الأمر الرابع عشر فـی المشتـق

فائدة نفیسة‏: فی المراد من «اللا بشرطیة» و «البشرط اللائیة»

فائدة نفیسة : فی المراد من «اللا بشرطیة» و «البشرط اللائیة»

‏ ‏

‏لو ثبتت الهیولی الاُولی : ـ کما هو مذهب المشّائین وأنّها هی التی تتصوّر بصور‏‎ ‎‏العنصریة والنباتیة والحیوانیة والإنسانیة ، وتتّحد مع کلّ صورة ؛ اتّحاداً حقیقیاً ـ فقد‏‎ ‎‏تقف عند صورة ولا تتعدیها .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 84
‏وقد لا تقف عندها ، بل تتدرّج فی طریق الاستکمال بالحرکة الجوهریة ، إلی‏‎ ‎‏أن یفاض علیها صورة اُخری ، فیقف عند الصورة النباتیة .‏

‏وقد تتجاوزها إلی صورة الحیوانیة ، فتقف عندها .‏

‏وقد لا تقف عندها أیضاً ، بل تفیض علیها صـورة الإنسانیة التـی ینتهی إلیها‏‎ ‎‏العالم الطبیعی ، وهـی أکمل الموجـودات الکونیة ؛ ولـذا کان الإنسان أشـرف‏‎ ‎‏المخلوقات الکونیة .‏

‏ولعلّ المراد بقوله تعالی : ‏‏«‏خُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِیفاً‏»‏‎[1]‎‏ هو أنّه کان الإنسان فی‏‎ ‎‏ابتداء أمره وخلقه هیولیٰ صرفة وقوّة محضة ، فقد رقّت فی طریق الاستکمال وقطع‏‎ ‎‏المنازل ، إلی أن اُفیضت علیه صورة الإنسانیة .‏

والحاصل :‏ أنّ الهیولیٰ قد تقطع جمیع المراحل والمنازل الطبیعیة بالحرکة‏‎ ‎‏الجوهریة ، وتصل إلیٰ صورة لا تکون فوقها صورة طبیعیة ـ وهی الصورة الإنسانیة ـ‏‎ ‎‏وقد تقف دونها . فقطعها المراحل طویل وقصیر .‏

‏فلو اُرید : حکایة الواقع وإراءته علی ما هو علیه فالحاکی عمّا لا تقف بصورة ،‏‎ ‎‏بل لا بشرط عن تطوّرها وتصوّرها هو اللا بشرط . والحاکی عنها بلحاظ وقوفها‏‎ ‎‏بصورة ، یقال لها بشرط لا .‏

فظهر :‏ أنّ العناوین والمفاهیم هی ترسیم الواقع وتبیین صورته ؛ فالعنوان‏‎ ‎‏الحاکی عمّا هو الساری اللابشرط عن تصوّرها بصورة یعبّر عنها بـ «اللا بشرط» ،‏‎ ‎‏والحاکی عنه بلحاظ وقوفها عند صورة «بشرط لا» .‏

‏فاللابشرطیة أو البشرط اللائیة تابعة للواقع وحاکیة عنه . فالأجناس‏‎ ‎‏والفصول مأخذهما المادّة والصورة المتّحدتان فی نفس الأمر .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 85
إذا تمهّد لک ما ذکرنا :‏ ففیما نحن فیه ـ أی فی العناوین الاشتقاقیة ـ لا تکون‏‎ ‎‏الماهیة مصحّحة للحمل بمجرّد اعتبار المعتبر اللا بشرط جزافاً ، بل إنّما هو لأجل أنّها‏‎ ‎‏حاکیة لحیثیة بها صار المشتقّ قابلاً للحمل ، بعدما کان نفس الحدث غیر قابل له‏‎ ‎‏وغیر متّحد مع الذات فی نفس الأمر . فصحّة الحمل وقابلیته فی المشتقّ تابعة لحیثیة‏‎ ‎‏زائدة علی نفس الحدث المدلول علیه بالمادّة .‏

