الحرّیة فی نظر الإمام الخمینی

‏ ‏

‏ ‏

الحرّیة فی نظر الإمام الخمینی 

‏ ‏

صدرالدین القبانچی

‏ ‏

‏نقاط فی المقدمة‏

‏فی بدایة البحث کان علیَّ أن اُشیر الیٰ بعض النقاط : ‏

‏أولاً : اننا فی هذا البحث لسنا بصدد اکتشاف ما هی النظریة الإسلامیّة فی الحریة‏‎ ‎‏لیفرض علینا ذلک مراجعة فی مصادر الاستدلال فی الفقه الإسلامی وهی القرآن والسنّة ،‏‎ ‎‏وانما نحن بصدد استکشاف نظریة الإمام الخمینی ـ قدس سره ـ فی الحریة وفقاً لما‏‎ ‎‏صرّحت به کلماته فی مجموع خطبه أو کتبه ، و من هنا فان مصدرنا فی هذا البحث‏‎ ‎‏سیکون النصوص المأثورة عنه فقط .‏

‏ومن الطبیعی ان نظریة الإمام فی الحریة انما تمثل اجتهاداً فی فهم النظریة الإسلامیّة‏‎ ‎‏فی الحرّیة ، لان الامام کان یمارس دوره ویدلی بتصریحاته وفقاً لاجتهاده العلمی وانطلاقاً‏‎ ‎‏من فهمه للاسلام فی هذا المجال . ‏

‏ثانیاً : کما اننا بصدد البحث عمّا یمکن أن نسمّیه بالحریة القانونیة ولیس البحث عن‏‎ ‎‏الحریة الشرعیّة فی الإسلام . ‏

‏حیث اننا فی هذه الدراسة انما نبحث عن معرفة مدیٰ حریة الأفراد والجماعات فی‏‎ ‎‏حدود القانون الدستوری للدولة الإسلامیّة ولیس عن مدیٰ حریة الافراد والجماعات فی‏‎ ‎‏حدود ما هو المفروض علیهم فی الشریعة الالهیة فیما بینهم وبین الله تعالیٰ . ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 427

وتوضیح ذلک : ان الشریعة الالهیّة قد تمارس احیاناً نوعاً من الالزام بینما یقف القانون‏‎ ‎‏حیادیاً تجاهه ، فالصلاة والصوم مثلاً واجبان فی الشریعة والانسان المسلم لیس حراً فی‏‎ ‎‏ترکهما لکن القانون فی الدولة لا یلاحق الافراد والجماعات علیها فهم أحرار من هذه‏‎ ‎‏الناحیة . ‏

‏هذا الأمر هو الذی یضطرنا للفصل بین الحریة القانونیة والحریة الشرعیّة . ‏

‏ونحن فی هذه الدراسة انما نبحث عن الحریة القانونیّة فی الإسلام من وجهة نظر‏‎ ‎‏الإمام الخمینی ولسنا بصدد معرفة ما هی الحریة الشرعیة فی الإسلام . ‏

‏ثالثاً : اننا لم نقصر البحث علی حقل خاص من حقول الحریة ، وانما حاولنا معرفة‏‎ ‎‏نظریة الإمام الخمینی فی الحریة علیٰ مستویٰ الحقول کلها السیاسیة ، والثقافیّة‏‎ ‎‏والاعلامیّة والاجتماعیّة ، وذلک ان کلمات الإمام کانت غیر مختصة بحقل واحد من تلک‏‎ ‎‏الحقول . ‏

‏نستطیع أن نستجلی ونلخّص نظریة الإمام الخمینی فی الحریة فی مجموعة مفردات : ‏

‏ ‏

1) الحریة حق مشروع للجمیع 

‏تُطالعنا فی نصوص الإمام الراحل تصریحات کثیرة تؤکد اعتبار الحریة حقاً مشروعاً‏‎ ‎‏لکل أبناء المجتمع ، بما یشمل ذلک الاحزاب السیاسیّة ، والاقلیات الدینیة ، والقومیات‏‎ ‎‏المختلفة ، وان الحریة تمثل أصلاً فی سیاسة الحکومة الإسلامیّة لا یمکن تجاوزه . ‏

‏الحریة علیٰ مستویٰ الافکار والمعتقدات . أو علیٰ مستویٰ التحرک السیاسی ، أو‏‎ ‎‏التحرک الاعلامی ، أو علی مستویٰ التحرک الاجتماعی للأفراد . ‏

‏وقد کانت کلمات الإمام فی هذا المجال واضحة ، ومؤکدة حتیٰ اعتبرت الحریة أحد‏‎ ‎‏الأرکان الثلاثة لسیاسة الجمهوریة الإسلامیّة وهی «الاستقلال، الحریة ، الجمهوریة‏‎ ‎‏الإسلامیّة» . ‏

