المقصد الثالث فی المفهوم

الأمر الأوّل‏: فی تعریف المفهوم

الأمر الأوّل : فی تعریف المفهوم

‏قبل الشروع فی تعریف المفهوم‏ ‏، ینبغی الإشارة إلی طرق استفادته حتّی‏‎ ‎‏یلاحظ إمکان أن یعرّف بتعریف واحد یجمع شتات المسالک فی استفادة المفهوم‏ ‏،‏‎ ‎‏وعدمه بل لابدّ وأن یعرّف بأزید من تعریف واحد‏ .

فنقول :‏ ربما یظهر من بعض من تمسّک لإثبات المفهوم بالتبادر‏‎[1]‎‏ ونحوه‏ ‏، أنّه‏‎ ‎‏بصدد إثبات المفهوم من طریق الدلالة اللفظیة الالتزامیة‏ ‏، کما أنّه یظهر من بعض آخر‏‎ ‎‏أنّه من دلالة الفعل‏‎[2]‎ ‏، نظیر ما ذکرناه فی مصبّ الإطلاق‏ ‏، وحاصله : أنّک عرفت‏‎ ‎‏الفرق بین العامّ والمطلق‏ ‏؛ فإنّ دلالة العامّ علی السریان والشمول بدالّ لفظی‏ ‏، وأمّا‏‎ ‎‏المطلق فلیس کذلک‏ ‏، بل متی جعلت الطبیعة اللابشرط موضوعاً للحکم‏ ‏، یحتجّ‏‎ ‎‏العقلاء بعضهم علی بعض‏ ‏، فیقال هنا : إنّ مقتضی إطلاق الشرط مثلاً وعدم تقییده‏‎ ‎‏بکلمة الواو أو کلمة «أو» ـ مع کون المولی فی مقام البیان ـ أنّ الشرط علّة تامّة‏‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 199
‏منحصرة لترتّب الجزاء‏ ‏، وإلاّ فلو کان له شریک أو بدیل‏ ‏، لوجب أن یقرنه بکلمة‏‎ ‎‏الواو‏ ‏، أو کلمة «أو» فالمشارب فی استفادة المفهوم مختلفة‏ .

‏ولا یبعد أن یُفصّل ویقال : إنّ استفادة المفهوم من بعض الجمل‏ ‏، إنّما یکون‏‎ ‎‏بالدلالة الالتزامیة‏ ‏، کما فی الجملة المتضمّنة للفظة «لا» و«ما» و«إلاّ» الاستثنائیة‏ ‏، نحو‏‎ ‎‏«‏لا صلاة إلاّ بطهور» ‏، وفی بعضها الآخر من دلالة الفعل ومقدّمات الحکمة‏ ‏، کدلالة‏‎ ‎‏الجملة الشرطیة‏ ‏، فلا یصحّ تعریف المفهوم بنحو ینطبق علی خصوص الدلالة‏‎ ‎‏اللفظیة‏ ‏، أو علی نحو ینطبق علی خصوص ما یستفاد من مقدّمات الحکمة ، بل لابدّ‏‎ ‎‏من تعریفه بنحو ینطبق علی کلا القسمین‏ .

ولعلّه‏ یمکن تعریفه بنحو ینطبق علی القسمین‏ ‏؛ بأن یقال : إنّ المفهوم عبارة عن‏‎ ‎‏قضیة غیر مذکورة مستفادة من القضیة المذکورة عند فرض انتفاء بعض قیود الکلام‏ ‏،‏‎ ‎‏وبینهما تقابل السلب والإیجاب بحسب الحکم‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 200

  • )) معالم الدین : 78 ، قوانین الاُصول 1 : 175/السطر 15 ، الفصول الغرویة : 147/السطر 26.
  • )) لمحات الاُصول : 273 ـ 274 .