‏فتحقّق : أنّه یکون لکلّ من المادّة والهیئة معنیً غیر ما للآخر : أمّا المادّة‏‎ ‎‏فدلالتها علیٰ نفس الحدث ، وأمّا الهیئة فتدلّ علیٰ معنیً آخر به صار مستحقّاً للحمل ،‏‎ ‎‏وهذا غیر الترکیب الانحلالی .‏

‏فظهر بما ذکرنا کلّه : أنّ القول بکون المشتقّ بسیطاً محضاً لا یقبل الانحلال‏‎ ‎‏ساقط ، کما أنّ القول بکونه مرکّباً ترکیباً نظیر ترکیب «غلام زید» باطل .‏

فالحقّ :‏ أنّ فی المسألة فی الواقع ونفس الأمر قولاً واحداً ؛ فمن قال بالبساطة‏‎ ‎‏الحقیقیة أو قال بالترکیب الحقیقی فقد أخطأ ، فتدبّر .‏

‏فبعد أن ظهر لک أنّ مفهوم المشتقّ واحد انحلالی : یقع الکلام فی أنّه هل ینحلّ‏‎ ‎‏إلی الذات والحدث والنسبة ، أو الحدث والنسبة ، أو النسبة والذات ؟ فنقول :‏

اختار المحقّق العـراقی ‏قدس سره‏‏ ـ بعـد ذکـر أقوال فـی المسألـة ، وأنهاها إلـی‏‎ ‎‏أربـع‏‎[2]‎‏ ـ أنّ المشتقّ عبارة عـن الحـدث المنتسب إلـیٰ ذاتٍ ما ؛ بمعنـی أنّ الحـدث‏‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 86
‏ونسبتـه یکـونان مدلولین للفظ المشتـقّ . وأمّا دلالتـه علی الـذات المنتسب إلیها‏‎ ‎‏الحـدث فبالملازمة العقلیة . واحتجّ لمقاله بأمرین :‏

‏الأوّل : أنّ المتبادر من لفظ المشتقّ هو المبدأ المتّحد مع الذات .‏

‏والثانی : أنّ المشتقّ له مادّة وهیئة ، وکلّ منهما موضوع للدلالة علیٰ معنیً غیر‏‎ ‎‏ما للآخر . والمادّة تدلّ علی المبدأ ، والهیئة تدلّ علی انتساب مدلول المادّة إلی ذاتٍ ما .‏

‏ثمّ أورد علیٰ نفسه : بأنّه یمکن أن یقال : إنّ الهیئة دالّة علی الذات المنتسب إلیها‏‎ ‎‏المبدأ .‏

‏فأجاب : بأنّ ما ثبت بالاستقراء والفحص فی اللغة العربیة أنّ الهیئات التی تدلّ‏‎ ‎‏علیٰ معنیً ما دائماً یکون مدلولها شیئاً من النسب التی تلحق المعانی الاسمیة ، وهذا‏‎ ‎‏الاستقراء یوجب القطع بکون هیئة المشتقّ لم تشذّ عن طریقة أمثالها بالوضع للدلالة‏‎ ‎‏علی معنیً اسمی مستقلّ ، فلم یبق فی البین ما یدلّ علی الذات .‏

‏ونتیجة جمیع ذلک : هو أنّ المشتقّ یدلّ علی المبدأ المنتسب إلی ذاتٍ ما‏‎ ‎‏بالمطابقة ، وعلی الذات بالاستلزام العقلی ، انتهی‏‎[3]‎‏ .‏

أقول :‏ لا یخفیٰ أنّ مراده ‏‏قدس سره‏‏ بقوله : «إنّ الهیئة دالّة علی انتساب مدلول المادّة إلی‏‎ ‎‏ذاتٍ ما» هو الحدث المنتسب ، ففی العبارة قصور ، فتدبّر .‏

وکیف کان : یرد علی ما أفاده :

