الأوّل : تحریر محلّ النزاع
المعروف فی عنوان البحث عن سلف وخلف : هل یجوز اجتماع الأمر والنهی فی شیء واحد ، أو لا ؟ ثمّ ذکروا : أنّ المراد مـن الواحـد هـو الواحـد الشخصی لا الجنسی .
وفیه : أنّ ظاهره هو أنّ الهویة الخارجیة من المتعلّقین محطّ عروض الوجوب والحرمة ، مع أنّه من البطلان بمکان ؛ لأنّ الخارج لا یکون ظرف ثبوت التکالیف ، فاجتماع الأمر والنهی فیه ممّا لا معنی له .
والأولی أن یقال : هل یجوز اجتماع الأمر والنهی علی عنوانین متصادقین
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 17
علی واحد فی الخارج أو لا ؟ ویکون المراد بالواحد هو الواحد الشخصی ؛ لأنّه الذی یتصادق علیه العناوین ، ویخرج الواحد الجنسی والنوعی :
أمّا الأوّل : لأنّ العناوین لا تتصادق علیه ، بل یکون جنساً لها ، مع أنّ النزاع فی الواحد الجنسی مع قطع النظر عن التصادق علی الواحد الشخصی ممّا لا معنی له ؛ ضرورة أنّ الحرکة فی ضمن الصلاة یمکن أن یتعلّق بها الأمر ، وفی ضمن الغصب أن یتعلّق بها النهی ، مع قطع النظر عن تصادقهما خارجاً .
وأمّا الثانی : فمضافاً إلی ما تقدّم من عدم محذور مع التکثّر شخصاً أنّه عبارة عن نفس العنوانین المنطبقین علی الواحد الشخصی .
وبذلک یتّضح : أنّ النزاع علی ما ذکرنا یصیر کبرویاً ، لا صغرویاً کما زعموا ، فتدبّر .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 18