المقدمة وتشتمل علی اُمور

تبصرة

تبصرة :

‏قد یسبق إلی الأذهان أنَّ المراد بالعموم فی الوضع العامّ، هو ما یقابل الخصوص‏‎ ‎‏فی الوضع الخاصّ، وأنّه یُلاحظ العامّ بما هو عامّ ویُوضع اللّفظ بإزائه‏‎[1]‎‏ لکنّ الظاهر‏‎ ‎‏أنّه لیس کذلک، بل المراد بالعامّ فیه هو نفس الطبیعة الملحوظة باللّحاظ العرضی من‏‎ ‎‏حیث هی، لا من حیث إنّها کلّیّة فإنّها من حیث هی لا کلّیّة ولا جزئیّة، ولا موجودة‏‎ ‎‏ولا معدومة، بل لیست إلاّ هی، ولذلک قد تکون جزئیّة، وقد تکون کلّیّة، موجودة أو‏‎ ‎‏معدومة، فالموضوع له فی الوضع العامّ والموضوع له العامّ هو نفس الطبیعة، لا الطبیعة‏‎ ‎‏الکلّیّة، فی قبال الخاصّ بما هو خاصّ.‏

‏ویشهد لما ذکرناه تمثیلهم له بأسماء الأجناس‏‎[2]‎‏ الموضوعة للطبائع نفسها، ولو‏‎ ‎‏أنّ الموضوع له فیها هو الطبیعة بما أنّها کلّیّة، امتنع صدقها علی الأفراد الخارجیّة مع‏‎ ‎‏صدق أسماء الأجناس علیها.‏

وحینئذٍ : ‏فتسمیة هذا القسم بـ «الوضع العامّ والموضوع له العامّ» علی خلاف‏‎ ‎‏الاصطلاح فی لفظ «العامّ» ومسامحة فیه.‏

‏ومُقتضی ما ذکرنا زیادة قسم خامس للوضع، هو أن یکون الوضع والموضوع‏‎ ‎‏له هو طبیعی المعنی.‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 37

  • )) اُنظر نهایة الدرایة 1 : 15 ـ 16.
  • )) الفصول الغرویّة : 16، کفایة الاُصول : 25، مقالات الاُصول 1 : 17.