الاستدلال لإمکان الاحتیاط بأخبار من بلغ
وممّا یؤیّد إمکان الاحتیاط فی التعبّدیات ـ بل من أدلّته ـ أخبار هذا الباب ؛ فإنّ تلک الأخبار تدلّ علی أنّ تمام الموضوع للثواب هو البلوغ ، کما فی صحیحة هشام أو السماع ، کما فی بعض آخر منها . وعلیه فمهما بلغه أو سمعه وعمل
کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 152
علی وزانه ؛ رجاء أنّ رسول الله قد قاله ، فیثاب ؛ وإن کان رسول الله لم یقله .
فهذه الأخبار أقوی شاهد علی أنّه لا یشترط فی تحقّق الإطاعة الجزم بالنیّة ولا قصد الأمر فی تحقّق الإطاعة ؛ إذ الثواب الذی یصل إلیه عند المطابقة لیس إلاّ نفس الثواب المقرّر علی العمل ، کما هو ظاهر الصحیحة .
وبالجملة : أنّ الظاهر منها أنّ العمل المأتی به رجاء إدراک الواقع والتوصّل إلی الثواب إذا صادف الواقع یکون عین ما هو الواقع ، ویستوفی المکلّف نفس الثواب الواقعی ، وإن لم یصادف الواقع یعطی له مثل ثواب الواقع تفضّلاً . ولو کان الإتیان باحتمال الأمر لغواً أو تشریعاً لما کان له وجه .
والحاصل : أنّ مقتضی إطلاق البلوغ والسماع إمکان الاحتیاط وعدم لزوم الجزم والیقین بالصدور أو الحجّیة ، وإلاّ فلو کان شرطاً لما کان جهة لإعطاء ثواب نفسی ؛ لعدم الإتیان بالعمل الصحیح .
کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث الاستادالاعظم والعلامه الافخم ... الامام الخمینی (س)صفحه 153