المقدمة وتشتمل علی اُمور

انصراف أدلّة المعاملات إلی العرفیة منها

انصراف أدلّة المعاملات إلی العرفیة منها

‏هذا، ویمکن أن یقال : إنّه لا شبهة فی انصراف أدلّة المعاملات ـ مثل ‏‏«‏اَحَلَّ الله ُ‎ ‎الْبَیْعَ‏»‏‎[1]‎‏ و ‏‏«‏أوْفُوا بِالعُقُودِ‏»‏‎[2]‎‏ ـ إلی ما هو المتعارف من تلک المعاملات عند العرف‏‎ ‎‏والعقلاء، فإنّ الشارع أیضاً کواحدٍ من أهل العرف لیس له اصطلاح خاصّ فی‏‎ ‎‏خطاباته المتوجّهة إلی العرف قطعاً.‏

وحینئذٍ : ‏فما هو عند العرف هو المنصرف إلیه الإطلاقات، وهذه الإطلاقات‏‎ ‎‏مسوقة لإمضاء المعاملات العرفیّة.‏

‏وأمّا ما ردع عنه الشارع ولم یُمضه، کبیع الخمر والخنزیر ونحوهما، فلیس‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 132
‏لأجل أنّها لیست بیعاً عرفیّاً؛ بنحو إعدام الموضوع فی العرف؛ لأنّه کذبٌ.‏

‏وأمّا الحکم بإعدام الموضوع شرعیّاً فهو صحیح، لکن لا ارتباط له بأدلّة‏‎ ‎‏الإمضاء؛ لتغایر الموضوعین من جهة لحاظ محیط الشرع فی أحدهما ومحیط العرف فی‏‎ ‎‏الآخر، نظیر عدم الارتباط بین «لا تکرم التجّار» وبین «أکرم العلماء» وحینئذٍ‏‎ ‎‏فإخراج بعض الأفراد من قوله: ‏‏«‏اَحَلَّ الله ُ الْبَیْعَ‏»‏‏ لا یخلو أنّه بأحد نحوین :‏

إمّا : ‏بنحو التخصیص والإخراج الحکمی، مع بقاء الموضوع وعدم إعدامه‏‎ ‎‏عرفاً، وحینئذٍ فالبیع الربوی بیعٌ عرفی، لکن لا یترتّب علیه الأثر.‏

وإمّا : ‏بنحو الإخراج الحکمی، لکن بلسان نفی الموضوع، لا إعدام الموضوع فی‏‎ ‎‏محیط العرف، المعبَّر عنه بالحکومة، فقوله تعالی : ‏‏«‏اَحَلَّ الله ُ الْبَیْعَ‏»‏‏ مطلقٌ یُتمسّک‏‎ ‎‏بإطلاقه الشامل لجمیع أنواع البیع العرفی، فمتی ظفرنا بالمقیِّد والمخصِّص نأخذ به، ومع‏‎ ‎‏الشکّ فی اعتبار قیدٍ أو شرطٍ؛ لعدم قیام حجّة علیه، فلا مانع من التمسّک بالإطلاقات‏‎ ‎‏لنفیه، فتأمّل جیّداً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 133

  • )) البقرة (2) : 275.
  • )) المائدة (5) : 1.