‏أوّلاً :‏‏ أنّ ما ذکره أوّلاً غیر مطابق لمدّعاه ؛ لأنّ مدّعاه : هو أنّ المشتقّ دالّ علی‏‎ ‎‏الحدث المنتسب ؛ بحیث تکون النسبة والحدث مدلولی اللفظ ، وأمّا الذات فمدلول‏‎ ‎‏علیها بالعقل . وما ادّعاه هو تبادر المبدأ المتّحد مع الذات من لفظ المشتقّ ، وواضح :‏‎ ‎‏أنّ اتّحاد المبدأ مع الذات غیر انتساب المبدأ الیها ، کما لا یخفیٰ .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 87
وثانیاً :‏ أنّ الاستقراء علیٰ خلاف مراده أدلّ ؛ وذلک لأنّ الهیئات علیٰ قسمین :‏‎ ‎‏هیئة إفرادی ، وهیئة جُملی .‏

‏وواضح : أنّ هیئات المفردة علیٰ قسمین : إمّا فعل أو اسم ، وما یدلّ علی‏‎ ‎‏الانتساب هو هیئتا الماضی والمضارع فقط ، وهیئة الأسماء المشتقّة عبارة عن هیئتی‏‎ ‎‏اسمی الفاعل والمفعول ، واسمی الآلة والمکان ، وصیغ المبالغة والصفة المشبّهة ، إلی غیر‏‎ ‎‏ذلک .‏

‏فإذا کانت هیئات المشتقّات ـ التی هی محلّ النزاع ـ أکثر ممّا یدلّ علی‏‎ ‎‏الانتساب فکیف یصحّ إلحاق هیئات الأسماء المشتقّة بهیئات الأفعال ، ویقال : إنّ‏‎ ‎‏مقتضی الاستقراء والفحص فی اللغة تدلّ علی أنّ الهیئات التی تدلّ علیٰ معنیً ما دائماً‏‎ ‎‏یکون مدلولها شیئاً من النسب ؟ !‏

‏وأمّا فی هیئات الجمل : فقسم منها ـ وهو الکثیر منها ـ لا تدلّ علی النسبة‏‎ ‎‏أصلاً ، بل تدلّ علی الهوهویة والاتّحاد ، وهی غیر النسبة ، کما سبق .‏

‏والحاصل : أنّ ادّعاء الاستقراء علی أنّ الهیئات تدلّ علی النسبة فی غیر محلّه .‏‎ ‎‏والتبادر الذی ادّعاه ـ مضافاً إلی أنّه علی خلاف مدّعاه ـ غیر تامّ فی نفسه ، فتدبّر .‏

وثالثاً :‏ أنّه إن أراد بقوله : «إنّ المشتقّ موضوع للحدث المنتسب» أنّه موضوع‏‎ ‎‏لمفهوم الحدث المنتسب فیلزم أن لا یکون فرق فی المشتقّات أصلاً ؛ لاشتراک الکلّ فی‏‎ ‎‏ذلک المفهوم ؛ بداهة أنّ هذا المفهوم کما یصدق علی اسم الفاعل ـ مثلاً ـ کذلک یصدق‏‎ ‎‏علی اسم المفعول ، من دون زیادة ونقیصة ؛ فیلزم أن لا یکون بین اسمی الفاعل‏‎ ‎‏والمفعول فرق ، وهو کما تریٰ .‏

‏ولو قال : إنّ الفرق بینهما هو أنّ اسم الفاعل موضوع للحدث المنتسب إلی‏‎ ‎‏الفاعل ، واسم المفعول موضوع للحدث المنتسب إلی المفعول .‏

‏فهو کَرّ علیٰ ما فَرّ ؛ لأنّه ‏‏قدس سره‏‏ ذهب إلی أنّ مفاد المشتقّ الحدث المنتسب إلی‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 88
‏الذات ؛ بحیث تکون الذات خارجة عن حریم الموضوع له ، وإنّما یدلّ علیه المشتقّ‏‎ ‎‏بالملازمة العقلیة .‏

