المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

المورد الرابع فی المخصّص اللبّی

المورد الرابع فی المخصّص اللبّی

‏ ‏

‏إذا کان المخصّص لبّیاً فهل یفرّق بینه وبین المخصّص اللفظی فی جواز التمسّک‏‎ ‎‏بالعامّ فی الشبهة المصداقیة للمخصّص اللبّی أم لا‏ ‏، أو یفصّل فی اللبّیات‏ ‏؛ فیجوز‏‎ ‎‏التمسّک بالعامّ فی بعضها‏ ‏، دون الآخر؟ وجوه‏ ‏، بل أقوال‏ .

‏وقبل ذکر ما هو الحقّ فی المسألة‏ ‏، ینبغی تحریر محطّ البحث وتنقیحه حتّی‏‎ ‎‏یظهر أنّ بعض ما قیل فی المسألة‏ ‏، کأنّه خارج عن محطّ البحث‏ .

‏فنقول : لابدّ من تمحیص الأمر فی الشبهة المصداقیة‏ ‏، وفرض جمیع ما کان‏‎ ‎‏معتبراً فی المخصّص اللفظی فی المخصّص اللبّی‏ ‏، فکما أنّ موضوع البحث فی المخصّص‏‎ ‎‏اللفظی‏ ‏، هو إخراج عنوان المخصّص عن تحت عنوان العامّ‏‎[1]‎ ‏، فیشکّ فی انطباقه علی‏‎ ‎‏مصداق‏ ‏، فکذلک لابدّ وأن یفرض فی المخصّص اللبّی‏ ‏، إخراج عنوان عن عنوان یشکّ‏‎ ‎‏فی انطباقه علی مصداقه‏ .

‏وبالجملة : لابدّ وأن یلاحظ فی المخصّص اللبّی‏ ‏، جمیع ما یلاحظ فی المخصّص‏‎ ‎‏اللفظی‏ ‏، ومن یفصّل بینهما فلابدّ وأن یکون تفصیله بلحاظ خصوصیة فی اللبّیة‏ .

ولا یخفی‏ : أنّ موضوع البحث فی التمسّک بالعامّ فی الشبهة المصداقیة مطلقاً‏ ‏،‏‎ ‎‏متقوّم بأمرین :‏

‏الأوّل : کون العنوان موضوعاً لإخراج اللفظ واللبّ‏ ‏، فإذا خرج زید وعمرو‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 386
‏مثلاً علی حدة عن تحت العامّ‏ ‏، وشکّ فی خروج خالد‏ ‏، فلا تکون الشبهة شبهة‏‎ ‎‏مصداقیة للمخصّص‏ ‏، بل شبهة فی أصل التخصیص‏ .

‏والثانی : کون العنوان مخرجاً عن تحت دائرة العامّ‏ ‏، ویشکّ فی کون فرد أنّه‏‎ ‎‏مصداق للمخصّص أم لا‏ .

وربما یتوهّم‏ : أنّ البحث عن لبّیة المخصّص المنفصل ساقط‏ ‏؛ لأنّه إمّا یرجع إلی‏‎ ‎‏اللفظ‏ ‏؛ لو کشف الإجماع مثلاً عن لفظ روایة‏ ‏، أو إلی المخصّص المتصل‏ ‏؛ لو کشف عن‏‎ ‎‏بناء العقلاء الحافّ بالعموم‏ .

ولکنّه مدفوع‏ : بأنّه لا ینحصر الأمر بینهما‏ ‏؛ لأنّه ربما یکون إجماع علی کبری‏‎ ‎‏کلّیة من دون کشفه عن لفظ روایة‏ ‏، کما لا یخفی‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 387

  • )) قلت : لا یذهب علیک أنّ المراد بعنوان العامّ والخاصّ ، عنوان الکثرة الإجمالیة ، لا عنوان العالم أو الفاسق ، فتدبّر . [ المقرّر حفظه الله ]