الأمر الثانی فی الوضـع

الجهة السادسة فی هیئات الجمل الناقصة

الجهة السادسة فی هیئات الجمل الناقصة

‏قد عرفت أنّ الجمل الخبریّة علی قسمین:‏

‏قسم منها وضعت للدلالة علی الهوهویّة التصدیقیّه.‏

‏والقسم الآخر ـ وهوالذیتخلّلت فیه الأداة ـ یحکی عن تحقّق الإضافة والنسبة.‏

‏فینبغی التنبیه علی أنّ الجمل الناقصة أیضاً علی وزان الجمل التامّة، تنقسم‏‎ ‎‏إلی قسمین:‏

فقسم منها:‏ یحکی عن الهوهویّة التصوّریّة، کجملة الموصوف والصفة کـ «زید‏‎ ‎‏العالم»، ولذا یصلح حمل الصفة علی موصوفها بدون تخلل الحرف.‏

والقسم الآخر:‏ یحکی عن الانتساب والإضافة، کجملة المضاف والمضاف إلیه‏‎ ‎‏کـ «غلام زید»، ولذا لا یصلح الحمل فیها، ولا تصیر القضیّة فیها قضیّة إلاّ بتخلّل‏‎ ‎‏الحرف؛ بأن یقال: «زید له غلام»‏‎[1]‎‏.‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 151
‏ولکن لا ینبغی الإشکال فی أنّ الجمل الناقصة بقسمیها فی حکم المفردات‏‎ ‎‏لاتحکی إلاّ حکایة تصوّریّة، ولذا لا تتّصف بالصدق والکذب ولا تحتملهما.‏

‏فإذاً الفرق بین هیئة الجملة التامّة وبین هیئة الجملة الناقصة: هو أنّ الهیئة فی‏‎ ‎‏التامّة وضعت لتحکی عن ثبوت النسبة أو لاثبوتها حکایةً تصدیقیّة، علی اختلاف‏‎ ‎‏فی متعلّقها من الهوهویّة أو ثبوت النسبة والإضافة؛ وأمّا هیئة الجملة الناقصة فتدلّ‏‎ ‎‏علی الهوهویّة التصوریّة ونفس الربط والإضافة، لا علی ثبوتها وتحقّقها فی الخارج،‏‎ ‎‏والشاهد علی جمیع ما ذکرنا هو التبادر، وهو الدلیل الوحید فی أمثال هذه المباحث،‏‎ ‎‏ولا یُصغی إلی المطالب العقلیّة والبراهین الفلسفیّة.‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 152

  • )) کذا أفاد سماحة الاُستاذ دام ظلّه، ولکن یمکن أن یقال: إنّ هذا فی غیر الإضافة البیانیّة،وإلاّ ففی الإضافة البیانیّة ـ مثل قولنا: «خاتم فضّة» ـ تکون مثل جملة الموصوف والصفة فی الحکایة عن الهوهویّة التصوّریّة، فتدبّر. المقرّر