‏بهذا الصدد لنستمع الی الإمام فیما یقول : ‏

‏«فی الإسلام حرّیة لکل الطبقات ، للمرأة ، للرجل ، للأبیض ، للأسود ،‏‎ ‎‏للجمیع‏‎[1]‎‏ .. .» 316‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 428

‏«فی اطار الجمهوریة الإسلامیّة تستطیع کل الأحزاب أن تتحدث عن وجهة‏‎ ‎‏نظرها .. .» 214 ‏

‏«حریة التعبیر والقلم والعقیدة موجودة للجمیع .. .» 211‏

‏«الأقلیات الدینیّة لیست فقط حرّة بل ان الدولة الإسلامیّة مسؤولة فی الدفاع عن‏‎ ‎‏حقوقهم .» 208‏

‏ ‏

2) الهدف الأقصیٰ هو الإسلام 

‏ومهما بلغت تأکیدات الإمام علیٰ الحریة باعتبارها مبدءاً اساسیاً فی الإسلام ، إلاّ ان‏‎ ‎‏کلمات الإمام کانت اکثر تأکیداً ، وأعمق رسوخاً ، وأشد بیاناً فی أن هدفنا الاقصیٰ من‏‎ ‎‏حرکتنا السیاسیّة انما هو الإسلام وتطبیق رسالة الله فی الأرض . ‏

‏لقد جهد الإمام مشکوراً ، لیبقیٰ الإسلام هو الهدف المقدّس فی قلوب الناس ، وتبقیٰ‏‎ ‎‏کل الاهداف والطموحات الاخریٰ دونه فی الموقع والاهمیّة ، اسمعه یقول مخاطباً‏‎ ‎‏الطلاب الجامعیین : ‏

‏«لیس کل هدفنا ان نکون أحراراً . لیس کل هدفنا ان نکون مستقلین . هل أعطیٰ‏‎ ‎‏الایرانیون شبابهم من أجل ان نکون أحراراً فی بُعدنا الحیوانی؟ أو من اجل ان تتحول‏‎ ‎‏ایران الیٰ شعب الصدر الإسلامی ، ویتحول شبابها الیٰ شباب الصدر الإسلامی حیث‏‎ ‎‏تکون الشهادة عندهم فوزاً وسعادة .. .» 219‏

‏«ان شعبنا أعطیٰ دمه من أجل الدین.‏

‏ان شعبنا صار تبعاً لسید الشهداء(ع) . ‏

‏فلماذا اعطیٰ الحسین دمه ؟‏

‏هل کان یرید حکماً؟ ‏

‏هل کان یرد حریة واستقلالاً؟ ‏

‏کان یرید الله . ‏

‏کان یرید تطبیق الإسلام فی الخارج .» 268‏

‏ویقول صارخاً ومؤکداً : ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 429

«الهدف هو إحیاء الإسلام ، أحکام الإسلام ، الاحکام العالمیّة فی الإسلام وتطبیقها‏‎ ‎‏ویکون الجمیع فی رفاه وحریة واستقلال .. .» 318‏

‏ونجده لا یُبقی ستاراً علی هذه الحقیقة حینما سأله الصحفی : ‏

‏ـ سماحة الإمام هل یمکن أن توضحوا لنا من أجل الحریة جاهد هذا الشعب أم من‏‎ ‎‏أجل الإسلام؟‏

‏حیث قال بکل وضوح : ‏

‏«هذا الشَعب قاتَل من أجل الإسلام .» 326‏

‏حقاً اننا یجب أن نقف وقفة تقدیر لهذا الإمام العظیم الذی لم یسمح أبداً بضیاع‏‎ ‎‏الاهداف الحقیقة واختلاطها . ‏

‏لقد عمل جاهداً من أجل ترسیخ هدفیّة الإسلام ولیصبح الإسلام اصلاً فی حیاة‏‎ ‎‏الانسان وسلوکه تتفرع علیه کل الاهداف الاخریٰ . ‏

‏ ‏

3) الحرّیة مقدمة فی طریق بناء الانسان 

‏ولقد حاول الإمام فی مواضع اُخریٰ عدیدة أن یؤکد علی حقیقة أن السیاسة الإسلامیّة‏‎ ‎‏أنما تهدف الی بناء الانسان المتکامل ، ولیست الحریة الاّ خطوة علی هذا الطریق . ‏

‏اننا اذا أردنا ان نقوم بمقارنة بین الحریة وفقاً للنظریة الغربیّة والحریة وفقاً للنظریة‏‎ ‎‏الإسلامیّة ـ حسبما صوّرته کلمات الإمام الراحل ـ فسنجد أن أهم النقاط فی الفرق تکمن‏‎ ‎‏فی کیفیة النظر الیٰ الحریة باعتبارها هَدَفاً أم وسیلة؟ ‏

