الثانی : فی التمسّک بالإطلاق لنفی القیود فی محیط التقنین
قد یقال : إنّ التمسّک بالإطلاق لنفی القیود ـ بعد تمامیة المقدّمات ـ إنّما ینتج إذا وقع المطلق فی کلام متکلّم عادته إلحاق القیود متصلة بکلامه ، کما هو الشأن فی الموالی العرفیین بالنسبة إلی عبیدهم ، لا بالنسبة إلی من جرت عادته علی ذکر القیود منفصلة عن مطلقاتها ، کما هو الشأن فی محیط التقنین وجعل القوانین الکلّیة ، حیث استقرّت العادة علی تفریق اللواحق عن الاُصول وتفکیک المطلقات عن مقیّداتها ، فحینئذٍ لا تنتج المقدّمات المذکورة صحّة الأخذ بالإطلاق ؛ لعدم الاطمئنان بالاتکال علی الإطلاق بعد جریان العادة علی حذف ما له دخالة فی موضوع الحکم عن مقام البیان .
وفیه : أنّ غایة ما تقتضیه العادة ، هی عدم جواز التمسّک بالإطلاق قبل الفحص عن المقیّد والمعارض ، کما هو الشأن فی العمل بسائر الأدلّة ، حیث لا یجوز التمسّک بها قبل الفحص عن المعارض ، کالتمسّک بالعامّ قبل الفحص عن المخصّص والمعارض ، ولا محیص عنه ، وأمّا بعد الفحص بمقدار یخرج المطلق عن المعرضیة للتقیید والمعارض ، فیصحّ التمسّک بإطلاقه إذا کان فی مقام البیان .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 543