المقصد الرابع فی العامّ والخاصّ

المورد الأوّل فی المخصّص اللفظی المتّصل المجمل من حیث المفهوم

المورد الأوّل فی المخصّص اللفظی المتّصل المجمل من حیث المفهوم

‏المخصّص المتصل المجمل من حیث المفهوم‏ ‏، قد یکون مردّداً بین الأقل والأکثر‏ ‏،‏‎ ‎‏کما إذا شکّ فی کون الفاسق خصوص مرتکب الکبیرة‏ ‏، أو الأعمّ منه ومن مرتکب‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 365
‏الصغیرة‏ ‏، أو بین المتباینین‏ ‏، کما إذا استثنی من العالم زیداً‏ ‏، واحتمل کون المراد منه‏‎ ‎‏زید بن عمرو‏ ‏، أو زید بن خالِد‏ .

والحقّ‏ سرایة الإجمال إلی العامّ‏ ‏، فلا یکون العامّ عند ذلک حجّة‏ ‏، لا لأجل‏‎ ‎‏احتمال استعمال لفظ العامّ فی غیر ما وضع له‏ ‏؛ لما عرفت من أنّه لا مجاز فی الباب‏ ‏، بل‏‎ ‎‏لأجل أنّه لا یصحّ الاحتجاج بأصالة العموم إلاّ بعد تمامیة اُمور‏ ‏، منها مطابقة الجدّ‏‎ ‎‏للاستعمال‏ ‏، وهی متوقّفة علی تمامیة الکلام‏ ‏، والصبر إلی إلحاق المتکلّم ما یشاء‏ ‏،‏‎ ‎‏یوجب إجمالاً فی الکلام فی مفروض البحث‏ ‏، فلا یوجب ذلک أن یکون ظهور مجموع‏‎ ‎‏الجملة معتبراً فی ظهور مفرداتها‏ ‏؛ لأنّ المراد من الصبر إلی تمام الجملة‏ ‏، هو عدم صحّة‏‎ ‎‏الاحتجاج بمفردات الکلام حتّی تتمّ الجملة‏ ‏، والمفروض أنّه بتمامها لا یطابق الجدّ‏‎ ‎‏الاستعمال‏ ‏، فیحصل إجمال فی الکلام‏ .

‏وبعبارة أوضح : لیس مدار احتجاج المولی علی العبد وبالعکس‏ ‏، هو الظهور‏‎ ‎‏اللفظی فقط‏ ‏؛ بحیث لو تمّت أصالة الحقیقة مثلاً لتمّ الاحتجاج‏ ‏، بل یحتاج إلی أصل‏‎ ‎‏آخر عند العقلاء فی الاحتجاج‏ ‏؛ وهو أصالة الجدّ‏ ‏، ومعناه أنّ المتکلّم بعد ما کان‏‎ ‎‏بصدد التفهیم وإلقاء المعنی جدّاً لا هزلاً‏ ‏، ولم تقم قرینة علی عدم إرادة ما انعقد‏‎ ‎‏علیه الظهور اللفظی‏ ‏، فیحکم عند العقلاء بتطابق جدّه للاستعمال‏ ‏، فإذا قامت قرینة‏‎ ‎‏علی الخلاف‏ ‏، یحکم بعدم الجدّ بالنسبة إلی ما قامت القرینة علیه‏ ‏، وبعدم المطابقة‏‎ ‎‏فی خصوص ما قامت القرینة علیه‏ ‏، وأنّ الاستعمال بنحو العامّ مثلاً لمصلحة‏‎ ‎‏التقنین‏ ‏، فإذا کانت القرینة القائمة علی الخلاف مجملة‏ ‏، فلا یکاد تحرز مطابقة الجدّ‏‎ ‎‏للاستعمال‏ ‏، فتدبّر‏ .

‏ ‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 366