‏وإن أراد بقوله ذلک : أنّه موضوع لحصّة من الوجود المشترک ـ کحیثیة الصدور‏‎ ‎‏من الفاعل ، وحیثیة الوقوع علی المفعول ، وهکذا ـ فنقول : إنّ الضرب الواقع علیٰ‏‎ ‎‏شخصٍ ـ مثلاً ـ شیء واحد فی متن الواقع ، ولم یکن هناک بین الفاعل والمفعول فرق ،‏‎ ‎‏نعم الفرق بینهما اعتباری .‏

‏وذلک لأنّه إن اعتبر تلبّس الفاعل بذلک الشیء  تتحقّق النسبة الصدوریة ، وإن‏‎ ‎‏اعتبر تلبّس المفعول بذلک ، تتحقّق النسبة الوقوعیة . کما أنّه إذا لوحظ أصل النسبة‏‎ ‎‏وواقعها لا یکون بین الفاعل والمفعول فرق ، هذا .‏

‏ولکن یمکنه ‏‏قدس سره‏‏ أن یقول : إنّ الفاعل موضوع للنسبة الصدوریة ـ أی واقع تلک‏‎ ‎‏النسبة ـ لا مفهومها ، والمفعول موضوع للنسبة الوقوعیة کذلک ؛ فأخذ الانتساب إلی‏‎ ‎‏الصادر ـ أی واقع النسبة الصدوریة ـ فی مفهوم الفاعل ، وکذا أخذ واقع النسبة‏‎ ‎‏الوقوعیة فی مفهوم المفعول ؛ فحصل الفرق بینهما ذاتاً .‏

‏ولکن علی هذا : یدلّ المشتقّ علی الذات ؛ فلابدّ من أخذ الذات فی المشتقّ ، فتدبّر .‏

ورابعاً :‏ لو أمکنه أن یقول بالحدث المنتسب فی مثل اسمی الفاعل والمفعول فهل‏‎ ‎‏یمکنه أن یقول ذلک فی اسم التفضیل والصیغ المبالغة ؟ ! وهل تریٰ من نفسک أن تقول :‏‎ ‎‏إنّ لفظتی «أعلم» و«علاّم» تدلاّن علی الحدث المنتسب ؟ !‏

‏حاشاک ! بل الذی یفهم من «أعلم» هو معنیً غیر ما یفهم من «علاّم» .‏

‏وبالجملة : الدلیل الوحید فی أمثال هذه المباحث هو التبادر ، لا الوجوه‏‎ ‎‏والبراهین العقلیة . ومقتضی وجود هذه الاختلافات فی المشتقّات ، وصحّة حمل‏‎ ‎‏بعضها علیٰ بعض ، وصیرورة بعضها مستنداً إلیه وبعضها مستنداً به ، إلیٰ غیر ذلک ،‏‎ ‎‏هو عدم کون مقتضاها الحدث المنتسب .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 89
فالتحقیق أن یقال :‏ إنّ المشتقّات الاسمیة ـ کأسماء الفاعل والمفعول والزمان‏‎ ‎‏والمکان وغیرها ـ موضوعة لمعنیً واحد قابل للانحلال إلی معنون وعنوان .‏

‏ولتوضیح ذلک ینبغی تقدیم مقدّمة : وهی أنّه تارة یراد التعبیر عن ذات‏‎ ‎‏الشیء ، فاللفظ الحاکی عنه اسم الذات کالجوامد .‏

‏واُخـریٰ یراد التعبیر عـن نفس الوصف ، فاللفظ الحاکی عنه اسـم الوصف ،‏‎ ‎‏کـ «الضـرب» فإنّه اسـم لنفس الوصف مـن حیث هـو هـو .‏

‏وثالثة یراد الحکایة عـن الـذات بما أنّها موصـوفة بصفة . فاللفظ الحاکی‏‎ ‎‏عـن معنون هـذا العنوان ـ لا مفهوم المعنون ـ هو المشتقّ ؛ فإنّ الضارب ـ مثلاً ـ لفظ‏‎ ‎‏یحکی عن معنونیة زید ـ مثلاً ـ وفاعلیته بعنوان المادّة التی فیه ـ وهی الضرب ـ‏‎ ‎‏فالضارب ـ مثلاً ـ یحکی عن المعنون بعنوان الفاعلیة ، والمضروب یحکی عن المعنون‏‎ ‎‏بعنوان المفعولیة ، وهکذا . . .‏

