الفصل الرابع فی مقدّمة الواجب

حول ما نسب إلی صاحب «المعالم»

حول ما نسب إلی صاحب «المعالم»

‏ ‏

‏ربّما ینسب إلی صاحب «المعالم» ‏‏قدس سره‏‏ القول بأنّ وجوب المقدّمـة مشروط‏‎ ‎‏بإرادة ذی المقدّمة‏‎[1]‎‏ .‏

‏فاُورد علیه‏‏ ‏‏: بأنّ المقدّمة تابعة لذی المقدّمة من حیث الاشتراط والتقیید‏‏ ‏‏، فإذا‏‎ ‎‏کان ذو المقدّمة مشروطاً بشرط أو مطلقاً فیستکشف منه‏‏ ‏‏: أنّ وجوب المقدّمة کذلک‏‏ ‏‏؛‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 180
‏فإن وجبت المقدّمة بشرط إرادة ذیها فیلزم أن یکون ذو المقدّمة واجباً بشرط إرادته‏‏ .‏

‏وبالجملة‏‏ ‏‏: یلزم أن یشترط وجوب الشیء بإرادة وجوده‏‏ ‏‏، وتقیید وجوب ذی‏‎ ‎‏المقدّمة بإرادة وجوده محال‏‏ ‏‏؛ لکونه من قبیل تحصیل الحاصل‏‏ ‏‏؛ فیستحیل أن یکون‏‎ ‎‏وجوب المقدّمة مشروطاً بإرادة ذیها‏‎[2]‎‏ .‏

ولکن‏ عبارة «المعالم» خالیة عن الاشتراط‏‏ ‏‏؛ لأنّه قال فی آخر بحث الضدّ‏‎ ‎‏ـ‏‏ ‏‏عند القول بأنّ الأمر بالشیء مقتضی للنهی عن ضدّه ـ ما نصّه‏‏ ‏‏: وأیضاً فحجّة القول‏‎ ‎‏بوجوب المقدّمة ـ علی تقدیر تسلیمها ـ إنّما تنهض دلیلاً علی الوجوب فی حال کون‏‎ ‎‏المکلّف مریداً للفعل المتوقّف علیها‏‏ ‏‏، کما لا‏‏ ‏‏یخفی‏‎[3]‎‏ .‏

‏وهذه العبارة ظاهرة‏‎[4]‎‏ ‏‏ فی أنّ المراد حال الإرادة‏‏ ‏‏، نظیر حال إرادة الوضع‏‎ ‎‏الذی یقولها المحقّق القمی ‏‏قدس سره‏‏ فی الوضع‏‎[5]‎‏ .‏

ولا‏ ‏یخفی‏ :‏‏ أنّ هذا وإن لم یکن خالیاً عن الإشکال‏‏ ‏‏، إلاّ أنّه لم یکن بمثابة القول‏‎ ‎‏بالاشتراط واضح البطلان‏‏ ‏‏؛ وذلک لأنّه إذا وجبت المقدّمة حال إرادة ذیها فیلزم أن‏‎ ‎‏یکون ذو المقدّمة واجباً حال إرادته‏‏ ‏‏، وحیث إنّ إرادة المقدّمة لا تنفکّ عن إرادة ذیها‏‎ ‎‏فلا محالة تکون مرادة عند إرادته‏‏ ‏‏، فلا معنی لإیجاب المقدّمة وبعثها فی هذا الحال‏‏ ‏‏؛ لأنّ‏‎ ‎‏الإیجاب لأجل الباعثیة والإتیان‏‏ ‏‏، والمفروض أنّه منبعث إلی المقدّمة بإرادة ذیها‏‏ .‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 181
‏وبعبارة اُخری ـ کما اُفید ـ لا‏‏ ‏‏یتصوّر لإیجاب المقدّمة حین إرادة ذیها معنی‏‎ ‎‏معقول‏‏ ‏‏؛ لأنّه إذا أراد فعل المتوقّف علیها یرید المقدّمة لا محالة‏‏ ‏‏، فلا معنی للبعث‏‎ ‎‏والإیجاب فی هذه الحالة مضافاً إلی أنّ وجوب المقدّمة له ملاک‏‏ ‏‏، ولا‏‏ ‏‏یکاد یمکن أن‏‎ ‎‏یکون حال إرادة ذیها دخیلاً فی المصلحة‏‏ ‏‏؛ لأنّه ـ کما سیظهر لک ـ أنّ الحال کالحجر‏‎ ‎‏فی جنب الإنسان‏‏ ‏‏، لا خصوصیة له فی الملاک‏‏ .‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۳): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 182

  • )) مطارح الأنظار : 72 / السطر1 ـ 3 ، فوائد الاُصول 1 : 286 .
  • )) مطارح الأنظار : 72 / السطر5 ، فوائد الاُصول 1 : 286 .
  • )) معالم الدین : 71 .
  • )) قلت : ولا یخفی أنّ ظاهر کلامه بقرینة کونه جواباً عن الإشکال أنّه یرید من کلمة «حال کون» الاشتراط ، وإلاّ لم یکن جواباً عن الإشکال ، وقد استفاد الاشتراط منها سلطان العلماء والملاّ میرزا وغیرهما ، لاحظ «المعالم» وتأمّل فیه ، فلعلّک تجد ما ذکرنا . [ المقرّر حفظه الله ]
  • )) قوانین الاُصول : 63 / السطر8 .