‏الغرب لا یفکر بشیء فیما بعد الحریة ، المهم أن یعیش الانسان حراً ، والمهم هو بناء‏‎ ‎‏المجتمع الحر ، والدولة مسؤولة عن توفیر الحریات وتنظیمها ، وکل الحرکات السیاسیة‏‎ ‎‏یجب أن تتنافس فی توفیر القسط الاکبر من الحرّیة . ‏

‏بینما یضع الإسلام هدفاً مقدساً للانسان فوق الحریة وهو بناء الانسان الصالح ، وتأتی‏‎ ‎‏الحریة باعتبارها خطوة فی هذا السبیل . ‏

‏إسمعوه ماذا یقول : ‏

‏«نحن نرید أن نکوّن مجتمعاً نورانیاً ، طبقة نورانیّة حتیٰ اذا دخلنا أحد الجامعات‏

کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 430

وجدنا عملها نورانیاً ، أخلاقها نورانیة ، کل شیء فیها نورانی والٰهی .»‏

‏«ان انتصارنا لم یکن لأجل أن نصل مثلاً الیٰ الحریة ، نصل الیٰ الاستقلال ، وتکون‏‎ ‎‏المنافع لنا ثم لا شیء ...‏

‏هذه مقدّمات ، کلها مقدّمات من أجل تحقیق الاُمّة الأنسان .. .»‏

‏«ذلک اشتباه أن قلنا أو نقول الآن حیث سقط النظام ـ الطاغوتی ـ یکفی ذلک ، تحقق‏‎ ‎‏الاستقلال یکفی ذلک ، تحققت الحریة یکفی ذلک . کلا ، المسألة لیست هی هذه ، نحن‏‎ ‎‏نفدی کل تلک الامور من أجل الانسان ، نحن نرید الانسان ، الکل فداء الانسان» 220‏

‏ولأجل مزید التأکید علی هذه الحقیقة وترسیخها فی أذهان الناس نجده ـ قدس سره ـ‏‎ ‎‏یعقد مقارنة بین النظام الإسلامی والنظم الاخریٰ فیقول : ‏

‏«لعلکم لا تجدون فی أی نظام آخر أن تسعیٰ الحکومة وراء تهذیب النفس ، لا شُغل‏‎ ‎‏لهم بذلک ، هم یعملون فقط من أجل حفظ الاستقرار ، کل أحد فی بیته یعمل ما یشاء دون‏‎ ‎‏أن یتعرّض له أحد ، هو حرُّ أن یعمل ما یشاء دون أن تحل الفوضیٰ فی الشارع . ‏

‏فقط هی الحکومات الالهیّة التی تهدف لبناء الانسان الصالح .» 330‏

‏ ‏

4) نقد الحریة المطلقة 

‏یبدو ان الإمام کان یواجه خطراً فی شیوع نظریة الحریة المطلقة وامتدادها لأذهان‏‎ ‎‏الناس ، أو تسخیرها للتحلل من الدین والخروج عن القیم الإسلامیّة . ولأنها تمثّل خطراً‏‎ ‎‏جدیاً وجدنا الإمام لم یبرح یقدّم النقد اللاذع لها کلما واتته الفرصة . ‏

‏لقد هاجم الإمام بشدة مبدأ «الحریة المطلقة» واکدّ ان النظام الإسلامی یؤمن بمبدأ‏‎ ‎‏«الحرّیة المقیّدة» . ‏

‏وفی هذا الخصوص ـ مارس الإمام ـ خطوتین : ‏

‏الخطوة الاولیٰ : التندید بمبدأ الحریة المطلقة واسقاطها فی أعین الناس . ‏

‏الخطوة الثانیة : بیان الحدود الموضوعة فی الإسلام للحریة وهی عبارة عن ثلاث‏‎ ‎‏حدود :‏

‏1ـ الموازین الإسلامیّة ؛ ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 431

‏2ـ مصلحة الامة وارادتها ؛ ‏

‏3ـ المقررات القانونیة . ‏

‏تعالوا نستمع الیه فیما یقول : ‏

‏«أنتم أحرار ، مارسوا الحریة فی صلاح الامة والبلد . ‏

‏لیست الحریة من أجل أن یعمل کل احدٍ ما یشاء .. . ولا یلتزم بالمقررات القومیّة‏‎ ‎‏والحکومیّة والإسلامیّة . ‏

‏لیس هذا هو معنیٰ الحریة ، الحریة فی حدود المقرّرات ، والمقرّرات یجب الإلتزام‏‎ ‎‏بها .» 219‏

‏«ذلک وهمٌ أنه مادامت الجمهوریة الإسلامیّة قد تحققّت فکل واحد حرٌّ فی کل ما‏‎ ‎‏یفعل . ‏

‏هذا غیر صحیح ، الحریة فی حدود القانون . ‏

‏نحن أحرار فی ذلک المقدار الذی أعطانا الله فیه الحرّیة . ‏

‏لسنا أحراراً فی الفساد ، لا أحد من الناس حرُّ ان یعمل خلاف العفاف ، لا أحد حرٌّ فی‏‎ ‎‏أن یؤذی أخوانه .. . ‏

