المرحلة الثالثة فی الاشتغال

الاُولی: فی الفرق بین الأقلّ والأکثر الارتباطیین والاستقلالیین

الاُولی: فی الفرق بین الأقلّ والأکثر الارتباطیین والاستقلالیین

‏الفرق بین الأقلّ والأکثر الاستقلالیین والارتباطیین واضح؛ لأنّ الأقلّ فی ‏‎ ‎‏الاستقلالیین مغایر مع الأکثر غرضاً، وملاکاً وأمراً وتکلیفاً کالفائتة المردّدة بین ‏‎ ‎‏الواحدة وما فوقها، والدین المردّد بین الأقلّ والأکثر، فهناک أغراض ‏‎ ‎‏وموضوعات وأوامر وأحکام علی تقدیر وجوب الأکثر، ومن هنا یعلم أنّ إطلاق ‏‎ ‎‏الأقلّ والأکثر علیهما بضرب من المسامحة والمجاز، وباعتبار أنّ الواحد من ‏‎ ‎‏الدرهم مثلاً أقلّ من الدرهمین وهو کثیر، وإلا فلکلّ تکلیف وبعث علیحدة. ‏

‏وأمّا الارتباطیین فالغرض قائم بالأجزاء الواقعیة، فلو کان هو الأکثر، فالأقلّ خالٍ ‏‎ ‎‏عن الغرض والبعث من رأس فورانه فی عالم التکوین کالمعاجین؛ فإنّ الغرض ‏‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 277
‏والأثر المطلوب قائم بالصورة الحاصلة من ترکیب الأجزاء الواقعیة علی ما هی ‏‎ ‎‏علیها ولا یحصل الغرض إلا باجتماع الأجزاء عامّة بلا زیادة ولا نقیصة؛ کما هو ‏‎ ‎‏الحال فی المرکّبات الاعتباریة أیضاً، فلو تعلّق الغرض بإرعاب العدوّ مثلاً فیؤمر ‏‎ ‎‏بعرض الجنود والعساکر، فلابدّ من إرائة صفوف من العساکر ـ کالجند، والفوج ‏‎ ‎‏ونحوهما ـ لا إرائة آحاد الجندی؛ فإنّه لا یکاد یحصل الغرض کما لا یخفی. ‏

‏ومن ذلک یظهر أنّ ملاک الاستقلالیة والارتباطیة باعتبار الغرض القائم بالموضوع ‏‎ ‎‏قبل تعلّق الأمر؛ لأنّ الغرض قد یقوم بعشرة أجزاء مثلاً وقد یقوم بأزید منها. ‏

‏فما یظهر من بعضهم من أنّ ملاکهما وحدة التکلیف وکثرته‏‎[1]‎‏ غیر ملائم؛ لأن ‏‎ ‎‏وحدة التکلیف وکثرته إنّما هی بلحاظ الغرض الباعث علی التکلیف، فلا معنی ‏‎ ‎‏لجعل المتأخّر عن الملاک الواقعی ملاکاً لتمییزهما کما لا یخفی. ‏

‏وإن شئت قلت: إنّ ملاک الاستقلالیة والارتباطیة بالغرض القائم بالموضوع ‏‎ ‎‏قبل تعلّق التکلیف المستکشف لوحدة التکلیف وتعدّده، فما عن بعضهم من أنّه ‏‎ ‎‏لوحدة التکلیف وتعدّده لا بالأغراض غیر وجیه. ‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 278

  • . نهایة الأفکار 3: 373 و377.