المقصد السابع فی الاُصول العملیة

الأمر السابع‏: تصحیح العبادة بالحدیث عند الشکّ فی المانعیة

الأمر السابع : تصحیح العبادة بالحدیث عند الشکّ فی المانعیة

‏ ‏

‏قد فصّل شیخنا العلاّمة ـ أعلی الله مقامه ـ فیما إذا شکّ فی مانعیة شیء‏‎ ‎‏للصلاة بین الشبهة الموضوعیة والحکمیة ، فاستشکل جریان البراءة فی الثانیة .‏

‏وقد أفاد فی وجهه : أنّ الصحّة فیها إنّما یکون ما دام شاکّاً ، فإذا قطع بالمانعیة‏‎ ‎‏یجب علیه الإعادة ، ولا یمکن القول بتخصیص المانع بما علم مانعیته ؛ فإنّه‏‎ ‎‏مستحیل ، بخلاف الشبهة الموضوعیة ؛ لإمکان ذلک فیها‏‎[1]‎‏ .‏

أقول :‏ إنّ المستحیل إنّما هو جعل المانعیة ابتداءً فی حقّ العالم بالمانعیة ،‏

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 61
‏لاستلزامه الدور ، وأمّا جعلها ابتداءً بنحو الإطلاق ، ثمّ إخراج ما هو مشکوک‏‎ ‎‏مانعیته ببرکة حدیث الرفع ؛ بأن یرفع فعلیة مانعیته فی ظرف مخصوص فلیس‏‎ ‎‏بمستحیل ، بل واقع شائع . وقد مرّ نبذ من الکلام فی الإجزاء‏‎[2]‎‏ وفی البحث عن‏‎ ‎‏الجمع بین الأحکام الواقعیة والظاهریة‏‎[3]‎‏ .‏

‏وأمّا الاکتفاء بما أتی به المکلّف وسقوط الإعادة والقضاء فقد مرّ بحثه‏‎ ‎‏تفصیلاً‏‎[4]‎‏ ، وخلاصته : أنّ حکومة الحدیث علی الأدلّة الأوّلیة یقتضی قصر المانعیة‏‎ ‎‏علی غیر هذه الصور التی یوجد فیها إحدی العناوین المذکورة فی الحدیث . وعلیه :‏‎ ‎‏فالآتی بالمأمور به مع المانع آتٍ لما هو تمام المأمور به ، ولازمه سقوط الأمر وانتفاء‏‎ ‎‏القضاء . هذا غیض من فیض ، وقلیل من کثیر ممّا ذکره الأساطین حول الحدیث .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتهذیب الاصول (ج. ۳): ت‍ق‍ری‍ر اب‍ح‍اث الاس‍ت‍ادالاع‍ظم وال‍ع‍لام‍ه الاف‍خ‍م ... الام‍ام ال‍خ‍م‍ی‍ن‍ی (س)صفحه 62

  • )) درر الفوائد ، المحقّق الحائری : 445 ـ 446 .
  • )) تقدّم فی الجزء الأوّل : 277 ـ 278 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثانی : 378 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 46 ـ 47 .