‏الحریة التی اعطاها الله اکثر من الحریة التی اعطاها الآخرون . ‏

‏اولئک اعطونا حریة غیر منطقیة ، والله اعطانا حریة منطقیّة . ‏

‏الحریة یجب أن تکون منطقیة ومطابقة للقانون .» 224‏

‏ویقول فی موضع آخر : ‏

‏«الحریة لها حدود .»‏

‏«ویجب أن یکون فی حدودها إرادة الامة ، لا أن الانسان حرٌّ فی خلاف الامة .» 247‏

‏«الناس والمسلمون أحرار فی إطار المقررات الشرعیّة .» 304‏

‏وحین سأله المراسل الصحفی قائلاً : ‏

‏«ما هی الحدود التی تضعوها فی مجال حریة التعبیر والاعتقاد؟»‏

‏أجاب الإمام : ‏

‏«اذا لم یکن مضراً بحال الشَعب .» 210‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 432

5) الدیمقراطیّة والتمدّن الغربی 

‏لم یعمد الإمام الیٰ الطعن بالدیمقراطیّة والدخول فی مواجهتها . ‏

‏فالدیمقراطیّة فیما تحمله من خصائص ایجابیّة عدیدة لا یرفضها الإسلام ، وهی من‏‎ ‎‏ناحیة ثانیة قد تحوّلت الیٰ شعار مقدّس فی هذا العصر فلا مبرر للدخول فی معرکة معها . ‏

‏ومن هنا کانت المسألة بحاجة الی دقة بالغة فی التعامل معها وهو ما لمسناه من طریقة‏‎ ‎‏تعامل الإمام وتصریحاته . ‏

‏لقد حاول الإمام أن یمیّز بین الدیمقراطیة کمنهج سیاسی یعتمد علیٰ حریة الانسان ،‏‎ ‎‏ویؤمن بکرامته ، ویثق بقدراته ، وبین النموذج الغربی للدیمقراطیّة الذی یضعها فی الصف‏‎ ‎‏المقابل للالتزامات الدینیّة والاخلاقیّة . ‏

‏ومن ناحیة اخریٰ فقد عمد الإمام الیٰ عدم الاکثرات بعنوان (الدیمقراطیة) وعدم‏‎ ‎‏تسلیط الاضواء علیه ، وهو نفس ما عمله ـ بنسبة اخریٰ ـ فی مسألة «الحریة» . ‏

‏فقد حشر الإمام کل کلامه للترکیز علیٰ الإسلام والدین والتربیة النفس ، وبناء الانسان‏‎ ‎‏الصالح ، وسعادة الدنیا والآخرة . ‏

‏فی هذه الخصائص والابعاد تجاه الدیمقراطیّة والتمدن الغربی تعالوا نستمع الی الإمام‏‎ ‎‏فیما یقول : ‏

‏«ربّما کانت الدیمقراطیة التی نریدها لا تشبه الدیمقراطیّة الموجودة فی الغرب ، لکن‏‎ ‎‏تلک الدیمقراطیّة التی نطمع لتحقیقها لا وجود لها فی الغرب ، ان دیمقراطیة الإسلام‏‎ ‎‏أکمل من دیمقراطیة الغرب .» 306‏

‏ویقول وهو یقیّم الدیمقراطیة الحاکمة فی بلاد الغرب : ‏

‏«نحن نقول لا دیمقراطیة فی بلادکم ، انما هو الاستبداد بصور مختلفة ، رؤساء‏‎ ‎‏الجمهوریة مستبدون أیضاً بصور مختلفة ، وانما الاسماء کثیرة جداً ، الالفاظ کثیرة جداً الاّ‏‎ ‎‏انها بدون محتویٰ .» 309‏

‏ویقول وهو یعمل علیٰ القبول بالدیمقراطیة : ‏

‏«الدولة الإسلامیّة هی دولة دیمقراطیة بالمعنیٰ الواقعی .» 206 ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 433

‏ویقول وهو ینقد التمدّن الغربی : ‏

‏«تمدّن هؤلاء أن تذهبا المرأة والرجل الیٰ شاطیٔالبحر وهم عراة .» 225‏

‏«هذه هی الحریة التی یریدها الغرب ، یفعلوا ما یشاؤوا ، أحرار فی ان یظلموا، أحرار‏‎ ‎‏فی اتباع الشهوات غیر المشروعة ، أحرار فی الاساءة لأی شخص ، أحرار فی الکتابة ضد‏‎ ‎‏أی شخص .. . یجب تهذیب التمدّن بأعلی مرتبة ، التهذیب بالامور المعنویة ، الانبیاء‏‎ ‎‏یقبلون جمیع مظاهر التمدّن ، لکنه التمدّن المهذّب ولیس التمدن المطلق والسائب .» 323‏

