استدلال الصحیحی بالأخبار
ومنها : الأخبار الظاهرة فی إثبات بعض الخواصّ والآثار للمسمّیات مثل قوله علیه السلام (الصلاة عمود الدین)، أو (معراج المؤمن)، أو (قربان کلّ تقی) ونحو ذلک، ومن المعلوم أنّ هذه الآثار إنّما هی للصحیحة دون الفاسدة.
ویشکل بأنّه لا یقتضی أنّها موضوعة للصحیحة لا غیر، مع أنّه لا إشکال فی أنّ هذه الآثار إنّما هی للواجدة لجمیع الأجزاء والشرائط کلّها، مع أنّ أکثرهم علی خروج القسمین الأخیرین من الشرائط، ومع عدمهما تنتفی تلک الآثار عنها، وعلی فرض دفع الإشکال بالنسبة إلی القسم الثالث منها ـ حیث إنّها شرائط ناشئة من قبل الأمر ولیست دخیلة فی المسمّی ـ یبقی الإشکال بالنسبة إلی القسم الثانی منها؛ لأنّها شرائط عقلیّة محضة، مضافاً إلی أنّها آثار للوجود لا للماهیّة، کما عرفت.
الثالث من الوجوه : الأخبار الدالّة علی نفی ماهیّة الصلاة وطبیعتها عن الفاقدة لبعض الأجزاء والشرائط، مثل قوله : (لا صلاة إلاّ بفاتحة الکتاب) أو (...
کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 114
بطهور) ونحو ذلک ممّا هو ظاهر فینفی الطبیعة بمجرّد فقد بعض الأجزاء والشرائط.
وفیه : أنّ دعوی أنّ النفی المذکور هو نفی الحقیقة مع کثرة استعماله ادّعاءً فی غیره مثل نفی الکمال، ممّا لا یُصغی إلیها.
کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 115