المقدمة وتشتمل علی اُمور

المبحث الثالث : فی أقسام الوضع

المبحث الثالث : فی أقسام الوضع

وقسّموه إلی أربعة أقسام : ‏لأنّ الوضع والموضوع له إمّا عامّان، أو الوضع عامّ‏‎ ‎‏والموضوع له خاصّ، أو بالعکس، أو کلاهما خاصّ‏‎[1]‎‏.‏

‏وحیث إنّه لابُدَّ فی الوضع من تصوّر المعنی الموضوع له، فإمّا أن یتصوّر الواضع‏‎ ‎‏معنیً کلّیّاً، ویضع اللّفظ لهذا المعنی الکلّی ، فهو القسم الأوّل، وإن تصوّر معنیً جزئیاً،‏‎ ‎‏ووضع لفظاً خاصّاً لهذا المعنی الجزئی، فهو الأخیر، وإن تصوّر معنیً کلّیّاً، ووضع‏‎ ‎‏اللّفظ بإزاء أفراده وجزئیّاته، فهو القسم الثانی ، وإن تصوّر معنیً جزئیّاً، ووضع اللّفظ‏‎ ‎‏بإزاء کلّیّه، فهو القسم الثالث.‏

‏لا إشکال عندهم فی ثبوت القسم الأوّل والأخیر، وإنّما الإشکال والخلاف‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 30
‏عندهم فی القسم الثانی والثالث، فذهب فی «الکفایة» إلی ثبوت القسم الثانی‏‎ ‎‏لا الثالث؛ مُحتجّاً بأنّ العامّ صالح لأن یصیر آلة للحاظ أفراده ومصادیقه بما هو عامّ،‏‎ ‎‏فإنّه وجهها، ومعرفة وجه الشیء هو معرفته بوجهٍ، بخلاف الخاصّ، فإنّه بما هو‏‎ ‎‏خاصّ لیس وجهاً للعامّ ولا لسائر الأفراد، فلا یکون معرفته وتصوّره معرفةً للعامّ‏‎ ‎‏ولا لها أصلاً ولو بوجه‏‎[2]‎‏.‏

لکن یرد علیه :

‏أوّلاً : ‏‏أنّه إن أراد أنّ العامّ آلة للحاظ أفراده وحاکٍ عنها بخصوصیّاتها‏‎ ‎‏الشخصیّة، فهو ممنوع؛ لتباین الأفراد المُتشخّص کلٌّ بخصوصیّاته، مع أنّ العامّ من‏‎ ‎‏حیث هو عامّ کیف یحکی عنها بخصوصیّاتها ؟!‏

‏لکن لا یعتبر فی الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ، حکایة العامّ الملحوظ عن‏‎ ‎‏خصوصیّات الأفراد الموضوع لها مُفصّلاً، بل یکفی الحکایة عنها ولو إجمالاً وبوجهٍ؛‏‎ ‎‏بحیث یلزم من لحاظ العامّ وتصوّره الإنتقال إلی تصوّر الأفراد ولو إجمالاً.‏

وحینئذٍ : ‏فیمکن لحاظ الأفراد حین الوضع بخصوصها، ووضع اللّفظ بإزاء‏‎ ‎‏العامّ وکلّیّها ـ أی الوضع الخاصّ والموضوع له العامّ ـ لحکایة الخاصّ عن العامّ إجمالاً‏‎ ‎‏وبوجهٍ، کما أفاده فی «الدرر» ومثَّل له : بأنّا إذا رأینا شخصاً وجزئیّاً خارجیّاً من دون‏‎ ‎‏أن نعرف تفصیلاً القدرَ المشترک بینه وبین سائر الأفراد، ولکن علمنا باشتماله علی‏‎ ‎‏جامع مشترکٍ بینه وبین سائر الأفراد، من کلّیّه، کما لو رأینا جسماً من بعید، ولم نعلم‏‎ ‎‏أنّه جماد أو حیوان، وعلی أی حالٍ لم نعلم أنّه من أی الأنواع، فوضعنا لفظاً لما هو‏‎ ‎‏مُشترک مع هذا المرئی فی الخارج من العامّ، فالموضوع له هو العامّ قد لوحظ إجمالاً‏‎ ‎‏ولو بوجهٍ.‏

