الأمر الثانی فی الوضـع

المقام الأوّل

المقام الأوّل

‏فوقع الکلام فی إمکان تصویرها، فرأی بعضهم إمکان تصویرها جمیعاً ‏‎[1]‎‏،‏‎ ‎‏ولکن نفی الأکثرون إمکان أن یکون الوضع خاصّاً والموضوع له عامّاً، مع إثباتهم‏‎ ‎‏إمکان الصور الثلاث، حتّی صورة کون الوضع عامّاً والموضوع خاصّاً، زاعمین: أنّ‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 88
‏الفرد ینحلّ إلی جهة کلّیّة وخصوصیّات فردیّة، فتصویر الجهة الکلّیّة یوجب‏‎ ‎‏تصویر الخاصّ بوجهٍ، فلحاظ العام بنفسه لحاظ لمصادیقه بوجهٍ، فیصلح تصویر کون‏‎ ‎‏الوضع عامّاً والموضوع له خاصّاً، ولکن لا یمکن أن یحکی الخاصّ بما هو خاصّ عن‏‎ ‎‏معنیً کلی، ولا یصیر وجهاً ومرآةً للعامّ؛ للتباین بینهما فی عالم المفهومیّة وإن اتّحدا‏‎ ‎‏وجوداً فی الخارج‏‎[2]‎‏.‏

إن قلت: ‏یمکن لحاظ الخاصّ بحیثیّته الذاتیة والجهة الخاصّة مع قطع النظر عن‏‎ ‎‏الخصوصیّات، فیمکن أن یوضع اللّفظ للمعنی العامّ.‏

قلنا: ‏علی هذا یکون الوضع عامّاً کالموضوع له، کما لا یخفی.‏

فظهر: ‏أنـّه یمکن تصویر کون الوضع عامّاً والموضوع له خاصّاً، وأمّا عکسه‏‎ ‎‏ـ وهو کون الوضع خاصّاً والموضوع له عامّاً ـ فلا.‏

‏وربّما اُشکل علی ذلک بعدم إمکان تصویر کون الوضع عامّاً والموضوع له‏‎ ‎‏خاصّاً، کصورة العکس؛ لأنّ تصویر العامّ والجامع بما هو هو لا یکون وجهاً ومرآةً‏‎ ‎‏للخصوصیّات الفردیّة، لأنّ کلّ مفهوم لا یحکی إلاّ عمّا هو بحذائه، ومفهوم العامّ یُغایر‏‎ ‎‏مفهوم الفرد وإن اتّحدا وجوداً فی الخارج، ولذا لا یمکن أن یکون الخاصّ بما هو خاصّ‏‎ ‎‏ـ ومشوب بالخصوصیّات ـ مرآةً للعامّ، فإن کان تصویر العامّ ممّا یوجب الانتقال إلی‏‎ ‎‏الخصوصیّات بوجهٍ، ففی صورة العکس أیضاً کذلک؛ إذ قد یکون الخاصّ موجباً‏‎ ‎‏للانتقال إلی الجامع، وهو عند الغفلة عن الجامع‏‎[3]‎‏.‏

وبالجملة: ‏وزان کون الوضع عامّاً والموضوع له خاصّاً وزان عکسه جوازاً‏‎ ‎‏ومنعاً، فکما لا یحکی، ولا یکون الخاصّ بما هو خاصّ ـ مشوباً بالخصوصیّات ـ مرآةً‏‎ ‎‏للعامّ؛ لاختلافهما مفهوماً، فکذلک لا یحکی، ولا یکون العامّ ـ بما هو عامّ ـ حاکیّاً‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 89
‏ومرآة للخاصّ، فإن کفی فی لحاظ الخصوصیّات ـ فی الوضع العامّ والموضوع له‏‎ ‎‏الخاصّ ـ لحاظُ ما یوجب الانتقال إلیها، فلیکف فی لحاظ الجامع ـ فی الوضع الخاصّ‏‎ ‎‏والموضوع له العامّ ـ لحاظُ ما یوجب الانتقال إلیه، وهو الخاصّ.‏

‏فعلی هذا فما یمکن تصویره من الأقسام صورتان:‏

‏1 ـ کون الوضع والموضوع له عامّاً.‏

‏2 ـ کون الوضع والموضوع له خاصّاً.‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 90

  • )) بدائع الأفکار (للمحقّق الرشتی قدس سره) : 40 سطر 17 ـ 22، درر الفوائد: 36.
  • )) اُنظر کفایة الاُصول: 24، وفوائد الاُصول 1 : 31، ونهایة الأفکار 1: 32 ـ 38.
  • )) حاشیة المشکینی 1: 12.