المقصد الثانی فی النواهی

حکم تعلّق النهی بالشرط

حکم تعلّق النهی بالشرط

‏وأمّا الشرط‏ ‏، فهو کما لو تعلّق الأمر بالصلاة متستّراً‏ ‏، وتعلّق النهی بالتستّر‏‎ ‎‏فی الصلاة بوجه خاصّ‏ ‏، أو شیء خاصّ‏‎[1]‎ ‏، کالتستّر بوبر ما لا یؤکل لحمه‏ ‏؛ بحیث‏‎ ‎‏یکون التستّر الکذائی مبغوضاً‏ ‏، لا مطلقاً‏ ‏، وغایة ما یقتضیه النهی مبغوضیة الشرط‏‎ ‎‏والتستّر الکذائی‏ ‏، لا المشروط به‏ ‏، ومبغوضیة التستّر بنحو خاصّ أو بصنف خاصّ‏ ‏،‏‎ ‎‏لا تلازم مبغوضیة الصلاة أو الصلاة متستّراً‏ ‏، بل لا تنافی محبوبیة الصلاة متستّراً‏ ‏؛‏‎ ‎‏فإنّ التقیید بالتستّر المأخوذ فیها أمر عقلی‏ ‏، ولیس کالأجزاء‏ ‏، فیمکن أن یتقرّب‏

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 195
‏بالصلاة مع التستّر بستر منهی عنه‏ ‏، ولا یلزم اجتماع الأمر والنهی ولا المبغوض‏‎ ‎‏والمحبوب فی شیء واحد‏ .

‏نعم‏ ‏، إن قیل بأنّ الأمر بالمتقیّد بقید ینبسط علی نفس الشرط ـ کالجزء ـ کان‏‎ ‎‏حکمه حکم الجزء‏ ‏، کما عرفت‏ .

ولا یخفی :‏ أنّ القول بأنّ فساد الشرط یوجب فساد المشروط به‏ ‏، خروج عن‏‎ ‎‏محطّ البحث‏ ‏؛ لما عرفت من أنّ البحث فی الفساد من ناحیة النهی عن الشرط‏ ‏، کما هو‏‎ ‎‏الشأن فی النهی عن الجزء‏ ‏، ولا ینافی هذا الفساد من ناحیة اُخری‏ ‏، کما هو الشأن فی‏‎ ‎‏النهی عن الجزء‏ .

‏وقد ذکرنا : أنّ محطّ البحث ما لو اُحرز کون النهی تحریمیاً تعلّق بجزء عبادی‏ ‏،‏‎ ‎‏أو بوصفها لازماً کان أو مفارقاً‏ ‏، أو شرطها‏ ‏، فإذا اُحرز کون النهی للإرشاد إلی‏‎ ‎‏الفساد‏ ‏، فهو خارج عن البحث‏ .

‏کما أنّ ما ذکرنا کلّه بحسب ما یقتضیه حکم العقل لو خلّینا وحکمه‏ ‏، دون مقام‏‎ ‎‏الاستظهار من الأدلّة‏ ‏، إذ قد یمکن استظهار المانعیة من تعلّق النهی بالجزء أو الشرط‏‎ ‎‏أو الوصف‏ ‏؛ فیثبت الفساد‏ ‏، والله العالم بأحکامه‏ .

هذا کلّه فیما یتعلّق بالنواهی .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 196

  • )) لامتناع تعلّق النهی بالتستّر مطلقاً مع شرطیته فی الجملة . [ المقرّر حفظه الله ]