‏ولیس الوجه فی الفرض إلاّ الجزئی الملحوظ؛ لأنّ المفروض أنّ الجامع عند‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 31
‏هذا الشخص لم یُعرف بعدُ، إلاّ بعنوان اتّحاده مع هذا الفرد فی الخارج.‏

وبالجملة : ‏کما أنَّ العامّ وجه للخاصّ بالمعنی المتقدّم لمکان اتّحادهما فی‏‎ ‎‏الخارج، کذلک الخاصّ أیضاً وجه للعامّ لمکان هذا الاتّحاد، نعم مع العلم بالجامع‏‎ ‎‏تفصیلاً لا یکون الخاصّ وجهاً له؛ لأنّ العامّ بنفسه متصوّر تفصیلاً، وملحوظ بنفسه‏‎ ‎‏لا بوجهه‏‎[3]‎‏.‏

نعم : ‏لو قلنا : باعتبار حکایة الملحوظ عن الموضوع له بخصوصیّاته، وعدم‏‎ ‎‏کفایة تصوّره الإجمالی، امتنع القسمان للوضع معاً؛ أی الوضع العامّ والموضوع له‏‎ ‎‏الخاصّ وبالعکس، لکن قد عرفت عدم اعتباره.‏

وثانیاً : ‏أنّه إنْ أراد بقوله : «معرفة وجه الشیء معرفته بوجهٍ» أنّ تصوّر العامّ‏‎ ‎‏هو لحاظ تمام أفراده بخصوصیّاتها، فهو محال، لعدم تناهی أفراده، ولا یمکن لحاظ‏‎ ‎‏الغیر المتناهی تفصیلاً.‏

‏وإن أراد أنّ معرفة العامّ معرفة لأفراده إجمالاً وبعنوان أنّها مصادیق العام،‏‎ ‎‏فیلاحظ الواضعُ العام، ویضع اللّفظ بإزاء أفراده بعنوان أنّها مصادیقه، فالموضوع له‏‎ ‎‏حینئذٍ یصیر عامّاً؛ فإنّ عنوان ما هو مصادیق العامّ أیضاً عامّ وکلّی لا جزئی، إلاّ أنّه‏‎ ‎‏عنوان یشیر إلی الأفراد.‏

وقال المحقّق العراقی ‏قدس سره‏‏ فی «المقالات» ‏‏فی المقام ما حاصله : أنّ الکلّی‏‎ ‎‏الطبیعی علی قسمین : ‏

أحدهما : ‏الموجود فی الذهن المنتزع عن الأفراد، کطبیعة الإنسان لا بشرط‏‎ ‎‏المنتزعة عن الأفراد الخارجیّة.‏

الثانی : ‏الطبیعة الکلّیّة الموجودة فی الخارج بوجودها السِّعی ملصقةً بالأفراد‏‎ ‎‏الخارجیّة، ملازمةً لخصوصیّاتها المشتملة علی حصصها.‏


کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 32
‏والدلیل علی وجود هذا النحو من الکلّی فی الخارج هو أنّ الطبیعی الأوّل‏‎ ‎‏بالمعنی الموجود فی الذهن لیس مُنتزعاً من الأفراد الخارجیّة والحصص الکائنة فیه،‏‎ ‎‏ومعلولاً للأفراد، فلو لم یکن لأفرادٍ جامعٌ مشترک فیه، لم یمکن انتزاع الطبیعة الذهنیّة‏‎ ‎‏منها؛ لأنّ الواحد لا یصدر إلاّ من الواحد، فهذه الطبیعة بالنسبة إلی الأفراد الملصقة‏‎ ‎‏بها بمنزلة الآباء بالنسبة إلی أبنائهم، والطبیعة الاُولی بمنزلة أب الآباء.‏