‏ومن المفید أن نقرأ للامام جوابه التفضیلی علیٰ سؤال المراسل الصحفی حین قال له : ‏

‏«سماحة الإمام : لماذا وضعتم خطاً منذ الیوم علیٰ کلمة الدیمقراطیّة ، وقلتم‏‎ ‎‏«جمهوریة اسلامیّة» لا کلمة اکثر ولا کلمة أقل؟‏

‏فأجابه الإمام بوضوح وجرأة واسهاب قائلاً : ‏

‏«نعم ، هذه فیها مسائل : ‏

‏احدها : ان اضافة هذه الکلمة (الدیمقراطیّة) توجب توهماً فی الذهن وهو ان الإسلام‏‎ ‎‏خالٍ من الدیمقراطیّة لذا لزم أضافة هذه الکلمة ، وهذا الامر مدعاة لحزننا ، أن الشیء‏‎ ‎‏الذی یحوی کل الامور وبصورة أفضل وأهم نأتی ونقول نحن نرید اسلاماً ولکن فیه‏‎ ‎‏دیمقراطیة . .. هذا أولاً . ‏

‏وثانیاً : ان کلمة الدیمقراطیة العزیزة عندکم جداً لیس لها مفهوم واضح ومحدّد ،‏‎ ‎‏ارسطو فسّرها بمعنیٰ ، والاتحاد السوفیتی فسّرها بمعنیٰ ، والرأسمالیة فسّرتها بمعنیٰ ،‏‎ ‎‏ونحن لا نستطیع فی قانوننا الاساسی أن نستخدم لفظاً مبهماً یفسّره کل واحد بما یشاء .‏‎ ‎‏لقد وضعنا کلمة «الإسلام ، وهو یبیّن الحد الوسط ما هو .» 326‏

‏ ‏

6) مسؤولیة الدولة 

‏ان أحد البحوث المهمة والتی ستقف بنا علیٰ مائز کبیر بین الإسلام والدیمقراطیة هو‏‎ ‎‏البحث فی مسؤولیة الدولة إتجاه قضیة الحرّیة . ‏

‏لقد رأت الدیمقراطیة أن الدولة مسؤولة عن أمرین : ‏

‏الاول : منع الحریات ؛ ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 434

‏الثانی : تنظیم الحریات والمنع من حالات التعدّی والاستبداد . ‏

‏فیما یریٰ الإسلام ان الدولة مسؤولة عن أمر ثالث لا یقل أهمیة عن الأمرین الأوّلین‏‎ ‎‏وهو مسؤولیتها فی العمل علیٰ بناء الانسان الصالح ، وتوفیر المحیط المناسب لتنامی القیم‏‎ ‎‏الاخلاقیّة.‏

‏یقول الإمام الراحل فی هذا الشأن : ‏

‏«الإسلام یعتبر القانون آلة ووسیلة لتحقیق العدالة فی المجتمع ، وسبیلاً الیٰ تهذیب‏‎ ‎‏الانسان خُلقیاً وعقائدیا وعملیاً .» (الحکومة الإسلامیّة ، ص 72 .)‏

‏ولقد تجلّی هذا المفهوم بشکل واضح فی القانون الاساسی للجمهوریة الإسلامیّة‏‎ ‎‏الذی سجّل فی اکثر من موضع أن الدولة الإسلامیّة مسؤولة عن ‏

‏«خلق الظروف المساعدة لتربیة الانسان علیٰ اساس قیم الإسلام السامیة الشاملة»‏‎ ‎‏(القانون الأساسی ، اسلوب الحکم فی الإسلام .)‏

‏«وخلق المناخ المساعد لنضج الاخلاق الفاضلة علیٰ اساس الإیمان والتقویٰ ،‏‎ ‎‏ومکافحة کل مظاهر الفساد والجریمة .» (القانون الأساسی ، المادة الثالثة .)‏

‏ ‏

7) منهج التعامل الانحراف 

‏ولقد کان الإمام واضحاً فی تحدید ما هو منهج التعامل مع خطوط الانحراف الاخلاقی‏‎ ‎‏أو السیاسی : ‏

‏لقد أوضح أن النصح ، والمرونة ، والحوار لیس دائماً هو سبیل الحلّ ، لابد من استخدام‏‎ ‎‏الشدة أحیاناً ، واغلاق المنافذ علیٰ هذه الخطوط حیث لا مجال للحریة ولا نفع‏‎ ‎‏فی الحوار . ‏

‏لقد سأله السائل قائلاً : ‏

‏«یقولون هؤلاء الذین اُعدموا لم یکونوا مجرمین سیاسیاً ولا من أجهزة المخابرات‏‎ ‎‏السابقة ، انما اُعدموا لأنهم مارسوا عملیة لواط أو زنا .. .»‏

‏وهنا أجابة الإمام بدون أی غموض أو انهزام قائلاً : ‏

‏«نعم ؛ یجب أن تذکر أصل المسألة وهی أنه ماذا یجب أن نعمل اذا فَسَد إصبع من‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 435

