المطلب السابع : فی المراد بالعبادة أو المعاملة فی المقام
المراد بـ «العبادة» المبحوث عنها فی المقام ، هو العنوان الکلّی الذی یعتبر فی إتیانه ـ مع قطع النظر عن توجّه النهی إلیه ـ قصد التقرّب به ، لا إتیانه کیف اتفق ، أو کان عنوانه عبادة ذاتاً .
وبالجملة : المراد بـ «العبادات» مطلق القربیات مع قطع النظر عن النهی عنها ، فلا یکون المراد منها ما یکون عبادة فعلاً ؛ ضرورة أنّ المفروض تعلّق النهی بها ، وواضـح أنّ ما تعلّق بـه النهی ـ فـی ظرف تعلّقه ـ یکون مرجـوحاً ، فکیف یکون عبادة فعلیة؟!
والمراد بـ «المعاملة» مطلق ما یتصف بالصحّة تارة ، وبالفساد اُخری ، لا
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 144
ما یترتّب علیه الأثر علی وجه ، ولا یترتّب علیه علی آخر ، وذلک کالقتل ، فإنّه قد لا یترتّب علیه القصاص ، کقتل الأب ابنه ، وقد یترتّب علیه ذلک ، کما إذا صدر من غیره ، ولا یتصف بالصحّة والفساد ؛ فإنّ مثله خارج عن محطّ البحث . والظاهر أنّ أسباب الضمان ـ کالید ، والإتلاف ـ من هذا القبیل إذا فرض انفکاک الأثر عنها أحیاناً .
وبالجملة : المراد بـ «المعاملة» کلّ عنوان اعتباری عقلائی یقع تارة صحیحاً ویترتّب علیه الأثر ، واُخری : فاسداً لا یترتّب علیه الأثر ، کالبیع ، والصلح ، ونحوهما ، لا ما لا یقع فی الخارج إلاّ صحیحاً أو فاسداً ؛ وإن کان قد لا یترتّب علیه الأثر .
کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 145