‏وإن شئت توضیح ذلک فقسهُ بوحدة الوجود.‏

إذا عرفت هذا فاعلم : ‏أنّ الواضع إمّا یلاحظ الطبیعة بالمعنی الأوّل، فیضع اللّفظ‏‎ ‎‏لها، فهو المعروف من الوضع العامّ والموضوع له العامّ.‏

‏وإن لاحظ الطبیعة بالمعنی الثانی الموجودة فی الخارج ملصقةً بالأفراد، ولها نحو‏‎ ‎‏اتّحاد فیه، ووضع اللّفظ لها، فهو قسم آخر من الوضع العامّ والموضوع له العامّ.‏

ثمّ قال : ‏ومن دقّق النظر فی هذا الکلام وتأمّل فیه، یجده صحیحاً، ویصدّق‏‎ ‎‏المبنی والبناء. وسیأتی ما یشیر إلی ذلک‏‎[4]‎‏ انتهی.‏

أقول : ‏وما وعده قد ذکره فی باب المعانی الحرفیّة، وجعلها من القسم الثانی من‏‎ ‎‏الوضع العامّ والموضوع له العامّ‏‎[5]‎‏.‏

‏وإنّی کلّما دقّقتُ النظر وتأمّلتُ فیما ذکره زاد لی وضوحاً فی أنّ ما ذکره من‏‎ ‎‏البناء والمبنی وتطبیق المعانی الحرفیّة علی ما ذکره غیر صحیح : ‏

أمّا أوّلاً : ‏فلأنّه إن أراد من قوله : «إنّ الأفراد الخارجیّة مشتملة علی الحصص‏‎ ‎‏من الطبیعة» أنّ للطبیعة قطعاتٍ، وأنّ کلّ واحدٍ من الأفراد مشتمل علی قطعة منها، کما‏‎ ‎‏هو مقتضی تعبیره بـ «الحصة»، فهو واضح البطلان؛ بحیث لا یحتاج إلی البیان، فلابدّ‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 33
‏أن یرید ما ذکره الرجل الهمدانی‏‎[6]‎‏ وصنّف الشیخ فی ردّه رسالة‏‎[7]‎‏.‏

وإن أراد : ‏أنّ فی الخارج شیئاً واحداً تشترک فیه جمیع الأفراد، فهو أیضاً محال؛‏‎ ‎‏لأنّه لا یمکن أن یوجد فی الخارج إلاّ الواحد بوحدةٍ عددیّةٍ، وأمّا الواحد بوحدةٍ‏‎ ‎‏سنخیّةٍ فلا موطن له إلاّ الذهن، ولا یمکن وجوده فی الخارج، کما أنّ الواحد العددی لا‏‎ ‎‏یمکن وجوده فی الذهن، فوجود شیءٍ واحدٍ فی الخارج تشترک فیه الأفراد مُلصقاً بها‏‎ ‎‏بوحدةٍ سنخیّةٍ اعتباریةٍ من المحالات.‏

والتحقیق : ‏أنّ الکلّی الطبیعی کثیر فی الخارج؛ بمعنی أنّ کلّ واحدٍ من الأفراد‏‎ ‎‏ـ کزید وعمرو وغیرهما من الأفراد ـ تمام ماهیّة الإنسان بدون زیادة ونقصان تُحمل‏‎ ‎‏علی کلّ واحدٍ من الأفراد بالحمل الشائع؛ الذی یکون المناط فیه الاتّحاد خارجاً‏‎ ‎‏والتغایر بین الموضوع والمحمول ذهناً، فزید الموجود فی الخارج تمام ماهیّة الإنسان‏‎ ‎‏وطبیعته، وکذا سائر الأفراد، مع التباین بین الأفراد فی الخارج.‏

‏وإن لُوحظت الطبیعة مجرّدة عن الخصوصیّات الشخصیّة، کما فی صورة الغفلة‏‎ ‎‏عن الخصوصیّات الفردیّة، فهی الطبیعة لا بشرط، ولا موطن لها إلاّ الذهن، لا فی‏‎ ‎‏حاقّه بل فی تحلیله العقلی.‏

