المقصد السابع فی الاُصول العملیة

الجواب الثانی عن الشبهة

الجواب الثانی عن الشبهة

‏ ‏

‏لو سلّمنا ما ادّعاه القائل لکن نقول : إنّ النبی الأکرم والأئمّة من بعده عارفون‏‎ ‎‏بحال اُمّته وما یجری علیهم فی مختلف الزمان ومرور الدهور من غیبة ولی الدین‏‎ ‎‏وإمامه وحرمان الاُمّة عن الوصول إلیه ، وأنّ الاُمّة ـ بمقتضی ارتکازهم من لزوم‏‎ ‎‏رجوع الجاهل إلی عالمه ـ سوف یرجعون إلی علمائهم الذین لامحیص لهم من‏‎ ‎‏الرجوع إلی أخبارهم وآثارهم التی دوّنها أربابها ، باذلین جهدهم مستفرغین بالهم‏‎ ‎‏فی استنباط الحکم .‏

‏فلو لم یکن هذه السیرة مرضیة لکان علیهم الردع ومنع الاُمم الجائیة عن‏‎ ‎‏التطرّق بهذا الطریق ، وإرجاعهم إلی طریق آخر .‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 620
‏وقد أخبروا ‏‏علیهم السلام‏‏ عن کثیر من الاُمور التی لم یکن یوم ذاک عنها عین ولا‏‎ ‎‏أثر ، وکیف وقد أمروا أصحابهم بضبط الأحادیث والاُصول ؛ معلّلین بأنّه سیأتی‏‎ ‎‏زمان هرج ومرج ، ویحتاج الناس بکتبکم‏‎[1]‎‏ . کلّ ذلک یرشدنا إلی کون السیرة‏‎ ‎‏مطلقاً ماضیة ، بلا إشکال .‏

ثمّ‏ إنّه ینبغی قبل البحث عن لزوم تقلید الفاضل أو جوازه البحث عن مناط‏‎ ‎‏السیرة العقلائیة حتّی نخوض بعده فی أدلّة الطرفین :‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 621

  • )) راجع وسائل الشیعة 27 : 81 ، کتاب القضاء ، أبواب صفات القاضی ، الباب 8 ، الحدیث 17 و 18 .