المقدمة وتشتمل علی اُمور

فی الاستدلال بصحّة السلب عن الفاسدة

فی الاستدلال بصحّة السلب عن الفاسدة

‏واستدلّ لهذا القول أیضاً بوجوه اُخر : ‏

منها : ‏صحّة السلب عن الفاسدة وصحّة الحمل علی الصحیحة؛ لأنّه مع‏‎ ‎‏الإخلال بجزء أو شرط یصدق علیها أنّها لیست بصلاة، وبانضمام أنّ صحّة السلب‏‎ ‎‏المذکور یستلزم وضعها للصحیحة یثبت المطلوب.‏

وبعبارة اُخری : ‏الأمر فی المقام دائر بین وضعها للصحیحة أو الأعمّ، فنفی‏‎ ‎‏أحدهما مستلزم لثبوت الآخر.‏

‏ویشکل بأنّه ‏‏قدس سره‏‏ صرّح فیما سبق : أنّ المراد صحّة سلب اللّفظ بما له من المعنی‏‎ ‎‏الارتکازی، وحینئذٍ فإن أراد سلب لفظ الصلاة عن الفاسدة مع قطع النظر عن‏‎ ‎‏العناوین المعرِّفة لها، کالنهی عن الفحشاء، فلا معنی له؛ لأنّ المفروض عدم العلم‏‎ ‎‏بماهیّة الصلاة إلاّ بهذه العناوین والآثار، فمع قطع النظر عن تلک الآثار لیس هنا معنیً‏‎ ‎‏معلوم یجعل موضوعاً ویسلب عنه اللّفظ بما له من المعنی.‏

‏وإن أراد سلبه منها بملاحظة هذه العناوین ـ بأن یقال : المعنی الملازم للناهی‏‎ ‎‏عن الفحشاء لیس بصلاة ـ فهو صحیح، لکن لا یثبت به الوضع للصحیح؛ لأنّ سلب‏‎ ‎‏العنوان الأخصّ لا یستلزم سلب الأعمّ‏‎[1]‎‏.‏


کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 113
‏وانقدح بذلک حال صحّة الحمل وإن لم یذکرها فی «الکفایة»؛ لأنّه إن اُرید به‏‎ ‎‏الحمل الشائع ـ فصحّة حمل الکلّی علی الفرد ـ لا یستلزم مجازیّته فی فردٍ آخر،‏‎ ‎‏وإن اُرید به الحمل الأوّلی فهذا الحمل بالنسبة إلی الصلاة الصحیحة صحیح، لکنّه‏‎ ‎‏لا یستلزم مجازیّته فی الفاسدة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 114

  • )) ویمکن أن یقال : إنّ المراد سلب لفظ الصلاة بما لها من المعنی الارتکازی ـ الذی لا یُعلمحقیقته إلاّ بالآثار ـ عن الفاقدة لبعض الأجزاء والشرائط، فإنّ هذا السلب صحیح، فیثبت أنّها مجاز فی الفاسدة، وبضمیمة المقدّمة ـ أی الدوران المذکور ـ یثبت أنّها موضوعة للصحیحة، ولا یرد علیه الإشکالات حینئذٍ.