مقتضی القاعدة فی الزیادة
إذا تمهّد لک عدم تصویر الزیادة عقلاً فی الجزء وإمکانه عرفاً، فنقول: مقتضی القاعدة مع قطع النظر عن أدلّة إبطال الزیادة أنّ الزیادة العمدیة، فضلاً عن السهویة لا توجب البطلان إذا لم یؤخذ عدمها فی المرکّب أو الجزء، لأنّ الفساد إنّما ینتزع من عدم تطابق المأتیّ به مع المأمور به، والمفروض أنّ الزائد غیر دخیل فی المأمور به، وما هو الدخیل فیه فقد اُتی به علی ما هو حقّه والمفروض أنّ المولی لم یقیّد المأمور به أو جزئه بعدمها.
وأمّا إذا کان عدمها مأخوذاً فی المرکّب أو جزئه، فیوجب البطلان ولکن بطلانه مستنداً إلی النقیصة لا إلی الزیادة؛ فإنّ القید لم یحصل بعد وهو واضح، کما أنّه إذا کان الإتیان بصحیحة الزائد مع عدم أخذ عدمها قیداً فی المأمور به، أو فی جزئه علی نحو التشریک فی الداعویة یوجب البطلان، لا للزیادة بما هی زیادة، بل نقص ما هو معتبر عقلاً فی الامتثال من کون الأمر مستقلاًّ فی الداعویة، فتدبّر.
ولک أن تقول: إنّ الزیادة من حیث إنّها زیادة لا توجب البطلان حتّی مع أخذ عدمها فی المرکّب أو فی جزئه؛ لأنّه یرجع إلی النقیصة؛ فإذا شکّ فی أخذ عدمه فی المرکّب أو فی جزئه فیکون من مصادیق الأقلّ والأکثر، فالمرجع البراءة.
کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 362