الثانیة‏: فی المراد من تداخل الأسباب و المسبّبات

الثانیة : فی المراد من تداخل الأسباب والمسبّبات

‏ ‏

‏المراد من تداخل الأسباب هو أنّ کلّ واحـد من الشروط لا یقتضی إلاّ‏‎ ‎‏إیجـاد صرف الطبیعة غیر مغایر مع ما یطلبه الآخر ، وتعلّق البعثین بها لا یکشف‏‎ ‎‏عن أنّ هنا تکالیف متعدّدة مجتمعة فی مصداق واحد ، بل هنا تکلیف واحد ؛ وإن‏‎ ‎‏تعدّدت الأسباب ، ولهذا یکون التداخل عزیمة لا رخصة ، فیقال : إنّ الجنابة‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 113
‏والحیض وغیرهما وإن تعدّدت إلاّ أنّها حال الاجتماع لا یقتضی إلاّ غسلاً واحداً‏‎ ‎‏وجزاءً فارداً .‏

‏والمراد من تداخل المسبّبات ـ بعد الفراغ من عدم تداخل الأسباب ، وأنّ کلّ‏‎ ‎‏سبب یقتضی مسبّباً ـ هو أنّ الاکتفاء بمصداق واحد جائز فی مقام امتثال تکالیف‏‎ ‎‏عدیدة ، کما إذا أکرم العالم الهاشمی ممتثلاً کلّ واحد من الأمرین المتعلّقین بإکرام‏‎ ‎‏العالم والهاشمی ، وهذا المثال وإن کان خارجاً من المقام إلاّ أنّه یقرّب من وجه ،‏‎ ‎‏وحینئذٍ إذا کانت العناوین المکلّف بها قهریة الانطباق علی المصداق ، وکانت‏‎ ‎‏التکالیف توصّلیات یکون التداخل عزیمة ، وإلاّ یکون رخصة .‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 114