المقصد السابع فی الاُصول العملیة

الوجه الثالث

الوجه الثالث :‏ ما أفاده بعض محشّی «الفرائد»‏‎[1]‎‏ ، وأوضحه عدّة من‏‎ ‎‏المشایخ ؛ منهم شیخنا العلاّمة‏‎[2]‎‏ وبعض أعاظم العصر‏‎[3]‎‏ ـ قدّس الله أرواحهم ـ‏‎ ‎‏وملخّصه : أنّ نسبة أدلّة الاُصول إلی کلّ واحد من الأطراف وإن کانت علی حدّ‏‎ ‎‏سواء ، لکن لا یقتضی ذلک سقوطها عن جمیع الأطراف .‏

توضیحه :‏ أنّ الأدلّة المرخّصة کما یکون لها عموم أفرادی بالنسبة إلی کلّ‏‎ ‎‏مشتبه ، کذلک یکون لهما إطلاق أحوالی بالنسبة إلی حالات المشتبه . فکلّ مشتبه‏‎ ‎‏مأذون فیه ـ أتی المکلّف بالآخر أو ترکه ـ وإنّما یقع التزاحم بین إطلاقهما لا‏‎ ‎‏أصلهما ؛ فإنّ الترخیص فی کلّ واحد منهما فی حال ترک الآخر ممّا لا مانع منه .‏

‏فالمخالفة العملیة إنّما نشأت من إطلاق الحجّیة ، فلابدّ من رفع الید عن‏‎ ‎‏إطلاقهما لا أصلهما ، فتصیر النتیجة الإذن فی کلّ واحد مشروطاً بترک الآخر ، وهذا‏‎ ‎‏مساوق للترخیص التخییری ، وهذا نظیر باب التزاحم وحجّیة الأمارات علی‏‎ ‎‏السببیة .‏

وفیه :‏ ما قد عرفت أنّ ما یصحّ الاعتماد به من الأدلّة إنّما هو صحیحة عبدالله ‏‎ ‎‏بن سنان ، وأمّا الباقی فقد عرفت فیه الضعف فی السند أو فی الدلالة‏‎[4]‎‏ .‏

‏وأمّا الصحیحة : فقد تقدّم أنّ الموضوع فیها غیر الموضوع فی قوله ‏‏علیه السلام‏‏ :‏‎ ‎«کلّ شیء حلال حتّی تعلم أنّه حرام بعینه»‏ ؛ فإنّ الموضوع فی الثانی إنّما هو کلّ‏‎ ‎‏فردٍ فردٍ أو کلّ جزءٍ جزءٍ ، فیقال فی الحرام المختلط بالحلال بحلّیة کلّ جزء ، فلو‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 208
‏صحّ ما ذکر من التقریب لصحّ تقییده بما ذکر من ترک الآخر ، وأمّا الصحیحة فما هو‏‎ ‎‏الموضوع لیس إلاّ کون الشیء فیه الحلال والحرام بالفعل ، وهو لیس إلاّ مجموع‏‎ ‎‏المختلط ، والضمیر فی قوله «منه» راجع إلی الشیء المقیّد بأنّ فیه الحلال والحرام .‏

وبالجملة :‏ فالموضوع فی غیر الصحیحـة هـو کلّ جزء جزء مستقلاًّ ، وأمّـا‏‎ ‎‏فیها فلیس کـلّ جـزء محکوماً بالحلّیـة بالاستقلال ، بل الموضوع هـو نفس‏‎ ‎‏المجموع بما هو هو .‏

‏فلو صحّ الإطلاق فیها فلابدّ أن یکون مصبّه ما هو الموضوع ؛ بأن یقال : إنّ‏‎ ‎‏هذا المختلط محکوم بالحلّیة ؛ سواء کان المختلط الآخر محکوماً بها أو لا ، فلو قیّد‏‎ ‎‏بحکم العقل یصیر نتیجة التقیید هو حلّیة هذا المختلط عند ترک المختلط الآخر ،‏‎ ‎‏وهو خلاف المطلوب .‏

‏ولا یصحّ أن یقال : إنّ هذا الجزء محکوم بالحلّیة ؛ سواء کان الجزء الآخر‏‎ ‎‏محکوماً أو لا ؛ حتّی یصیر نتیجة التقیید بحکم العقل ما ادّعی من جواز ارتکاب هذا‏‎ ‎‏الجزء عند ترک الآخر ؛ لأنّ الجزء لیس محکوماً بحکم حتّی یقع مصبّ الإطلاق‏‎ ‎‏والتقیید .‏

