فی الموصولات

فی الموصولات

‏ ‏

‏الظاهر : أنّها لا تفترق عن ألفاظ الإشارة وأخواتها فی أنّها موضوعة لنفس‏‎ ‎‏الإشارة إلی المبهم المتعقّب بصفة ترفع إبهامه ، فتفترق عمّا تقدّم بالتفاوت فی‏‎ ‎‏المشار إلیه ، کما تفترق أسماء الإشارة ـ علی قولهم ـ وحروف الإشارة ـ علی‏‎ ‎‏المختار ـ عن ضمائر الغیبة به أیضاً .‏

‏نعم ، هنا احتمال آخر ربّما یصعب تصوّره ، ولا یبعد أن یکون هو المتبادر‏‎ ‎‏منها عند إطلاقها ؛ وهو أن یقال : إنّها موضوعة لإیجاد الإشارة إلی مبهمٍ یتوقّع رفع‏‎ ‎‏إبهامه ؛ بحیث یکون عملها أمرین : أحدهما أصل الإشارة ، وثانیهما إفهام المشار‏‎ ‎‏إلیه المتوقّع للتوصیف ، فیکون معنی «الذی» و«التی» معنی مبهم مشار إلیه بإیجاد‏‎ ‎‏الإشارة إلیه ، فتکون الموصولات متضمّنة للمعنی الحرفی ، وهذا وإن یصعب‏‎ ‎‏تصوّره ، لکن بعد التصوّر یسهل تصدیقه ویفترق عن أسماء الإشارة .‏

‏هذا فی غیر «من» و«ما» و«أیّ» ، وأمّا فیها فالظاهر : أنّها أسماء وضعت‏‎ ‎‏لعناوین مبهمة ، والأمر سهل .‏

‎ ‎

کتابت‍ه‍ذی‍ب الاص‍ول (ج.۱): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 58