المقصد السابع فی الاُصول العملیة

حال النسبة بین قاعدة «لا تعاد» وحدیث‏: «إذا استیقن أ‏نّه زاد فی صلاته»

حال النسبة بین قاعدة «لا تعاد» وحدیث : «إذا استیقن أنّه زاد فی صلاته»

‏ ‏

‏أظـنّ : أنّ بسط القول فیما سبق کافٍ عـن التفصیل فی المقام ؛ فإنّه‏‎ ‎‏یجری فیه ما أوضحناه فی السابق حـرفاً بحـرف ، غیر أنّ هـذا الحـدیث یختصّ‏‎ ‎‏بأمـر آخـر ، کما سنشیر .‏

فنقول :‏ إذا لوحظ المستثنی منه بعد الاستثناء فی القاعدة مستقلّاً بحیاله‏‎ ‎‏فالنسبة بینها وبین الحدیث عموم من وجه ؛ لأنّ القاعدة لاتشمل الخمسة ، وتعمّ‏‎ ‎‏الزیادة والنقیصة ، والحدیث یختصّ بالزیادة ویعمّ الخمسة وغیرها .‏

‏وإن اعتبر المستثنی منه والمستثنی أمراً واحداً فالنسبة بینهما عموم‏‎ ‎‏مطلق ؛لأنّ القاعـدة متکفّلـة لبیان أحکام الأجـزاء والشرائـط عامّـة ؛ نقصاً کـان‏‎ ‎‏أو زیادة ، رکناً کان أو غیر رکن ، سهواً کان أو عن جهل ؛ حتّی الجهل عـن تقصیر‏‎ ‎‏أیضاً بحسب الظاهر ، مع قطع النظر عن الجهات الخارجیـة ، ولکن الحـدیث‏‎ ‎‏مختصّ بالزیادة .‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 384
‏ولایجری فیه ما احتملناه‏‎[1]‎‏ فی حدیث أبی بصیر من عمومیته للعمد دون‏‎ ‎‏القاعدة ؛ لظهور قوله : ‏«إذا استیقن أنّه زاد فی صلاته . . .»‎[2]‎‏ إلی آخره فی‏‎ ‎‏غیر العمد .‏

‏فعلی الأوّل یقع التعارض بینهما ، وقد عرفت حال الحکومة ، وأنّه علی‏‎ ‎‏فرض صحّته موجب للتخصیص الأکثر فی ناحیة الحدیث ‏«إذا استیقن»‏ کما تقدّم .‏

‏وعلی الثانی فتختصّ القاعدة بالنقیصة ، ویصیر الزیادة السهویة مبطلة ، دون‏‎ ‎‏النقیصة السهویة . اللهمّ إلاّ أن یدّعی الإجماع علی وجود الملازمة بین مبطلیة‏‎ ‎‏الزیادة السهویة ومبطلیة النقیصة السهویة ، ولکن الدعوی غیر ثابتة . مضافاً إلی‏‎ ‎‏استلزامها ـ حینئذٍ ـ صیرورة القاعدة بلا مورد ، أو قریب منه .‏

‏والذی یسهّل الخطب : هو اضطراب الروایة ؛ فقد نقلها فی «الوافی»‏‎[3]‎‏ عن‏‎ ‎‏«الکافی» و«التهذیب» و«الاستبصار» بالصورة التی قدّمناها‏‎[4]‎‏ ـ أی بغیر لفظ‏‎ ‎‏«رکعة» ـ لکن رواه الشیخ الحرّ فی «وسائله» مع زیادة «رکعة»‏‎[5]‎‏ .‏

‏وکذا رواه المجلسی فی «شرح الکافی» فی باب السهو عن الرکوع بالسند‏‎ ‎‏المذکور ، لکن بإسقاط بُکیر بـن أعین ، مـع زیادة لفظ «رکعـة»‏‎[6]‎‏ ، وهـو ‏‏قدس سره‏‏ رواه‏‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 385
‏بلا زیادة فی باب من سهی فی الأربع والخمس عن زرارة وبکیر مع تفاوت یسیر‏‎ ‎‏فی المتن أیضاً‏‎[7]‎‏ .‏

‏وهذا الاختلاف لا یبقی معه وثوق بالنسبة إلی الروایة ، واحتمال أنّهما‏‎ ‎‏روایتان بعید جدّاً ، والقدر المتیقّن منها : أنّ المراد هو زیادة الرکعة . ولایبعد أن‏‎ ‎‏یکون المراد منها هو الرکوع ، کما اُطلقت علیه فی روایات اُخر‏‎[8]‎‏ ، والأصل المسلّم‏‎ ‎‏عندهم عند دوران الأمر بین الزیادة والنقیصة هو أصالة عدم الزیادة ، وعلیه فلا‏‎ ‎‏معارضة بین الحدیث والقاعدة .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 386

  • )) تقدّم فی الصفحة 381 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 373 .
  • )) الوافی 8 : 964 / 25 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 373 .
  • )) وسائل الشیعة 8 : 231 ، کتاب الصلاة ، أبواب الخلل الواقع فی الصلاة ، الباب 19 ، الحدیث 1 .
  • )) مرآة العقول 15 : 187 / 3 .
  • )) مرآة العقول 15 : 200 / 2 .
  • )) راجع وسائل الشیعة 6 : 314 ، کتاب الصلاة ، أبواب الرکوع ، الباب 11 .