المقام الأوّل‏: فی إمکان الرجوع إلی الجمیع

المقام الأوّل : فی إمکان الرجوع إلی الجمیع

‏ ‏

‏الظاهر : إمکان رجوعه إلی الجمیع ، بلا فرق بین أن یکون آلة الاستثناء‏‎ ‎‏حرفاً أو اسماً ، وبلا فرق بین أن یکون المستثنی علماً أو وصفاً مشتقّاً .‏

أمّا آلة الاستثناء :‏ فلو قلنا إنّ الموضوع له فی الحروف کالأسماء عامّ‏‎ ‎‏فلا إشکال أصلاً ، وإن کان خلاف التحقیق .‏

‏وأمّا علی المختار من أنّ الموضوع له فی الحروف خاصّ فربّما یقال من‏‎ ‎‏أنّها علی هذا الفرض موضوعة للإخراج بالحمل الشائع ، فیلزم من استعمالها فی‏‎ ‎‏الإخراجات استعمال اللفظ فی أکثر من معنی واحد ، وهو فی الحروف أشکل ؛‏‎ ‎‏لأنّها آلات لملاحظة الغیر ، فیلزم أن یکون شیء واحد فانیاً فی شیئین أو أکثر .‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 249
أقول :‏ إنّ الأمر فی الحروف أسهل من الأسماء ؛ بحیث لو ثبت الجواز فی‏‎ ‎‏الثانیة لثبت فی الاُولی بلا ریب ؛ لما تقدّم فی مقدّمة الکتاب من أنّ دلالة الحروف‏‎ ‎‏علی التکثّر والوحدة تبعی ، کأصل دلالته علی معناه ، فلو فرضنا صدق المدخول‏‎ ‎‏علی أکثر من واحد لسری التکثّر إلی الحروف تبعاً ، فراجع .‏

‏أضف إلیه : أنّه یمکن أن یقال : إنّ أداة الاستثناء بإخراج واحد یخرج‏‎ ‎‏الکثیرین ، فلو قال المتکلّم : «أکرم العلماء وأضف التجّار إلاّ الفسّاق منهم» فهو‏‎ ‎‏إخراج واحد للفسّاق القابل للانطباق علی فسّاق العلماء والتجّار ، فلا یکون‏‎ ‎‏استعمال الأداة فی أکثر من معنی ، فتدبّر .‏

وأمّا المستثنی :‏ فربّما یستشکل فیما إذا کان المستثنی مثل زید مشترکاً بین‏‎ ‎‏أشخاص ، ویکون فی کلّ جملة شخص مسمّی بزید ، فإخراج کلّ منهم بلفظ واحد‏‎ ‎‏مستلزم للمحذور المتقدّم .‏

والجواب :‏ قد مرّ جواز استعمال اللفظ فی أکثر من معنی واحد‏‎[1]‎‏ مع عدم‏‎ ‎‏لزومه هنا أیضاً ؛ لإمکان استعماله فی مثل المسمّی الجامع بین الأفراد انتزاعاً ، فلا‏‎ ‎‏یلزم الإشکال فی الإخراج ، ولا فی المخرج .‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 250

  • )) تقدّم فی الجزء الأوّل : 131 .