و منها‏: إطلاق اللفظ و إرادة مثله

ومنها : إطلاق اللفظ وإرادة مثله

‏ ‏

‏بأن لایکون الحکم لخصوص ما تکلّم به وأوجده متصرّماً ، بل لشیء آخر‏‎ ‎‏مثله واقع فی کلامه أو کلام الغیر .‏

والحقّ :‏ أنّه من قبیل الاستعمال والدلالة ، لا إلقاء الموضوع بنفسه ؛ لما‏‎ ‎‏عرفت من امتناع إحضار الخارج فی لوح النفس بذاته . مضافاً إلی أنّ الحکم لیس‏‎ ‎‏للّفظ الصادر منه . فعندئذٍ لا بأس بجعله من قبیل استعماله فی مماثله ، ویکون‏‎ ‎‏دلالته علیه کدلالة اللفظ علی معناه ، وإن کان یفترق عنه بکون الاستعمال هنا فی‏‎ ‎‏غیر ما وضع له .‏

‏والحاصل : أنّ اللفظ یجعل وسیلة وآلة للحاظ مماثله ، وتصوّره بالعرض‏‎ ‎‏بواسطة الصورة الذهنیة الحاصلة بإیجاده . والانتقال منها إلی المماثل هنا کالانتقال‏‎ ‎‏منها إلی المعنی بالسرعة الارتکازیة .‏

‏نعم ، ربّما یتعلّق الغرض بإثبات الحکم للصورة الحاصلة فی الذهن ، من دون‏

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 66
‏تجاوز منها إلی شیء آخر ، فیقال : زید الحاصل فی ذهنک بهذا اللفظ معلومک‏‎ ‎‏بالذات ، ففی مثله یتحقّق الموضوع بإیجاده ، فالاستعمال هنا إیجادی لا للمعنی بل‏‎ ‎‏لصورة اللفظ ، بخلاف ما مرّ فی باب الحروف ، فتدبّر جیّداً .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 67