المرحلة الثالثة فی الاشتغال

عدم شمول الأخبار المرخّصة للحجّة الإجمالیة

عدم شمول الأخبار المرخّصة للحجّة الإجمالیة

‏فتحصّل أنّ أصالة البراءة کحدیثی الرفع والسعة وکذا أخبار الاستصحاب لا ‏‎ ‎‏تعمّ الحجّة الإجمالیة فی البین. ‏

‏وأمّا موثّقة مسعدة بن صدقة‏‎[1]‎‏ فقد عرفت الکلام فیها وأنّها بلحاظ اشتمالها ‏‎ ‎‏علی أمثلة یشکل إدراجها فی الکبری المذکورة فیها؛ وقلنا: إنّ الاحتمالات فی ‏‎ ‎‏قوله علیه السلام‏«کلّ شیء هو لک حلال»‏ الخ أربعة لا ترجیح لإحداها علی الاُخری ولا ‏‎ ‎‏ظهور لها فی الترخیص فی الشبهات بحیث یعمّ جمیع الأبواب. ‏


کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 164
‏بقی أخبار الحلّ فما ورد فی الجبن أمّا غیر خبر عبدالله بن سنان من سائر ‏‎ ‎‏أخبار الباب‏‎[2]‎‏ ففیه مضافاً إلی ضعف السند یکون ظاهرها ورودها فی الشبهة غیر ‏‎ ‎‏المحصورة کما صرّح به فی خبر أبی الجارود: «‏أمن أجل مکان واحد یجعل فیه ‎ ‎المیتة حرّم فی جمیع الأرضین‏»‏‎[3]‎‏. ‏

‏وأمّا خبر عبدالله بن سنان‏‎[4]‎‏ فهو وإن کان صحیح السند وهو المهمّ فی المقام ‏‎ ‎‏إلا أنّه قد أشرنا أنّ المحتملات فیه خمسة ولا ظهور له فی الترخیص فی أطراف ‏‎ ‎‏المعلوم بالإجمال، وقلنا: إنّ شمول الترخیص بإطلاقه أو عمومه لأطراف المعلوم ‏‎ ‎‏بالإجمال وإن کان لا مانع منه عقلاً؛ لعدم کونه رخصاً فی المعصیة بعد قیام ‏‎ ‎‏الحجّة، وغایة ما هناک هی الترخیص فی مخالفة الحجّة، إلا أنّه بفهم العقلاء یُعدّ ‏‎ ‎‏ترخیصاً فی المعصیة، فإذا حرم شرب الخمر وتردّد أمره بین إنائین أو أکثر یری ‏‎ ‎‏العقلاء الاجتناب عنهما أو عنها و یرون أنّ ترخیص ارتکابهما ترخیص وإذن فی ‏‎ ‎‏شرب الخمر، ولذا قلنا: إنّ أخبار الحلّ منصرفة عن شمولها لجواز ارتکاب جمیع ‏‎ ‎‏الأطراف المعلوم بالإجمال. ‏

‏وإن أبیت إلا عن إطلاقها لأطراف المعلوم بالإجمال فقد أشرنا أنّ صاحب ‏‎ ‎‏الجواهر قدس سره یری أنّ ظاهر الأخبار من حیث دلالتها علی الجمیع معرض عنها‏‎[5]‎‏. ‏

‏وبالجملة: مفاد صحیح عبدالله بن سنان علی تقدیر شموله لأطراف المعلوم ‏‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 165
‏بالإجمال فی حدّ نفسه إلا أنّه بحسب الفهم العرفی منصرف عنها أو معرض عنها.‏

‎ ‎

کتابجواهر الاصول (ج. ۶): تقریر ابحاث روح الله موسوی الامام الخمینی (س)صفحه 166

  • . تقدّمت فی الصفحة 145 ـ 146.
  • . راجع: وسائل الشیعة 25: 117، کتاب الأطعمة والأشربة، أبواب الأطعمة المباحة، الباب 61.
  • . المحاسن: 495 / 597؛ وسائل الشیعة 25: 119، کتاب الأطعمة والأشربة، أبواب الأطعمة المباحة، الباب 61، الحدیث 5.
  • . وسائل الشیعة 25: 117، کتاب الأطعمة والأشربة، أبواب الأطعمة المباحة، الباب 61، الحدیث 1.
  • . جواهر الکلام 23: 937.