‏ولو صحّ جریان الصحیحة فی الإنائین المشتبهین فالمحکوم بالحلّیة إنّما هو‏‎ ‎‏الکلّ ، لا کلّ واحد منهما حتّی یؤخذ بإطلاقه الأحوالی ویقیّد بمقدار ما دلّ علیه‏‎ ‎‏حکم العقل . مضافاً إلی أنّ فی إطلاق الأدلّة بنحو ما ذکر کلاماً وإشکالاً .‏

ثمّ إنّ بعض أعاظم العصر‏ قد أجاب عنه بکلام طویل ، ونحن نذکر خلاصة‏‎ ‎‏مرماه ، فنقول : قال ‏‏قدس سره‏‏ : إنّ الموارد التی نقول فیها بالتخییر مع عدم قیام دلیل علیه‏‎ ‎‏بالخصوص لا تخلو عن أحد أمرین : إمّا لاقتضاء الدلیل الدالّ علی الحکم التخییرَ‏‎ ‎‏فی العمل ، وإمّا اقتضاء المنکشف والمدلول ذلک ؛ وإن کان الدلیل یقتضی التعیینیة .‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 209
‏فمن الأوّل : ما إذا ورد عامّ کقوله : «أکرم العلماء» وعلم بخروج زید وعمرو‏‎ ‎‏عن العامّ ، وشکّ فی أنّ خروجهما هل هو علی وجه الإطلاق ، أو أنّ خروج کلّ‏‎ ‎‏واحد مشروط بحال إکرام الآخر ؛ بحیث یلزم من خروج أحدهما دخول الآخر ،‏‎ ‎‏فیدور الأمر بین کون المخصّص أفرادیاً وأحوالیاً ، أو أحوالیاً فقط ، فلابدّ من القول‏‎ ‎‏بالتخییر .‏

‏وإنّما نشأ ذلک من اجتماع دلیل العامّ وإجمال المخصّص ووجوب الاقتصار‏‎ ‎‏علی القدر المتیقّن فی التخصیص ، ولیس التخییر لأجل اقتضاء المجعول ، بل‏‎ ‎‏المجعول فی کلّ من العامّ والخاصّ هو الحکم التعیینی ، والتخییر نشأ من ناحیة‏‎ ‎‏الدلیل لا المدلول .‏

‏ومن الثانی : ما إذا تزاحم الواجبان فی مقام الامتثال ؛ لعدم القدرة علی الجمع‏‎ ‎‏بینهما ؛ فإنّ التخییر فی باب التزاحم إنّما هو لأجل أنّ المجعول فی باب التکالیف‏‎ ‎‏معنیً یقتضی التخییر ؛ لاعتبار القدرة فی امتثالها ، والمفروض حصول القدرة علی‏‎ ‎‏امتثال کلّ من المتزاحمین عند ترک الآخر .‏

‏وحیث لا ترجیح فی البین ، وکلّ تکلیف یستدعی نفی الموانع عن متعلّقه‏‎ ‎‏وحفظ القدرة علیه فالعقل یستقلّ ـ حینئذٍ ـ بصرف القدرة فی أحدهما تخییراً ؛ إمّا‏‎ ‎‏لأجل تقیید التکلیف فی کلّ منهما بحال عدم امتثال الآخر ، وإمّا لأجل سقوط‏‎ ‎‏التکلیفین واستکشاف العقل حکماً تخییریاً لوجود الملاک التامّ .‏

‏وأمّا الاُصول : فلا شاهد علی التخییر فیها إذا تعارضت ؛ لا من ناحیة الدلیل ؛‏‎ ‎‏فإنّ دلیل اعتبار کلّ أصل إنّما یقتضی جریانه عیناً ـ سواء عارضه أصل آخر أو لا ـ‏‎ ‎‏ولا من ناحیة المدلول ؛ فلأنّ المجعول فیها لیس إلاّ الحکم بتطبیق العمل علی‏‎ ‎‏مؤدّی الأصل مع انحفاظ رتبة الحکم الظاهری باجتماع القیود الثلاثة ؛ وهی الجهل‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 210
‏بالواقع وإمکان الحکم علی المؤدّی بأنّه الواقع وعدم لزوم المخالفة العملیة .‏

‏وحیث إنّه یلزم من جریان الاُصول فی أطراف العلم الإجمالی مخالفة عملیة‏‎ ‎‏فلا یمکن جعلها جمیعاً ، وکون المجعول أحدها تخییراً وإن کان ممکناً إلاّ أنّه لا‏‎ ‎‏دلیل علیه‏‎[5]‎‏ ، انتهی کلامه .‏

وفیه مواقع للنظر ، نذکر مهمّاتها :

