المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

حول کلام المحقّق النائینی قدس سره فی المقام

حول کلام المحقّق النائینی قدس سره فی المقام

‏ثمّ إنّ فی کلام المحقّق النائینی ‏‏قدس سره‏‏ هنا صدراً وذیلاً‏ ‏، نحو تنافٍ‏ ‏؛ وذلک لأنّه‏‎ ‎‏صرّح فی کلامه : «بأنّ الفحص فی الاُصول العملیة عن أصل الحجّیة‏ ‏، ولیس لها‏‎ ‎‏اقتضاء قبل الفحص‏ ‏، فالفحص فیها لإحراز المقتضی لجریانها»‏‎[1]‎ ‏؛ یعنی أنّه من‏‎ ‎‏متمّمات الحجّیة‏ .

‏ولکن ذکر فی الدلیل النقلی للزوم الفحص فی الاُصول : «أنّه لو سلّم إطلاق‏‎ ‎‏أدلّة الاُصول لما قبل الفحص‏ ‏، إلاّ أنّه قام الإجماع علی اعتبار الفحص‏ ‏؛ وأنّه لامجری‏‎ ‎‏للاُصول إلاّ بعد الفحص‏‎[2]‎ .

وأنت خبیر‏ : بأنّ مقتضی ذلک صیرورة الفحص فی إجراء الأصل العملی‏ ‏، عمّا‏‎ ‎‏یزاحم الحجّیة‏ ‏، لاعن متمّماتها‏ .


کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 437
ثمّ إنّه ‏قدس سره‏‏ بعد تصریحه بکون الفحص فی الاُصول اللفظیة عمّا تزاحم الحجّیة‏‎ ‎‏وعن معارضاتها‏ ‏، ذکر فی وجهه أمرین :‏

‏الأوّل : العلم الإجمالی بوجود مقیّدات ومخصّصات ـ فیما بأیدینا من الکتب‏ ‏ـ‏‎ ‎‏للعمومات والإطلاقات‏ ‏، وذلک معلوم لکلّ من راجع الکتب‏ .

‏والثانی : معرضیة العمومات والمطلقات للتخصیص والتقیید‏‎[3]‎ .

‏وواضح : أنّ مقتضاهما صیرورة الفحص من متمّمات الحجّیة‏ ‏، لاعمّا یزاحم‏‎ ‎‏الحجّیة‏ .

ثمّ إنّه ‏قدس سره‏‏ قال أخیراً : «إنّ لوجوب الفحص فی کلّ من الاُصول العملیة‏‎ ‎‏واللفظیة‏ ‏، مدرکین یشترکان فی أحدهما‏ ‏؛ وهو العلم الإجمالی‏ ‏، ویفترقان فی الآخر‏ ‏؛‏‎ ‎‏لأنّ المدرک الآخر لوجوب الفحص فی الاُصول العملیة‏ ‏، هو استقلال العقل بلزوم‏‎ ‎‏حرکة العبد علی ما تقتضیه وظیفته بالبیان المتقدّم» ـ «وهو أنّ حکم العقل بقبح‏‎ ‎‏العقاب‏ ‏، إنّما هو بعد الفحص وحرکة العبد علی طبق ما تقتضیه وظیفة العبودیة من‏‎ ‎‏البحث عن مرادات المولی‏ ‏، وحکم العقل بوجوب الفحص‏ ‏، یکون من صغریات‏‎ ‎‏حکمه بوجوب النظر فی معجزة من یدّعی النبوّة‏ ‏؛ حتّی لا یلزم إفحام الأنبیاء‏ ‏، وذلک‏‎ ‎‏واضح»‏‎[4]‎‏ ـ «وفی الاُصول اللفظیة هو کون العامّ فی معرض التخصیص والتقیید»‏‎[5]‎ .

وأنت خبیر‏ : بأنّ مقتضی الوجوه المذکورة فی لزوم الفحص فی الاُصول اللفظیة‏‎ ‎‏والعملیة‏ ‏، هو کون الفحص من متمّمات الحجّیة‏ ‏، لاعمّا یزاحم الحجّیة‏ ‏، فتدبّر‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 438

  • ـ فوائد الاُصول 1 : 539 .
  • )) نفس المصدر .
  • )) فوائد الاُصول 1 : 540 ـ 541 .
  • )) نفس المصدر .
  • )) نفس المصدر .