه التبادر هـو العلم‏‎ ‎‏التفصیلی أیضاً‏‎[2]‎‏ .‏


کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 78
ولکنّه‏ من عجائب الکلام ؛ إذ لایتصوّر الانکشاف بعد الانکشاف إلاّ بتعدّد‏‎ ‎‏متعلّق العلم خارجاً ، أو بتخلّل الذهول والنسیان عند وحدته ، وکلاهما مفقودان فی‏‎ ‎‏محلّ الکلام .‏

‏والحاصل : أنّه لایعقل الکشف التفصیلی فی حال واحد عن شیء مرّتین ،‏‎ ‎‏فلو حصل العلم قبل التبادر ـ بکون معنی اللفظ کذا ـ لایعقل کون التبادر موجباً‏‎ ‎‏لحصول مصداق آخر له ، مع توحّد الحال .‏

‏نعم ، لا مانع من تکرّر الصورة الذهنیة بما هو معلوم بالذات ، ولکن لایعقل‏‎ ‎‏الکشف عن المعلوم بالعرض مکرّراً .‏

هذا ، ولکن الحقّ فی دفع الإشکال :‏ ما عن الشیخ الرئیس فی نظائر المقام‏‎[3]‎‏ ؛‏‎ ‎‏من أنّ العلم التفصیلی بأنّ معنی هذا ذاک علی نحو القضیة الحملیة موقوف علی‏‎ ‎‏التبادر ، وهو لیس موقوفاً علی هذا العلم التصدیقی المحتاج إلی تصوّر الموضوع‏‎ ‎‏والمحمول ، بل یحصل بالعلم الارتکازی من مبادئه وعلله ، کعلم الأطفال بمعانی‏‎ ‎‏الألفاظ ومفاد اللغات .‏

‏ثمّ إنّه لا إشکال فی اشتراط کاشفیة التبادر بکونه مستنداً إلی حاقّ اللفظ لا‏‎ ‎‏إلی القرینة ، ولکنّه هل لنا طریق مضبوط إلی إثباته ـ من الاطّراد وغیره ـ بأن یقال :‏‎ ‎‏إنّ التبادر من اللفظ مطّرداً دلیل علی کونه مستنداً إلی الوضع ؟ الظاهر عدمه ؛ لأنّ‏‎ ‎‏کون الاطّراد فقط موجباً للعلم بذلک ممنوع ، وخروج عن البحث .‏

‏وتوهّم کونه طریقاً عقلائیاً ، مع عدم حصول العلم منه واضح الفساد ؛ إذ لم‏‎ ‎‏یثبت لنا من العقلاء التمسّک به ؛ ولو عند احتمال کون الانفهام مستنداً إلی قرینة‏

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 79
‏عامّة بین أهل التخاطب ، کما أنّ أصالة عدم القرینة إنّما یحتجّ به العقلاء لإثبات‏‎ ‎‏المراد بعد العلم بالحقیقة والمجاز ، لا علی تعیین واحد منهما بعد العلم بالمراد .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 80

  • )) اُنظر هدایة المسترشدین 1 : 227 ، الفصول الغرویة : 33 / السطر22 ، کفایة الاُصول : 33 .
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1 : 97 .
  • )) الشفاء ، قسم المنطق 3 : 69 .