أصابع البدن؟ ‏

‏هل نقول لهذا الاصبع کن مکانک وأفسِد البَدن کله؟‏

‏یجب قطع هذا الاصبع لأنه مفسدة ، وهکذا یجب أن تُقطع کل الامور التی تؤدی الی‏‎ ‎‏الفساد .. .»‏

‏«هؤلاء الذین یفسدون المجتمع ، هؤلاء الذین یضلّون المجتمع ، هؤلاء الذین یضلّون‏‎ ‎‏الشباب ، یضلّون البنات ، نحن لا نستطیع ان نتحمّلهم ، وننظرهم یعملوا ما یشاؤوا .. . اذا‏‎ ‎‏منعنا هذه المفاسد یصلح المجتمع ، ومنظورنا هو اصلاح المجتمع ، واصلاح المجتمع‏‎ ‎‏انما یکون بمثل هذه السیاسات .» 241‏

‏وقال وهو یتحدّث عن الاحزاب والجماعات المنحرفة : ‏

‏«مع هؤلاء لا یمکن التعامل بمصالحة وصداقة ، یجب التعامل معهم بشدّة ، ویجب ان‏‎ ‎‏نتعامل معهم بشدة  .»‏

‏«وبالطبع فاننی ما أزال أرغب حدّ الامکان ان أتعامل مع أصحاب الاقلام ـ هؤلاء الذین‏‎ ‎‏یظنون أنهم متنوّرون ، هؤلاء الذین شکلوا جبهات ـ بمرونة ، لکن یجب أن یکفّوا عن‏‎ ‎‏أعمالهم . ‏

‏إنه لیس خفیاً علیٰ أحد أن ما تریده الامة هو الإسلام والجمهوریة الإسلامیّة ، ولا یصحّ‏‎ ‎‏أن نحمّل الامة عدداً من الاشخاص الفاسدین الذین یقولون لا للإسلام مثلاً ، ویریدون‏‎ ‎‏الجمهوریّة ثم یقولوا نحن لا نتمتع بالحرّیة .» 276‏

‏والحقیقة ان هذه النقطة فی منهج التعامل مع خطوط الانحراف الاخلاقی والسیاسی‏‎ ‎‏هی أحد النقاط المهمة فی الفرق بین السیاسة الإسلامیّة وبین الدیمقراطیة . ‏

‏ ‏

8) لا .. . للتآمر الثقافی والسیاسی

‏لقد قال الإمام «نعم للحریة ، لا للمؤامرة» 211‏

‏مؤکداً أن الحریة هی حق طبیعی لاصحاب الاقلام والافکار ، ولکن لیس من حقهم أن‏‎ ‎‏یتآمروا علی الإسلام والامة . ‏

‏حینما تتحول الحریة الی حربة ضد الإسلام ، وضد مصالح الشعب فانه یجب منعها ،‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 436

‏وهذا الموقف یأتی امتداداً لعشرات التصریحات التی أدلیٰ بها الإمام قائلاً «اننا نرید‏‎ ‎‏الحریة فی ظل الإسلام .» و «اننا نرید الحریة من أجل الإسلام .» 321‏

‏ولقد کان واضحاً لدیٰ الإمام وجود اتجاه فکری وسیاسی یدعو الیٰ الانفصال عن‏‎ ‎‏الإسلام ، ویستخدم الحریة شعاراً من أجل تحقیق أغراضه . اننا لا نستطیع الاّ أن‏‎ ‎‏نستعرض هنا عدة جُمَل من کلمات الإمام فی هذا المجال . ‏

‏لقد قال :‏

‏«کلٌ یعبّر عمّا لدیه ، ولکننا نرفض المؤامرة ، ولا یمکن ان نقبل بخیانة الامة .» 211‏

‏وحین سأله المراسل الصحفی «کیف یجب أن تکون الصحافة بنظرکم؟»‏

‏قال : ‏

‏«الصحافة التی لا تضر بالشَعب ، والصحافة التی لا تکون کتاباتها مضلّة تتمتع بحریة .»‏‎ ‎‏211‏

‏قال : ‏

‏«لقد قلنا فی طول عمر الثورة أن حریة المطبوعات هو رأینا ، لکننا نقف بشکل جدی‏‎ ‎‏وبدون تسامح امام الخیانة والمؤامرة .» 235‏

‏وفی موضع آخر أکدّ قائلاً : ‏

‏«فی بلدنا هناک حریة المعرفة ، وهناک حریة القلم ، وهناک حریة التعبیر ، ولکن لا‏‎ ‎‏مجال للتآمر ولا مجال لحریة الفساد .. .» 236‏

‏ودعا بشکل قاطع وقوی الیٰ مواجهة التآمر الثقافی قائلاً : ‏

‏«یجب أن نواجه هؤلاء بنفس الجهاد الذی واجهنا به محمد رضا (ای الشاه السابق) ،‏‎ ‎‏لان ههنا مؤامرة ، ولیست القضیة قضیة حریة .» 268 ‏

