المقصد الخامس فی المطلق والمقیّد

الثانی‏: فی التمسّک بالإطلاق لنفی القیود فی محیط التقنین

الثانی : فی التمسّک بالإطلاق لنفی القیود فی محیط التقنین

‏قد یقال : إنّ التمسّک بالإطلاق لنفی القیود ـ بعد تمامیة المقدّمات ـ إنّما ینتج إذا‏‎ ‎‏وقع المطلق فی کلام متکلّم عادته إلحاق القیود متصلة بکلامه‏ ‏، کما هو الشأن فی‏‎ ‎‏الموالی العرفیین بالنسبة إلی عبیدهم‏ ‏، لا بالنسبة إلی من جرت عادته علی ذکر القیود‏‎ ‎‏منفصلة عن مطلقاتها‏ ‏، کما هو الشأن فی محیط التقنین وجعل القوانین الکلّیة‏ ‏، حیث‏‎ ‎‏استقرّت العادة علی تفریق اللواحق عن الاُصول وتفکیک المطلقات عن مقیّداتها‏ ‏،‏‎ ‎‏فحینئذٍ لا تنتج المقدّمات المذکورة صحّة الأخذ بالإطلاق‏ ‏؛ لعدم الاطمئنان بالاتکال‏‎ ‎‏علی الإطلاق بعد جریان العادة علی حذف ما له دخالة فی موضوع الحکم عن مقام‏‎ ‎‏البیان‏ .

وفیه‏ : أنّ غایة ما تقتضیه العادة‏ ‏، هی عدم جواز التمسّک بالإطلاق قبل‏‎ ‎‏الفحص عن المقیّد والمعارض‏ ‏، کما هو الشأن فی العمل بسائر الأدلّة‏ ‏، حیث لا یجوز‏‎ ‎‏التمسّک بها قبل الفحص عن المعارض‏ ‏، کالتمسّک بالعامّ قبل الفحص عن المخصّص‏‎ ‎‏والمعارض‏ ‏، ولا محیص عنه‏ ‏، وأمّا بعد الفحص بمقدار یخرج المطلق عن المعرضیة‏‎ ‎‏للتقیید والمعارض‏ ‏، فیصحّ التمسّک بإطلاقه إذا کان فی مقام البیان‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 543