وأمّا ما استدلّ به علی ما ذکره : ‏من انتزاع الکلّی من الأفراد... إلی آخره،‏‎ ‎‏فلا یخفی ما فیه، إذ لیس المراد انتزاع أمر خارجی من الأفراد الخارجیّة وإیطانه فی‏‎ ‎‏الذهن؛ بأن یوقع ذلک الأمر الخارجی فی الذهن، بل المراد من الانتزاع تجرید الأفراد‏‎ ‎‏عن الخصوصیّات الفردیّة، کما إذا لُوحظ ماهیّة الإنسان مع الذهول والغفلة عن‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 34
‏الخصوصیّات الشخصیّة والمشخّصات الخارجیّة، فالملحوظ حینئذٍ هو نفس الطبیعة.‏

‏وإنّما قیّدنا بصورة الذهول عن الخصوصیّات؛ إذ مع الالتفات والتوجّه إلی‏‎ ‎‏الخصوصیّات الفردیّة یستحیل انتزاع الطبیعة من الأفراد.‏

وأمّا قولهم : ‏«الواحد لا یصدر إلاّ من الواحد»‏‎[8]‎‏ فهو أجنبی عن المقام؛ فإنّ‏‎ ‎‏محلّه الواحد البسیط من جمیع الجهات، وقد ثبت فی محلّه بالبرهان : أنّ البسیط من‏‎ ‎‏جمیع الجهات لا یصدر منه إلاّ الواحد، ولا یصدر إلاّ من الواحد.‏

والإیراد علیه : ‏بما یُشاهد بالوجدان من صدور الواحد من الاثنین کتسخّن‏‎ ‎‏الماء بالشمس والنار معاً، أو قتل واحد بسهمین، أو السراجین یضیئان بیتاً واحداً‏‎ ‎‏ونحو ذلک، فهو ناش عن الخلط بین المسألة العقلیّة والعرفیّة، والقاعدة کما عرفت إنّما‏‎ ‎‏هی فی البسیط من جمیع الجهات، لا کلّ واحدٍ، مثل الأمثلة المذکورة.‏

وبالجملة : ‏کلّما تأمّلتُ فیما ذکره، ودقّقتُ النظر فیما أفاده، إزداد الإشکال علی ما‏‎ ‎‏ذکره، والاطمئنان بعدم استقامته مبنیً وبناءً وتطبیقاً للمعانی الحرفیّة علیه.‏

فتحصّل : ‏أنّ الوضع العامّ والموضوع له العامّ لیس له إلاّ قسم واحد.‏

‏وهنا إشکال لو لم یکن دافعٌ له یلزم منه انتفاء الوضع العامّ، سواءً کان‏‎ ‎‏الموضوع له عامّاً أم خاصّاً، وهو أنّ الکلّی الملحوظ فی الذهن ـ کالإنسان المتصوَّر فی‏‎ ‎‏الذهن ـ من الموجودات الذهنیّة، سواء لُوحظ وجوده فیه، أم کان مغفولاً عنه، فهو‏‎ ‎‏جزئی حقیقی ذهنی.‏

‏کما أنّ زیداً جزئی خارجی، فلا یمکن صدقه علی الأفراد الخارجیّة؛ فإنّه أیضاً‏‎ ‎‏من أفراد طبیعة الإنسان المحمولة علیه بالحمل الشائع وشیء موجود بالفعل، ویمتنع‏‎ ‎‏حمل شیء خارجی بالفعل علی آخر کذلک؛ لأنّ قضیّة هذا الحمل هو الاتّحاد فی‏‎ ‎‏الخارج، والشیئان الفعلیّان یمتنع اتّحادهما فیه مع بقاء الشیئیّة الفعلیّة لکلّ واحدٍ‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 35
‏منهما، ومع عدم بقائها فی أحدهما، فلیس هو شیء حتّی یتّحد مع الآخر، وکذا مع‏‎ ‎‏انتفائها فیهما.‏