‏فعلی هذا : لم تکن المشتقّات أسامی الذات ، ولا أسامی الفعل والوصف ، بل‏‎ ‎‏للمعنون بالعنوان .‏

‏فأحسن التعبیر الحاکی عن هویة حالها : ما هو المعروف بین أهل العربیة ؛‏‎ ‎‏فإنّهم یعبّرون عن المعنون بعنوان الفاعلیة باسم الفاعل ، وعن المعنون بعنوان المفعولیة‏‎ ‎‏باسم المفعول ، وهکذا اسمی الزمان والمکان وغیرهما ؛ بداهة أنّ الضارب ـ مثلاً ـ اسم‏‎ ‎‏للمعنون بعنوان الفاعلیة ، لا الذات ولا العنوان ، وهکذا المضروب والمِضرَب .‏

إذا أحطت خُبراً بما ذکرنا :‏ یظهر لک الفرق بین الجامد والمشتقّ ، کـ «الحجر»‏‎ ‎‏و«الضارب» مثلاً .‏

‏فإنّ لفظ «الحجر» بسیط ؛ دالاًّ ومدلولاً ودلالة ، غیر قابل للانحلال . وانحلال‏‎ ‎‏الحجر إلی المادّة والصورة إنّما هو بلحاظ ذات الحجر وماهیته ، لا للفظ الحجر .‏

‏وهذا بخلاف «الضارب» فإنّه یفید معنیً واحداً قابلاً للانحلال إلی المعنون‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 90
‏بعنوان الفاعلیة ـ مثلاً ـ ولذا یصحّ الحمل ؛ لأنّ الحمل یحکی عن الاتّحاد والهوهویة‏‎ ‎‏فی الواقع ، والشیء المتّحد مع الذات هو المعنون الذی إذا اُرید التعبیر عنه فی عالم‏‎ ‎‏التفصیل یقال : إنّه ذات ثبت له کذا . وإلاّ لو کانت الذات مأخوذة فی المشتقّ أو کان‏‎ ‎‏مفاده الحدث المنتسب إلی الذات لا یصحّ الحمل .‏

فتحصّل :‏ أنّ الذی یقتضیه فهم العرف والعقلاء فی هیئات المشتقّات المفردة ،‏‎ ‎‏والمتبادر منها هو المعنون بعنوان ؛ بداهة أنّ المتبادر من لفظ التاجر أو الضارب ـ مثلاً ـ‏‎ ‎‏هو المعنون بعنوان التاجریة أو الضاربیة ، القابلة للانحلال إلی معنیین .‏

‏فکما أنّ المادّة والصورة فی المشتقّ کأنّهما موجودتان بوجود واحد فکذلک فی‏‎ ‎‏مقام الدلالة کأنّهما دلالتان فی دلالة واحدة .‏

‏فعلی ما ذکرنا : لا إشکال فی المسألة من حیث کون المشتقّ محکوماً علیه أو به ،‏‎ ‎‏فتدبّر جیّداً .‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 91

  • )) النساء (4) : 28 .
  • )) قلت : الأقوال التی ذکرها عبارة عن :     أ ـ کون المشتقّ مرکّباً من الذات والحدث والنسبة .     ب ـ وکونه الحدث المنتسب إلی ذاتٍ ما ؛ أی الحدث والنسبة .     ج ـ والحدث حین انتسابه إلی الذات ؛ أی الحصّة من الحدث .     د ـ الحدث الملحوظ لا بشرط ، فی قبال المصدر واسمه ، اللذین یکون مفادهما الحدث الملحوظ لابشرط . [المقرّر حفظه الله ].
  • )) بدائع الأفکار 1 : 170 .