‏ثم حذّر جمیع الاقلام ، والکتّاب ، ودور النشر من استخدام الحریة بشکل سیی ء ، ومن‏‎ ‎‏التورط فی شراک المؤامرة . ‏

‏لقد دعاهم جمیعاً لممارسة حریّاتهم فی التعبیر عن افکارهم ولکن بعیداً عن التأمر‏‎ ‎‏علی الإسلام . ‏

‏إسمعوه ماذا یقول : ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 437

«اننی مرة اخریٰ أدعو کل دور الطباعة والنشر فی ایران ان یضعوا یداً بید ویکتبوا‏‎ ‎‏بحریة مطالبهم ، ولکن لا یتآمروا . ‏

‏لقد قلت مراراً ان المطبوعات یجب ان تکون حرّة ومستقلة ولکنی مع الأسف وشدید‏‎ ‎‏التعجب رأیت عدداً منها ـ وبعیداً عن الأنصاف ـ تعمل علیٰ نشر أهدافها السیئة سواءاً من‏‎ ‎‏الیمین أو الیسار .» 289 ‏

‏«لقد وجهوا مقالاتهم ـ بدلاً عن البنادق ـ حقوب الإسلام ، ونحن الآن لا نواجه حراباً‏‎ ‎‏وانما نواجه أقلاماً ، نواجه أهل قَلَم .» 271‏

‏وبنفس الاتجاه تحدث الإمام عن حریة الاحزاب قائلاً : ‏

‏«فی اطار الجمهوریة الإسلامیّة تستطیع کل الاحزاب أن تعبّر عن رأیها ، ولکنّا لا‏‎ ‎‏نتحمّل عملیة التخریب فی الامور السیاسیّة .»‏

‏وحین سأله المراسل الصحفی : ‏

‏«هل تعتقدون ان الفئات الیساریّة والمارکسیّة فی ایران تمارس عملها بحرّیة؟»‏

‏أجابه قائلاً : ‏

‏«اذا کانت مضرّة بحال الشعب فاننا سنقف بوجهها ، وان لم تکن کذلک ، وکانت‏‎ ‎‏تمارس اظهار العقیدة فقط فإنه لا مانع منها .»‏

‏ثم أردف وقال وهو یتحدّث عن حریة الاحزاب : ‏

‏«کل الناس أحرار ، الاّ ذلک الحزب المخالف لمصلحة البلاد .»‏

‏والی هنا تکون رؤیة الإمام واضحة فی مسألة حریة الصحافة وحریة الاحزاب ، حیث‏‎ ‎‏جعلها الإمام مشروطة بعدم مخالفة قیم الإسلام وافکاره من ناحیة ، ومشروطه بعدم‏‎ ‎‏الاضرار بمصالح الامة من ناحیة ثانیة . ‏

‏ولکن السؤال الذی یطرح نفسه هنا هو : ‏

‏من الذی یشخّص هذا الموضوع بالذات ؟ ‏

‏من الذی یشخّص ما اذا کانت موازین الإسلام ، ومصالح الشَعب ملحوظة فی هذه‏‎ ‎‏المؤسسات أم لا؟ ‏

‏الدولة قادرة علی ان تشخص ذلک ، ولکن المرجع الاعلیٰ فی الرأی والقرار والحسم‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 438

یبقیٰ هو الولی الفقیه أی الإمام الذی یشرف علیٰ حرکة الامة ، ویوجّه مسیرتها . ‏

‏ولذا فقد وجدنا الإمام الخمینی ـ قدس سره ـ یُعطی لنفسه الحق فی منع بعض‏‎ ‎‏الاحزاب أو الصحافة اذا هی تجاوزت الحدود القانونیة والشرعیّة الموضوعة لها دون أن‏‎ ‎‏یُحیل ذلک الیٰ الدولة . ‏

‏لقد سمعناه یقول : ‏

‏«لعلی الیوم أو غداً اُعلن عن تحریم عدد من هذه الاحزاب ، ولا نسمح بنشر ای شیء‏‎ ‎‏من کتاباتهم وفی أی مکان .» 275 ‏

‏هذا الموضوع وهو ممارسة الولی الفقیه لدوره فی الرقابة علیٰ الفکر والعمل السیاسی‏‎ ‎‏للامة بمختلف فصائلها واحزابها هو الذی یدفعنا للدخول فی الفقرة التاسعة من فقرات‏‎ ‎‏هذ البحث وهی : ‏

‏ ‏

9) ولایة الفقیه ورقابة الحرّیات 

‏اذا کان من حق الولی الفقیه ان یحدّد الحریات فما هو الفرق إذن بین هذا النظام وبین‏‎ ‎‏الدیکتاتوریة؟ ‏

