المقصد الثانی فی النواهی

اختیار جواز الاجتماع ولو لم نقل بالخطابات القانونیة

اختیار جواز الاجتماع ولو لم نقل بالخطابات القانونیة

‏ثمّ إنّه لا فرق فیما ذکرنا فی تصویر الجواز بین کون الخطاب القانونی‏ ‏، خطاباً‏‎ ‎‏واحداً متوجّهاً إلی المجتمع‏ ‏، کما نقول به‏ ‏، أو خطاباً واحداً منحلاًّ إلی خطابات عدیـدة‏‎ ‎‏بعـدد آحـاد المکلّفین‏ ‏، کما یقولون‏ ‏؛ وذلک لأنّ معنـی انحلال خطاب «أکرم کلّ عالم»‏‎ ‎‏مثلاً‏ ‏، هو انحلاله إلی خطابات عدیدة بعدد أفراد طبیعة العالم‏ ‏، ومقتضی الإطلاق‏‎ ‎‏ـ عند القائل بکونه بعد تمامیة مقدّمات الحکمة کالعموم فیکون علی منهاجه ـ أنّه إذا‏‎ ‎‏تعلّق الخطاب البعثی بفرد من العالم‏ ‏، فهو غیر تعلّق الخطاب بفـرد مـن الفاسق‏ ‏، فلا‏‎ ‎‏یوجب الاجتماع علـی تقـدیر انحلال الخطـاب أیضاً‏ ‏، فتدبّر‏ .

‏فقد ظهر ممّا ذکرنا عدم لزوم اجتماع الأمر والنهی فی شیء واحد من القول‏‎ ‎‏بجواز الاجتماع‏ ‏؛ لتعلّق کلّ منهما بعنوان غیر ما تعلّق الآخر به‏ ‏، فلو قلنا بتضادّ‏‎ ‎‏الأحکام فإنّما یلزم لو کان متعلّقهما شیئاً واحداً‏ ‏، وقد عرفت أنّهما متعدّدان‏ .

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۴): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 83