المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

تحدید محطّ البحث فی المقام

تحدید محطّ البحث فی المقام

‏ومحطّ البحث ما إذا اشتمل کلّ من العامّ والمشتمل علی الضمیر علی حکم‏‎ ‎‏علی حدة‏ ‏؛ سواء کان الحکمان مختلفین‏ ‏، مثل قوله تعالی :‏‏«‏وَالْمُطَلَّقَاتُ یَتَرَبَّصْنَ

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 462
بِأنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ وَلاَیَحِلُّ لَهُنَّ أنْ یَکْتُمْنَ مَاخَلَقَ الله فی أرْحَامِهِنَّ إنْ کُنَّ یُؤْمِنَّ‎ ‎بِالله وَالْیَوْمِ الآْخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِی ذَلِکَ‏»‏‎[1]‎ ‏، حیث إنّ من المعلوم أنّ‏‎ ‎‏حکم حقّ الرجوع مختصّ بالرجعیات‏ ‏، لا البائنات‏ ‏، فالضمیر راجع إلی بعض مدلول‏‎ ‎‏المطلّقات‏ ‏، أو کانا من سنخ واحد‏ ‏، مثل قوله : «أکرم العلماء وخدّامهم» إذا علم من‏‎ ‎‏الخارج أنّ المراد خصوص خدّام عدولهم‏ .

وأمّا‏ إذاکان الحکم واحداً کقولک : «إنّ المطلّقات أزواجهنّ أحقّ بردّهنّ» فهو‏‎ ‎‏خارج عن محطّ البحث‏ ‏، ولا إشکال فی تخصیصه به‏ .

ثمّ إنّه‏ هل یختصّ محطّ البحث ـ مضافاً إلی ما ذکر ـ بما إذا علم من دلیل‏‎ ‎‏خارجی منفصل‏ ‏، عدم إرادة العموم‏ ‏، کالآیة المبارکة‏ ‏، حیث علم من الخارج ومن‏‎ ‎‏السنّة‏ ‏، أنّ حقّ الرجوع لیس إلاّ للرجعیات‏ ‏، وإلاّ فظاهر الآیة التعمیم لجمیع‏‎ ‎‏المطلّقات‏ ‏، أو یکون مختصّاً بما إذا علم عدم إرادة العموم بقرینة عقلیة‏ ‏، أو لفظیة حافّة‏‎ ‎‏بالکلام‏ ‏، کقوله : «أهن الفسّاق واقتلهم» حیث نعلم بضرورة الشرع‏ ‏، أنّ مطلق‏‎ ‎‏مرتکب الفسق لا یجوز قتله‏ ‏، فما ظنّک بوجوبه؟! بل هو مختصّ ببعضهم‏ ‏، کالمرتدّ‏‎ ‎‏ونحوه‏ ‏، أو محطّ البحث یعمّهما؟‏

الظاهر منهم‏ عدم اختصاص محطّ البحث بما إذا علم عدم إرادة العموم‏‎ ‎‏بقرینة عقلیة أو لفظیة حافّة بالکلام‏ ‏، بل یعمّ ما إن علم من دلیل خارجی منفصل‏‎ ‎‏عدم إرادة العموم‏ ‏؛ بقرینة تمثیلهم بالآیة المبارکة‏ ‏. وإن کان فی خواطرک من هذه‏‎ ‎‏النسبة شیء‏ ‏، فهذا غیر مهمّ بعد إمکان عقد البحث علی النحو العامّ استیفاء لجوانب‏‎ ‎‏المسألة‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 463

  • )) البقرة (2) : 228 .