المطلب الرابع العامّ والخاصّ وفیه فصول

الفصل الأوّل تعریف العامّ

الفصل الأوّل تعریف العامّ

‏ ‏

‏عُرِّف العامّ بتعاریف کثیرة مذکورة فی الکتب المطوّلة‏‎[1]‎‏، مع الإشکالات التی‏‎ ‎‏أوردوها علیها من النقض والإبرام، ولم یتعرّض فی «الکفایة»‏‎[2]‎‏ لها؛ لأنّها تعاریف‏‎ ‎‏لفظیّة، وهو کذلک، فالأولیٰ عدم التعرُّض لها.‏

ولکن القدر المعلوم :‏ هو أنّ فی کلمات العرب ألفاظاً موضوعة للطبائع المجرّدة،‏‎ ‎‏کلفظ «الإنسان» لطبیعته، والطبیعة واللفظ الموضوع لها وإن تصدق علی الأفراد‏‎ ‎‏الخارجیّة من الإنسان ـ مثلاً ـ لکن یستحیل حکایتها عنها بخصوصیّاتها؛ لأنّ‏‎ ‎‏المفروض أنّ اللفظ موضوع لنفس الطبیعة لا بشرط، فلا یحکی إلاّ عمّا هو الموضوع‏‎ ‎‏لها بلا زیادة عنه، وکذلک نفس الطبیعة.‏

‏وفیها ألفاظ ـ أیضاً ـ موضوعة للکثرة، مثل «کلّ» و «جمیع» ونحوهما فی سائر‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 325
‏اللغات موضوعة لمعنیٰ الکثرة، فإذا دخل هذا اللفظ علی اللفظ الموضوع لنفسِ‏‎ ‎‏الطبیعة أو لعنوانٍ من عناوین المشتقّات، وقیل: «کلّ إنسان» أو «کلّ عالم» یُفهم منه‏‎ ‎‏کلّ فردٍ فردٍ من أفراد الإنسان، وحینئذٍ فالعامّ هو اللفظ الدالّ علی الکثرة کلفظ‏‎ ‎‏«کلّ» وما یرادفه من سائر اللغات.‏

کتابتنقیح الاصول (ج. ۲): تقریر ابحاث روح‏ الله الموسوی الامام الخمینی (س)صفحه 326

  • )) هدایة المسترشدین : 339 ـ 341 سطر 9، الفصول الغرویة : 158 ـ 159 سطر 24، غایة المسؤول : 359 ـ 362 سطر 8 .
  • )) کفایة الاُصول : 252 .