المقصد الخامس فی المطلق والمقیّد

المبحث الثانی حول بعض الألفاظ التی یطلق علیها المطلق

المبحث الثانی حول بعض الألفاظ التی یطلق علیها المطلق

‏لا یخفی : أنّه بعد ما اتضح أنّ وصفی الإطلاق والتقیید‏ ‏، غیر مندرجین‏‎ ‎‏تحت مدالیل الألفاظ‏ ‏، وأنّ معنی الإطلاق : هو الإرسال وخلوّ المعنی من التعلّق‏‎ ‎‏بشیء آخر وإن کان المعنی جزئیاً‏ ‏، وأنّ الإطلاق والتقیید وصفان إضافیان‏ ‏، وأنّ‏‎ ‎‏الإطلاق فی جمیع الموارد بهذا المعنی‏ ‏، فالبحث عمّا وضع له اسم الجنس وعلم‏‎ ‎‏الجنس والمفرد المحلّی باللام ونحوها‏ ‏، غیر مرتبط بباب الإطلاق‏ ‏، کما أنّ البحث عن‏‎ ‎‏الماهیة اللا بشرط المقسمی والقسمی واعتبارات الماهیة ـ إلی غیر ذلک من المباحث ـ‏‎ ‎‏خارج عن حریم المطلق‏ .

‏فظهر : أنّ توهّم أنّ المطلق عند الاُصولی هو الذی یعبّر عنه باسم الجنس‏ ‏،‏‎ ‎‏وعلم الجنس‏ ‏، والمفرد المحلّی باللاّم وغیرها‏ ‏، غیر صحیح‏ ‏؛ لأنّ هذه الاُمور اُمور‏‎ ‎‏لفظیة‏ ‏، والمطلق لیس منها‏ ‏، فلیس المطلق عند الاُصولی هو اسم الجنس‏ ‏، أو علم‏‎ ‎‏الجنس‏ ‏، ونحوهما عند الأدیب والنحوی‏ ‏؛ حتّی لا یکون بینهما فرق إلاّ مجرّد‏‎ ‎‏الاصطلاح‏ ‏، فتدبّر حتّی لا یختلط علیک الأمر‏ ‏، کما اختلط علی بعضهم‏ .

‏وعلیه فالتعرض لها هنا غیر مهمّ‏ ‏، إلاّ أنّ المشایخ وأساطین الفنّ تصدّوا لبیان‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 519
‏تلک المفاهیم‏ ‏، ومیّزوا بعضها عن بعض‏ ‏، فلا بأس بالتأسّی بهم والتعرّض لها إجمالاً‏ ‏؛‏‎ ‎‏لئلاّ یفوت عنّا ما تعرّضوا له‏ ‏، مع أنّ التعرّض لها والبحث حولها فی حدّ نفسه‏ ‏،‏‎ ‎‏لا یخلو من فائدة‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 520