‏الأوّل :‏‏ ما أفاده من أنّ التخییر فی الصورة الاُولی من ناحیة الکاشف لا‏‎ ‎‏المنکشف ؛ قائلاً بأنّ المجعول فی کلّ من العامّ والخاصّ هو الحکم التعیینی ، لیس‏‎ ‎‏فی محلّه ؛ إذ لو کان المجعول فی المخصّص أمراً تعیینیاً لم یبق مجال للشکّ ؛ لأنّ‏‎ ‎‏المفروض أنّ زیداً وعمراً قد خرجا عن تحت العامّ بنحو التعیین ، فلا وجه للشکّ .‏

‏ولا مناص إلاّ أن یقال : إنّ الباعث للشکّ هو احتمال کون المجعول فی‏‎ ‎‏المخصّص أمراً ینطبق علی التخییر ؛ بأن یتردّد المجعول بین خروج کلّ فرد مستقلاًّ‏‎ ‎‏أو خروج کلّ واحد مشروطاً بعدم خروج الآخر ـ علی مبناه فی الواجب‏‎ ‎‏التخییری ـ وبما أنّ العامّ حجّة فی أفراد العامّ وأحواله فلازم ذلک الاکتفاء بما هو‏‎ ‎‏القدر المتیقّن ؛ أعنی خروج کلّ عند عدم خروج الآخر .‏

والحاصل :‏ أنّ الموجب للتخییر إنّما هو دوران الأمر فی المخصّص بین‏‎ ‎‏التعیین والتخییر ـ أی خروج الفردین مطلقاً أو خروج کلّ منهما مشروطاً بدخول‏‎ ‎‏الآخر ـ والثانی هو القدر المتیقّن من التصرّف فی العامّ . نعم لو علمنا بخروج زید ،‏‎ ‎‏وتردّد بین کونه زید بن عمرو أو زید بن بکر نحکم بالتخییر ، لا من جهة الکاشف‏‎ ‎‏ولا المنکشف ، بل من جهة حکم العقل به .‏


کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 211
الثانی :‏ أنّ جعل التخییر بین المتزاحمین فی الصورة الثانیة من ناحیة‏‎ ‎‏المجعول غیر صحیح ، بل التخییر من ناحیة الکاشف والدلیل ؛ ضرورة أنّ المجعول‏‎ ‎‏فی المتزاحمین هو التعیین ؛ لتعلّق الإرادة بکلّ واحد کذلک ، غیر أنّ عجز العبد عن‏‎ ‎‏القیام بکلتا الوظیفتین أوجب حکم العقل بالتخییر ؛ لملاحظة أنّ العامّ له إطلاق‏‎ ‎‏أحوالی ، وکون المکلّف عاجزاً عن القیام بکلا المتزاحمین یوجب الاقتصار علی‏‎ ‎‏القدر المتیقّن فی التصرّف فیه .‏

‏فالتخییر نشأ من إطلاق الدلیل ، وعدم الدلیل علی التصرّف فیه ، إلاّ بمقدار‏‎ ‎‏یحکم العقل بامتناع العمل بالعامّ ؛ وهو الأخذ بالإطلاق الأحوالی فی کلا الفردین .‏‎ ‎‏فلابدّ من التصرّف فیه من تلک الجهة .‏

‏وما أفاده : من أنّ الأحکام متقیّدة بالقدرة ، فإن اُرید منه تقییدها بالقدرة‏‎ ‎‏شرعاً حتّی یصیر عامّة الواجبات تکلیفاً مشروطاً فهو کما تری ، وإن اُرید أنّ التنجّز‏‎ ‎‏إنّما هو فی ظرف القدرة ـ کما أنّ تبعاته من الثواب والعقاب فی هذا الظرف ـ فهو‏‎ ‎‏متین ، غیر أنّ ذلک لا یوجب أن یکون المجعول فی رتبة الجعل أمراً تخییریاً ؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ المقنّن لا نظر له إلی مقام الامتثال ، بل هو أمر خارج عن حیطة الشارع‏‎ ‎‏المقنّن ، بل هو من الاُمور التی زمامها بید العقل .‏

‏ولو فرض ورود خطاب من الشارع فی مقام الامتثال فهو خطاب لا بما هو‏‎ ‎‏مشرّع ، بل یتکلّم من جانب العقلاء مع قطع النظر عن کونه مشرّعاً ومقنّناً .‏

‏وبالجملة : لا فرق بین الصورة الاُولی والثانیة إلاّ من ناحیة المخصّص ؛ فإنّ‏‎ ‎‏المخصّص فی الاُولی دلیل لفظی مجمل دائر بین الأقلّ والأکثر ، وفی الثانیة عقلی‏‎ ‎‏یحکم بخروج القدر المتیقّن من العامّ .‏