‏ونحن فی الاجابة علی هذا السؤال لا نرید ان ندخل للبحث فی عمق النظریة‏‎ ‎‏الإسلامیّة فی الحکم والفرق بینها وبین الاستبداد والدیکتاتوریّة ، وانما نرید أن نسمع‏‎ ‎‏الاجابة علی هذا السؤال من کلام الإمام الخمینی نفسه ، الذی طرح بدوره هذا السؤال ثم‏‎ ‎‏أجاب علیه قائلاً : ‏

‏«ما هی الدیکتاتوریة؟ ‏

‏حکومة الإسلام هی حکومة القانون . ‏

‏ولو ان الرجل الاول فی البلاد فی ظل الحکومة الاسلامیة قام بخلافٍ واحد فان‏‎ ‎‏الإسلام سیعزله .. . انه لا لیاقة له فی الحکم ، هل هذه هی الدیکتاتوریة!؟‏

‏حکومة القانون ، قانون الله . ‏

‏یعنی لو أن احداً اشتکیٰ من الرجل الاول فی البلاد وهو الحاکم فإنّه یُدعیٰ للحضور‏‎ ‎‏أمام القضاء وسوف یحضر . ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 439

کیف فعل ذلک الإمام علی(ع)؟ ‏

‏نحن نرید مثل هذه الحکومة ، حکومة القانون .» 313‏

‏وفی موضع آخر من مواضع حدیثه عن هذه المسألة قال : ‏

‏«یطرحون مثلاً أن لا تکون ولایة للفقیه وانها دیکتاتوریة . والحال أن الإسلام لا‏‎ ‎‏دیکتاتوریة فیه ، ولو أن فقیهاً واحداً وفی مورد واحد مارس الدیکتاتوریة فإنّه سیسقط من‏‎ ‎‏الولایة . ‏

‏الإسلام لا یعطی الولایة لأی فقیه . ‏

‏ذلک الفقیه الذی لدیه علم ، ولدیه عمل ، وسلوکه سلوک الإسلام ، وسیاسته سیاسة‏‎ ‎‏الإسلام . ‏

‏هذا الفقیه ـ لأنه الرجل الذی قضیٰ عمره فی الإسلام ، وفی مسائل الإسلام وکان‏‎ ‎‏مستقیماً و صالحاً ـ یعطیه الإسلام حق الرقابة لکی لا یسمح بأن یفعل کل أحد‏‎ ‎‏ما یشاء .» 329‏

‏ ‏

ملاحظات فی الختام 

‏أولاً : ربما استطعنا أن نُجمل ونشیر الیٰ أهم رویٰ الإمام الخمینی فی مسألة الحرّیة ،‏‎ ‎‏ولکننا نعتقد فی ذات الوقت أن اموراً اخریٰ قد لا تقل عنها أهمیة کانت جریرة بالعرض‏‎ ‎‏والاشارة مثل حریة المرأة فی التحرک السیاسی ، وموضوع التعددیة الحزبیّة ، وغیرها‏‎ ‎‏لکنی آسف حیث لم اُوفق لعرض هذه المباحث . ‏

‏ثانیاً : لقد کان البحث یتّسع لتناول الموضوعات المطروحة فیه ومناقشة المدارس‏‎ ‎‏الاخریٰ حولها ، کما کان یتّسع للدخول فی تفاصیل النظریة الإسلامیّة حول کل موضوع ،‏‎ ‎‏لکنی آثرت فی البحث الاقتصار علیٰ کلام الإمام وحدود المستویٰ الذی تناول فیه‏‎ ‎‏تلک الموضوعات . ‏

‏ثالثاً : ویجب أن أعرب ختاماً عن أسفی لعدم توفّر المصادر الکافیة لدیّ فی الفترة التی‏‎ ‎‏توفّرت فیها لکتابة هذا المقال ، فلقد کان کل اعتمادی علیٰ الدفتر السابع عشر والعشرین‏‎ ‎‏من سلسلة «بحثاً عن الطریق فی کلام الإمام» . ‏


کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 440

رابعاً : فإن عظمة الامام لم تکن فی التنظیر لهذه المباحث وإنما فی ممارستها علی‏‎ ‎‏أرض الواقع حیث استطاع الإمام بکل إقدام ، وبطولة ، وصبر ، وحنکة أن یجسّد‏‎ ‎‏الاطروحة الإسلامیّة فی الحکم وحلّ أهم المعضلات السیاسیّة وبخاصة قضیة الحریة‏‎ ‎‏التی لم تزل مشکلة المشاکل فی العالم المعاصر . ‏

‏ ‏

کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 441

‏ ‏

پی نوشت ها: 

کتابامام خمینی و حکومت اسلامی: فلسفه سیاسی(ج. 2)صفحه 442

  • )) هذا الرقم وما بعده من الارقام هو رقم الصفحه من کتاب «در جستجوی راه از کلام امام» موضوع الحریة و الاقلیات المذهبیة.