الجهة الثانیة فی وضع الأعلام الشخصیّة
إنّ المشهور مثّلوا للوضع والموضوع له الخاصّین بالأعلام الشخصیّة، زاعمین بأنّ الموضوع له فیها هو الموجود المتشخّص.
ولکن المتراءیٰ فی النظر أنـّه لا یکون کذلک؛ بداهة أنـّه لو کان الموضوع له هو الموجود المتشخّص، لزم أن تکون قضیّة «زید موجود» ـ مثلاً ـ قضیّة ضروریّة؛ لأنّ ثبوت ذات الشیء وذاتیّاته له بدیهیّ، مع أنـّه لم یکن کذلک، ولزم أن تکون قضیّة «زید معدوم» تناقض؛ لأنّ الموجود قد اُخذ جزءاً للموضوع حسب الفرض، فالموضوع بجزئه یطرد العدم، فکیف یحمل علیه؟! ولزم أن تکون قضیّة «زید: إمّا موجود أو معدوم» محمولة علی التسامح والمجاز؛ لاحتیاجها بالفرض إلی عنایة التجرید، مع أنّ الوجدان حاکم بعدم الفرق بین هذه القضیّة وقضیّة «زید قائم».
والذی یناسب الذوق السلیم والارتکاز المستقیم، هو أن یقال: إنّ الموضوع له فی الأعلام الشخصیّة هو الماهیّة المتشخّصة، مثلاً: لفظة «زید» وُضعت لماهیّة هذا الموجود الخارجی، وواضح أنّ ماهیّة «هذا» کلّیّة لا تنطبق إلاّ علی هذا الفرد، وماهیّة الوجود غیر حقیقة الوجود، فهی قابلة للوجود أو العدم، فیقال: «ماهیّة زید لم تکن
کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 113
موجودة فوجدت»، «وماهیّة زید: إمّا موجودة أو معدومة».
وبالجملة: الموضوع له ـ ولو ارتکازاً ـ فی الأعلام الشخصیّة، الماهیّة المتخصّصة بالخصوصیّات التی لا تنطبق إلاّ علی فرد معیّن.
کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 114