فانقدح بذلک : ‏امتناع حمْل الموجود فی الذهن علی الموجود فی الخارج، وکلُّ ما‏‎ ‎‏یوجد فی الذهن فهو جزئی لا کلّی، وحینئذٍ یلزم انتفاء الوضع العامّ رأساً.‏

ویمکن دفعه : ‏بأنّ الملحوظ فی الذهن أوّلاً وبالذات وإن کان جزئیاً حقیقیاً‏‎ ‎‏ذهنیاً کالإنسان الملحوظ، لکنّه مرآة لطبیعة الإنسان اللاّبشرط، وهی ملحوظة ثانیاً‏‎ ‎‏وبالعرض، فیمکن بهذا اللّحاظ وضع لفظٍ بإزائها أو بإزاء أفرادها.‏

‏ثمّ إنّهم مثّلوا للوضع الخاصّ والموضوع له الخاصّ بالأعلام الشخصیّة‏‎[9]‎‏ وهو‏‎ ‎‏لا یخلو عن إشکالٍ وإن أرسلوه إرسال المسلّمات؛ حیث إنّ لفظ «زید» مثلاً لو کان‏‎ ‎‏موضوعاً للهویّة الشخصیّة الخارجیّة التی یحمل علیها «الحیوان الناطق» بالحمل‏‎ ‎‏الشائع، لزم التجوّز فی قولنا : «زید موجود» فإنّه بمنزلة قولنا : «زید الموجود‏‎ ‎‏موجود» ویلزم منه عدم صحّة قولنا : «زید معدوم» لأنّ مرجعه إلی قولنا : «زید‏‎ ‎‏الموجود معدوم» وکذا قولنا : «زید إمّا موجود أو معدوم».‏

‏والتّوالی کلّها فاسدة؛ لعدم الفرق بین قولنا : «زید موجود» وبین قولنا : «زید‏‎ ‎‏ابن عمرو» فی أنّه لا تجوّز فی واحدٍ منها، ولو وضع اللّفظ للماهیّة الملحوظة التی‏‎ ‎‏لم تکن فکانت ـ التی هی مرآة للهویّة الشخصیّة الخارجیّة ـ لزم أن یکون الوضع‏‎ ‎‏والموضوع له کلاهما عامّین فیه؛ لإمکان صدق تلک الماهیّة علی کثیرین، وإن لم یوجد‏‎ ‎‏لها إلاّ فرد واحد؛ لوضوح عدم اعتبار الصدق علی کثیرین بالفعل، بل إمکان الصدق‏‎ ‎‏عقلاً وإن لم یوجد له فرد فی الخارج أصلاً، کشریک البارئ، فإنّ مفهومه فی عالم‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 36
‏المفهومیّة ممکن الصدق علی کثیرین، ولا یأبی عنه، إلاّ أنّ البرهان العقلی القطعی قام‏‎ ‎‏علی امتناع وجود فرد منه فی الخارج، وقد یوجد من الکلّی فی الخارج فرد واحد‏‎ ‎‏فقط، کالبارئ جلّت عظمته.‏

‎ ‎

کتابتنقیح الاصول (ج. ۱): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 37

  • )) الفصول الغرویّة : 16، هدایة المسترشدین : 29 ـ 30، مقالات الاُصول 1 : 18 ـ 19.
  • )) کفایة الاُصول : 24.
  • )) درر الفوائد : 36.
  • )) مقالات الاُصول 1 : 17 ـ 18.
  • )) نفس المصدر 1 : 23.
  • )) رسائل ابن سینا : 463 وما بعدها، الحکمة المتعالیة 1 : 273، شرح المنظومة (قسم الفلسفة) : 99.
  • )) مذکورة فی رسائله باسم «رسالة بعض الأفاضل إلی علماء مدینة السلام»، رسائل ابن سینا : 462.
  • )) شرح المنظومة (قسم الفلسفة) : 132.
  • )) هدایة المسترشدین : 29، الفصول الغرویّة : 16، مقالات الاُصول 1 : 17.