‏نعم ، لو بنینا علی أنّ التکلیفین یسقطان معاً ، ویستکشف العقل لأجل الملاک‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 212
‏التامّ حکماً تخییریاً یمکن أن یقال : إنّ التخییر بینهما إنّما یکون لأجل المدلول ، لا‏‎ ‎‏الدلیل ـ علی إشکال فیه ـ لکنّه علی خلاف مسلکه .‏

الثالث :‏ أنّ لنا أن نقول : إنّ التخییر بین الأصلین المتعارضین من مقتضیات‏‎ ‎‏الدلیل والکاشف ، ومن مقتضیات المنکشف والمدلول :‏

‏أمّا الأوّل : فبأن یقال : إنّ قوله ‏‏علیه السلام‏‏ : ‏«کلّ شیء فیه حلال وحرام . . .»‎[6]‎‏ إلی‏‎ ‎‏آخره یدلّ علی حلّیة کلّ مشتبه ، وله عموم أفرادی وإطلاق أحوالی ، ولکن الإذن‏‎ ‎‏فی حلّیة کلّ واحد یوجب الإذن فی المعصیة والترخیص فی مخالفة المولی .‏

‏وبما أنّ الموجب لذلک هو إطلاق دلیل الأصلین لا عمومه فیقتصر فی مقام‏‎ ‎‏العلاج إلی تقییده ؛ وهو حلّیة ذاک عند عدم حلّیة الآخر ؛ حتّی لا یلزم خروج کلّ‏‎ ‎‏فرد علی نحو الإطلاق ، فیکون مرجع الشکّ إلی الجهل بمقدار الخارج . فالعموم‏‎ ‎‏حجّة حتّی یجیء الأمر البیّن علی خلافه .‏

‏والحاصل : کما أنّ الموجب للتخییر فی الصورة الاُولی هو اجتماع دلیل العامّ‏‎ ‎‏وإجمال دلیل الخاصّ بضمیمة وجوب الاقتصار علی القدر المتیقّن فی التخصیص ،‏‎ ‎‏کذلک اجتماع دلیل الاُصول مع لزوم التخصیص ـ حذراً من المخالفة العملیة ـ‏‎ ‎‏ودورانه بین خروج الفردین مطلقاً وفی جمیع الأحوال أو خروج کلّ منهما فی حال‏‎ ‎‏عدم ارتکاب الآخر موجب للتخییر فی المقام .‏

‏بل ما نحن فیه أولی منه ؛ لأنّ المخصّص هنا عقلی ، والعقل یحکم بأنّ ما‏‎ ‎‏یوجب الامتناع هو إطلاق الدلیل لا عمومه الأفرادی ، فلیس المخصّص ـ حکم‏‎ ‎‏العقل ـ مجملاً دائراً بین الأقلّ والأکثر ، کما فی المثال . فیحکم العقل ـ حکماً باتّاً ـ‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 213
‏بأنّ ملاک التصرّف فی أدلّة الحلّیة لیس إلاّ تقیید الإطلاق لا تخصیص الأفراد .‏

‏وأمّا الثانی : فلأنّ الحلّیة المستفادة من أدلّة الاُصول مقیّدة بکون المکلّف‏‎ ‎‏قادراً حسب التشریع ؛ أی عدم استلزامه المخالفة العملیة والترخیص فی المعصیة .‏‎ ‎‏وإن شئت قلت : مقیّدة عقلاً بعدم استلزامها الإذن فی المعصیة القطعیة .‏

‏فحینئذٍ : یجری فیه ما ذکره ‏‏قدس سره‏‏ طابق النعل بالنعل ؛ من أنّ کلّ واحد من‏‎ ‎‏المتعارضین یقتضی صرف قدرة المکلّف فی متعلّقه ونفی الموانع عن وجوده . فلمّا‏‎ ‎‏لم یکن للعبد إلاّ صرف قدرته فی واحد منهما فیقع التعارض بینهما .‏

‏فحینئذٍ : فإمّا أن نقول بسقوط التکلیفین واستکشاف العقل تکلیفاً تخییریاً ،‏‎ ‎‏أو نقول بتقیید إطلاق کلّ منهما بحال امتثال الآخر ، فیکون حال الاُصول المتعارضة‏‎ ‎‏حال المتزاحمین حرفاً بحرف .‏

هذا حال ما أفاده الأعلام ،‏ وقدطوینا الکلام عن بعض الوجوه ؛ روماً للاختصار،‏‎ ‎‏وقد عرفت التحقیق فی جریان الاُصول فی أطراف العلم کلاًّ أو بعضاً ، فراجع .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 214

  • )) رسائل المحشی : 242 ، الهامش 7 و 429 ، الهامش 4 و 5 .
  • )) درر الفوائد ، المحقّق الحائری : 459 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 25 ـ 27 و 688 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 204 ـ 206 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 28 ـ 31 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 186 .